اشار معهد ابحاث اميركي الى ان المنطقة تسودها بلا ادنى شك نظريات المؤامرة، لكن في ضوء سياسة الادارة الاميركية المراوغة بشان سوريا، فهناك احتمال انه لو حضرت ايران مفاوضات جنيف، فانها قد تناقش الملفين السوري واللبناني جنبا الى جنب. واشنطن (مواقع) وفي هذا الاطار فقد نشر معهد ابحاث "واشنطن" مقالا بقلم "ديفيد شينكر" مدير برنامج السياسة العربية في المعهد قال فيه : انه وفي عام 2006 وحين وصل الاحتلال الاميركي للعراق الى مستوى الحضيض، اصدرت "مجموعة دراسة العراق" المكلفة من قبل الكونغرس الاميركي تقريرا، كان يركز على فرضية مثيرة للجدل مفادها ان "جميع القضايا الرئيسية في المنطقة مترابطة بشكل معقد". وبناء على ذلك، ومن اجل وقف التدهور في العراق وتحقيق اهداف اميركا في الشرق الأوسط، اقترح التقرير بانه يتعين على الولاياتالمتحدة التوصل الى حل للصراع العربي الإسرائيلي. **الربط بين ايران والازمة السورية ويتابع المقال انه وبعد سبع سنوات، وفي حين باتت فكرة ربط العراق بعملية التطبيع العربية الإسرائيلية غير واردة، يبدو ان مفهوم البحث عن الترابط عاد ثانية الى الواجهة - لكن هذه المرة في خصوص ايران والحرب الدائرة في سوريا. فخلال زيارتي الاخيرة الى لبنان، سمعت كرارا تصريحات تنم عن هواجس مفادها، الان حيث ايران تمسك بزمام الامور ووقعت اتفاقا نوويا، فقد تكون ادارة اوباما مستعدة للاعتراف بالمصالح الايرانية في سوريا والتنازل عن مطلبها بضرورة تنحي بشار الاسد. **من الافضل الا يكون هناك ترابط بين برنامج ايران النووي والازمة السورية ويكشف الكاتب ان آفاق محاولة ربط ملف ايران النووي بمحادثات وقف اطلاق النار في سوريا تتسم باهمية كبيرة لدى العديد من سكان الشرق الاوسط الذين تحدث معهم. ولاسباب عدة فان ربط الجهود الدولية للحد من برنامج ايران النووي مع الجهود للتوصل الى وقف لاطلاق النار في سوريا ليس مقترحا جيدا. **ايرانوسوريا حليفان قديمان ويلفت الكاتب الى انه مما لا شك فان ايرانوسوريا لديهما علاقات متينة ويقول، فعلى مدى ثلاثة عقود، كان النظامان الايراني والسوري حليفين استراتيجيين. واليوم فان ايران الداعم الرئيسي لنظام الاسد، حيث تدعمه ماديا ومعنويا وعسكريا ( بحسب زعم المقال ) لمواجهة المتمردين. **سوريا اولوية ايران الدائمة ويعتقد المقال ان ايران على ما يبدو لا تستطيع ان تكون وسيطا بناء في سوريا ويضيف: بمنأى عن ان الاتفاق النووي الاخير مع ايران هل سيكتمل ام لا، فان طهران تعتبر بقاء نظام صديق في دمشق اولوية لها. وذلك لان سوريا هي بوابة النفوذ الايراني في بلدان الشرق. فاذا اطيح به فان من المرجح ان يحل محله نظام سني مناويء لإيران، وهو ما يعني قطع خط الامدادات الرئيسي بين طهران و"حزب الله" لبنان واثارة الكثير من المشاكل لها. **الموقف الاميركي حيال سوريا لم يتغير ويتطرق المقال الى موضوع عدم وجود مؤشرات رسمية حتى اليوم تشير الى ان البيت الأبيض غير موقفه حيال سوريا ويتابع: وفي الحقيقة ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان قد اعلن مرة اخرى خلال الاشهر الاخيرة بان اميركا "ترى ان الاسد فقد اي شرعية لحكم سوريا ويجب عليه الرحيل". **المصداقية الاميركية في الشرق الاوسط على المحك ولكن تصريحات الادارة الاميركية حول سوريا لم تعد مطمئنة في المنطقة. فالتراجع عن الرد العسكري حيال الهجوم الكيمياوي ( المزعوم ) لقوات النظام السوري في 21 اغسطس، والصمت حيال تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وآفاق تحسن العلاقات بين واشنطنوطهران، جميعها تشكل خطرا على مصداقية اميركا في الشرق الاوسط. **اميركا لم تعد ملتزمة بانهاء الحرب في سوريا ويتابع الكاتب: فعلى سبيل المثال اليوم، يزداد المسلمون السنة في لبنان وفي مناطق اخرى من الذين يدعمون الثورة في سوريا، ايمانا بان ادارة اوباما لم تعد تشعر باي التزام حيال اسقاط نظام الاسد. والاسوأ من ذلك انه في ضوء التوجه الاسلامي الذي يسود المعارضة المسلحة السورية، فان الكثيرين في المنطقة ينتابهم الشك حاليا حيال ان اميركا تفضل الشيطان الذي تعرفه بدلا من المجهول، وربما المنضوي تحت مظلة القاعدة. **الجبهة الغربية المعارضة لايران تفقد مصداقيتها وفي هذا البين يعتقد المقال ان هناك مؤشرات اولية تفيد بان المعارضة الغربية التي كانت متحدة من قبل ضد اي دور دبلوماسي ايراني في الازمة السورية بدأت تفقد مصداقيتها. فعلى سبيل المثال، دافع وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" عن ضم ايران الى مؤتمر السلام "جنيف 2" المخصص لبحث الازمة السورية. وكذلك ، المح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الى ان طهران تستطيع ان تلعب "دورا بناء" في المفاوضات - وارسل دبلوماسيا الى ايران لمناقشة مسالة التعاون. حتى هناك تقارير تفيد بان الادارة الامريكية تبحث عن آلية للتعاون مع ايران بهدف انهاء الحرب في سوريا. **مشاركة ايران في مفاوضات السلام السورية بجنيف طبعا، المشكلة هنا بحسب زعم المقال هي ان ايران لن تلعب دورا بناء في جنيف. وفي المقابل فانها ستشغل مقعدا آخر لانصار الاسد - الى جانب روسيا - على طاولة المفاوضات، والمشاركة هذه ستجعل طهران قادرة على استغلال تعاونها في المسالة النووية لضمان نتيجة تدعم من خلالها حليفها في دمشق. وفي نفس الوقت سيمنح الاتفاق النووي الاولي طهران- التي تواجه ازمة سيولة نقدية - 7 مليارات دولارات يمكن استثمارها لتقديم المزيد من المساعدات لنظام الاسد الذي يواجه وضعا عصيبا (بحسب زعم المقال). **علاقة السياسة الاميركية حيال سوريا مع سياسة ايران في هذا البلد وعلى اقل تقدير، يرى السنة خلال العام الاخير ان سياسة واشنطن تجاه سوريا على انها منبثقة عن السياسة الاميركية تجاه ايران . وقد تعزز هذا الراي مؤخرا اثر تراجع امريكا عن القيام باي اجراء عسكري ضد سوريا بسبب الهجوم الكيمياوي (المزعوم) ، ذلك لان اوباما لم يكن يرغب في القضاء على آفاق الاتفاق النووي الاخير. **تشابه الظروف الحالية مع عام 1991 وحرب الخليج الفارسي ويشعر السنة في الشرق الأوسط اليوم بالقلق بحسب المقال من انه اذا ما تم ربط البرنامج النووي الايراني بالازمة السورية فان ذلك سيمثل عودة الى عام 1991 - عندما تم التنازل ضمنيا عن لبنان لصالح سوريا في مقابل مشاركة الرئيس السوري آنذاك حافظ الاسد في حرب الخليج (الفارسي) الاولى. وفي هذه الحالة، سيتم تقديم سوريالايران. **احتمال حضور ايران في مفاوضات السلام السورية بجنيف ويختم المقال بالقول، لا شك ان نظريات المؤامرة تسود المنطقة، ولكن في ضوء سياسة الادارة الاميركية المراوغة حول سوريا، هناك احتمال انه لو حضرت ايران مفاوضات جنيف، فانها قد تناقش الملفين السوري واللبناني جنبا الى جنب. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية