كتبت مجلة "فورن بوليسي" الأميركية في مقال لها أن عدم خوض حرب جديدة يحظى بأهمية بالغة لدى رئيسٍ تكمن مهمته الأساسية في تجنيب أميركا من الحروب الضخمة، لكن قد لا يكون هناك مفر من تنفيذ اوباما لخطوطه الحمراء عاجلا أم آجلا، وإن فشله سيجعل هيبة أميركا في الحضيض ويرسل رسالة إلى أصدقائها وأعدائها بأن أميركا لا تنفذ وعودها. واشنطن (فارس) وإشارة إلى تحذير اوباما في آب الماضي (إثر تقارير مزعومة) بأن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيمياوية يمثل خطا أحمرا أوضح المقال الذي كتبه "آرون ديفد ميلر" أن اوباما الآن في موقف حرج؛ فدفاعه عن هذا الخط الأحمر سيضعف استراتيجيته في عدم التدخل في الأزمة السورية، مضيفا: "على اوباما، قبل أن يُقدِم على أي عمل في سوريا، أن يدرك بأنه ينبغي أن لا يصرّح بما لا يستطيع تنفيذه مستقبلا". وعبر تنبيهه بأن أحدا لن يصدق الخطوط الحمراء الأميركية حيال إيران إذا لم يكن الرئيس الأميركي مستعدا لتنفيذ خطوطه الحمراء إزاء سوريا قال ميلر: ان "محبوبية أميركا بين شعوب الشرق الأوسط هي الآن في أوطأ درجاتها، وعلينا أن لا نسمح للفجوة بين أقوال الرئيس الأميركي وأفعاله أن تفرط بما بقي من هيبة أميركا". وشدد المقال على أن الامور تسوء في سوريا يوما بعد آخر؛ فبعد عامين من العنف لم تتحول سوريا إلى أرض الأحلام الأميركية بل لم تمثل يوما فرصة لها وأضاف: "لم يعد في سوريا خيار جيد أمام أميركا؛ لا الوقوف موقف المتفرج ولا توفير المساعدات الإنسانية غير القاتلة ولا تسليح المعارضة أو إيجاد منطقة حظر جوي". وذكرت المجلة: إن "المعارضة السورية مشتتة تماما وغير كفوءة فمعظمها من الإسلاميين المتطرفين وإن الأزمة الإنسانية في هذا البلد بلغت حدا لا يمكن السيطرة عليه، وحتى لو سقط بشار الأسد فهناك جو من الضبابية حول مَن سيتحمل مسؤولية الدمار الحاصل في سوريا". وإذ أوضح ميلر أنه من وجهة نظر اوباما لا ينبغي لأميركا تحمل مسؤولية الدمار الحاصل، فقد عرج على قضيتي العراق وأفغانستان، قائلا: "لقد أتت هاتين الحربين، الأطول في تاريخ أميركا، على أرواح الآلاف من الجنود الأميركيين والمليارات من الدولارات وأهانتا هيبة أميركا، كل ذلك من أجل هدف ليس بالمعلوم إلى الآن إن كان يستحق كل هذا الثمن أم لا! باختصار فإن اوباما لا يريد إقحام هذا البلد في ورطة جديدة". وحول إيران وملفها النووي وأثرهما على حسابات اوباما حيال سوريا وإمكانية لجوء أميركا إلى ضرب إيران عسكريا إذا تحول هذا الملف إلى أزمة (على حد تعبيره) أردفت المجلة قائلة: "أميركا لن تقدم على أي حماقة ضد إيران أو سوريا إلا بدعم من الصين وروسيا وهي لن تحظى بهذا الدعم في هذا الخصوص". وعبر تأكيده أن على اوباما أن يقرر فيما إذا كان هدفه من الهجوم هو الحيلولة دون استخدام السلاح الكيمياوي [المزعوم]، أو إسقاط حكومة الأسد عن طريق تسليح المعارضة، أو إيجاد منطقة حظر طيران، أو توجيه ضربة مباشرة لأهداف حكومية؟ فقد ختم بالقول: "ثمة الكثير من الإبهامات حول القضية السورية، لكن الواضح تماما لأميركا هو أنه من الممكن لهذا الوضع الوخيم والمضطرب أن يتطور إلى المزيد من الوخامة والاضطراب في المستقبل".