ينظم طلاب "جامعة خليفة" سنوياً "يوماً للمواهب"، يعرضون فيه ما لديهم من مهارات في مختلف المجالات، لكن احتفالية هذا العام اختلفت عن سابقاتها في الاعوام السابقة، إذ إنها انتقلت إلى مستوى أعلى اقرب ما يكون إلى الاحترافية من خلال تقديم مسرحية كوميدية وبرنامج للمسابقات وعدد من النشاطات الأخرى التي قدمت على مسرح حقيقي وهو مسرح أبوظبي الوطني بحضور عدد من الشخصيات الفنية والمجتمعية وبتشجيع جمهور كبير ملأ مدرجات المسرح، "الخليج" كانت موجودة خلال هذا اليوم فكانت هذه المتابعة: بداية التقينا الطالب عيدروس الهاشمي وهو أحد الطلاب المنظمين لهذه الفعالية وعنها يقول: "تهدف هذه الفعالية إلى إظهار مواهب طلاب الهندسة في جامعة للناس، ودعم هذه المواهب وتوجيهها بالشكل الصحيح، بحيث تكون مشروع فنان محترف في المستقبل، وقد تضمنت فعاليات يوم المواهب فعاليتين رئيستين هما عرض المواهب ومسرحية بعنوان "عصابة مطر في خطر"، إضافة إلى فقرة للكاميرا الخفية نفذها الطلاب في حرم الجامعة، فاستطاعوا ان يصطادوا زملاءهم ومدرسيهم بمقالب خفيفة ومضحكة، وفي ما يخص عرض المواهب كان مستوحى من البرنامج المشهور "عرب تالنت" وكان مؤلفاً من مرحلتين، الأولى كانت ضمن الحرم الجامعي، وفيها قام طلاب تجاوز عددهم الأربعين طالباً بعرض مواهبهم أمام لجنة الحكم، ليتأهل منهم سبعة إلى المرحلة النهائية، وهؤلاء السبعة هم الذين قدموا مواهبهم أمام الجمهور على خشبة المسرح، وقد تنوعت المواهب ما بين الشعر والتمثيل والخطابة والكوميديا المرتجلة"، ويشير عيدروس إلى أنهم في فعالية هذه السنة حاولوا أن ينقلوا الفعالية إلى مستوى جديد، من خلال جعلها أقرب ما تكون إلى الاحترافية، وقد نجحوا في ذلك وساعدهم في ذلك المسرح الكبير المستخدم والديكورات المسرحية الاحترافية، إضافة إلى حضور عدد من الشخصيات الفنية كالممثل حبيب غلوم، كما أن الجمهور الغفير أعطى لهذه الفعالية نهكة جميلة مختلفة، ويضيف عيدروس بالقول: "لكي تخرج الفعالية بهذا المستوى كان لابد من العمل الجاد والطويل وهذا ما استدعى لأن نعمل خلال أيام العطل الأسبوعية وبعد انتهاء الدوام الجامعي، كما أن الضغط كان كبيراً من خلال الموازنة ما بين العمل على هذا العمل والمهام الدراسية اليومية" . أما الطالب عبد الله الشحي رئيس نادي المسرح في "جامعة خليفة" فيقول عن مشاركته في هذا اليوم: "ليست هذه المرة الأولى التي تقيم فيها جامعة خليفة يوماً للمواهب، لكن فعالية هذه السنة جاءت أضخم من حيث التنفيذ، وأقوى من حيث الفقرات التي تم تقديمها، وقد شاركت عضواً في لجنة التحكيم في عرض المواهب، وفي تأليف المسرحية، أما بالنسبة إلى عرض المواهب فقد استوحينا الفكرة في هذه السنة من برنامج "عرب تالنت" لكن وضعنا قوانيننا الخاصة التي تتناسب مع سياسات الجامعة ومع العادات والتقاليد التي يتمتع بها المجتمع الإماراتي، فابتعدنا عن كل ما قد يسيء، واستقبلنا المواهب التي تنم عن ثقافة عالية وروح إبداعية خلاقة، وقد ترشحت للنهائيات سبع مواهب، وتم تقييمها من عدة جوانب كالأداء المسرحي، والموهبة، والتعامل مع الوقت، وأنا كرئيس لنادي المسرح في الجامعة كان تركيزي على أداء المشترك، أما بالنسبة للنتائج فقد اعتمدت على رأي لجنة التحكيم، وتصويت الجمهور الكبير الذي استطاع أن يصوت من خلال الدخول على الإنترنت ودعم المتسابق الذي يراه مناسباً على صفحة صممت خصيصاً لهذه المسابقة، وقد فاز بالمركز الأول الطالب خليفة التميمي الذي قدم عرضاً بالكوميديا المرتجلة أو ما يسمى "ستاند أب كوميدي" فقد نال أداؤه رضى لجنة التحكيم وحقق أعلى نسبة في تصويت الجمهور"، أما عن المسرحية فيقول الشحي: "كان نص المسرحية جاهزاً قبل ثلاثة أيام فقط من يوم المواهب، وهذا ما دفع الطلاب المشاركين في المسرحية إلى بذل جهد إضافي في التدريبات على هذا العمل المسرحي"، ويشير الشحي إلى أن طلاب الجامعة حاولوا أن يقدموا مسرحية متكاملة شبيهة بالمسرحيات الحقيقية التي تقدم في المسارح كافة، فكان الديكور المتقن والمسرح الكبير الذي اعطى المسرحية أهمية أكبر، أما عن الصعوبات التي واجهتهم أثناء التحضير للمسرحية وأثناء العرض فيقول الشحي: "طبعاً ضيق الوقت شكل لدينا تحدياً كبيراً، والحمد لله استطاع الطلاب تجاوز هذه الصعوبة، أما خلال العرض فواجهنا عدداً من المشكلات منها تعطل جزء من نظام الصوت أثناء العرض، كما أخطأ بعض الطلاب أثناء تأدية أدوارهم" ويؤكد الشحي أنه وزملاءه سيعملون على تلافي هذه الأخطاء بهدف تحسين مستوى المسرحية، حتى تصبح مؤهلة للمشاركة في مهرجان الشارقة المسرحي . أما الطالبة ميرة اليماحي نائبة رئيس نادي المسرح فتقول عن "يوم المواهب": "تعد هذه الفعالية من الفعاليات المهمة في المرحلة الجامعية، إذ إنها تخرج الطلاب من جو الدراسة، وتعطيهم الفرصة لإظهار مواهبهم الخاصة في المجالات كافة، ومن خلال هذه الفعالية اكتشفنا أن جامعتنا تزخر بالموهوبين، فهناك الشعراء والفنانون والمصورون والخطباء، لكن لم تكن لديهم الفرصة لإبراز ما لديهم من إمكانات، ويبدو أن الطلاب في هذه السنة كانت لديهم النية لأن يقدموا شيئاً جديداً من حيث المستوى والنوعية، فكانت فعاليات "يوم المواهب" على مستوى عال من الاحتراف" . أما الطالب خليفة التميمي فيعرب عن سعادته بحصوله على المركز الأول في مسابقة المواهب التي أقيمت ضمن فعاليات "يوم المواهب" لطلاب "جامعة خليفة" ويضيف : "قدمت في هذا اليوم كوميديا ارتجالية، تحدثت فيها عن رحلة حياتي منذ أن كنت جنيناً حتى هذه الأيام، حاولت من خلالها أن أرسم الضحكة على وجوه الحاضرين واعتقد أني نجحت في ذلك، سواء من خلال رضى لجنة التحكيم عما قدمت أو من خلال الجمهور الذي أعجب كثيراً بما قدمت"، ويشير التميمي إلى أن هذا النوع من العروض يعتمد على سرعة البديهة لدى المقدم . وفي تعليق له أثناء الأمسية، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي، مدير "جامعة خليفة": "دائماً ما يفاجئنا طلبة "جامعة خليفة" بإبداعاتهم ومواهبهم المتميزة التي أمتعت الجمهور اليوم، إضافة إلى تميزهم الأكاديمي الذي يدلل عليه فوزهم في مختلف المسابقات العلمية والأكاديمية المختلفة . نحن في جامعة خليفة نعمل على دعم أية مواهب ومبادرات طلابية من شأنها المساهمة في بناء الشخصية والصفات القيادية لدى الطلبة ليكونوا قادة المستقبل".
