تعتبر المرحلة الجامعية من أهم المراحل التي تتبلور فيها إبداعات الشباب ومواهبهم التي قد تتحول في وقت من الأوقات إلى محور حياتهم العملية، ففي هذه المرحلة يستطيع الشاب أن يطور هوايته بالتوازي مع حياته الدراسية، وفيها تكون لديه القدرة على اتباع أحدث الوسائل العلمية والمهنية التي توصله لدرحة عالية من التمكن في الفن الذي يقدمه، ومثال ذلك ما يقدمه طلاب جامعة خليفة من خلال نادي المسرح والمواهب، وهم الذين قدموا عدداً من المسرحيات في حرم الجامعة، ليدهشوا من شاهدهم بمهارات تمثيلية وإخراجية رائعة، "الخليج" التقت عدداً من أعضاء هذا النادي من الطلاب فكانت المتابعة التالية: الطالب أحمد آل علي أحد الطلاب الفاعلين في نادي المسرح والمواهب في "جامعة خليفة"، عن مشاركته في النادي يقول: "يحتاج طلاب الجامعة للقيام ببعض النشاطات التي تخفف عنهم ضغوط الدراسة، وتكسر جو الروتين والضغط الذي يعيشونه، وخصوصاً إن كانوا يدرسون ضمن مجالات علمية بحتة كالهندسة، فنحن طلاب الهندسة بكافة فروعها بحاجة أكثر من غيرنا للابتعاد عن جو الأرقام والمعادلات من خلال القيام ببعض النشاطات الفنية والثقافية والرياضية، ومن هنا كانت مشاركتي في هذا النادي المميز"، وعن الأعمال التي شارك فيها ضمن نادي المسرح والمواهب يقول أحمد آل علي: "شاركت في الأعمال المسرحية التي قدمت في اليوم الوطني، فقد قدمنا في هذا اليوم عملين، الأول كان ضمن العرض المباشر، ويحكي قصة دولة الإمارات العربية ما بين الماضي والحاضر، أما الثاني فكان معرضاً للصور الضوئية، يقدم أمام كل مجموعة منها عمل تمثيلي يحكي قصتها"، ويؤكد أحمد أن اشتراكه ضمن هذا النادي يأتي للخصوصية التي يتمتع بها، يقول أحمد: "يمكنني في أي وقت لعب كرة القدم، أو القيام بنشاطات عادية كالتصوير وغيرها، أما المشاركة ضمن عمل مسرحي متكامل، فهو لا يتوافر في كل وقت، بل في حاجة إلى طاقم عمل متكامل ومجموعة كبيرة من الطلاب المسؤولين لإنجاز مثل هذا النشاط"، ولا يستبعد أحمد استمراره في هذا النشاط، فهو يرى أن الاهتمام بالهواية قد يجعلها تتحول إلى النشاط الأهم في حياته، وقد تكون هي محور حياته المستقبلية بغض النظر عن المجال الذي درسه . الطالب عبدالله الشيباني يرى في النادي المسرح والمواهب مركز لتنمية المواهب وفرصة لا يمكن الحصول عليها كل يوم، يقول الشيباني: "ليس من السهل أن تجتمع مع أشخاص يحبون المسرح والتمثيل، وهذه فرصة لا تتاح دائماً من هنا بادرت إلى الانتساب لهذا النادي والمشاركة في النشاطات التي نقوم بها، في النادي ليس هناك من دور معين، فكل منا له فرصة بالمشاركة في كل الأدوار فالطلاب هم الممثلون وكتاب السيناريو والمخرجون والمنظمون، أي أن الطالب يكتسب المهارة في كل مهام العمل المسرحي وهذا أمر جيد، لقد قدمنا في اليوم الوطني عملين رائعين، أظهر فيهما الطلاب درجة عالية من الحرفية، وقد بدا هذا واضحاً من تفاعل الجمهور الذي حضر العروض، فبعض المشاهد أبكت الحاضرين حزناً، وغيرها أبكتهم من شدة الضحك"، ويؤكد الشيباني أن هذا النادي يعتبر بذرة مشروع لو لاقت الاهتمام المطلوب سيكون لها دور مهم في رفد الحركة الثقافية والفنية في دولة الإمارات، ويضيف بالقول: "يعتبر المسرح الجامعي في بعض الدول من أرقى المسارح وهو ينال الكثير من الدعم ولديه شعبية كبيرة، وهذا ما نسعى إليه في نادي المسرح والمواهب، فعروضنا لن تبقى ضمن جدران جامعة خليفة، بل نسعى مستقبلاً لتقديمها في أماكن ومناسبات متعددة" . وبدورها ترى الطالبة شما القمزي أن "نادي المسرح والمواهب" من أكثر النوادي تميزاً في جامعة خليفة وتضيف: "يعتبر نادي المسرح والمواهب من النوادي المميزة في الجامعة، إذ إن النشاطات التي يقوم بها تحتاج إلى شهور من العمل والتدريب والتنسيق، وهذا الأمر يحتاج التزاماً من قبل المشاركين وجهداً متكاملاً، وقد استطاع أعضاء النادي أن يثبتوا جديتهم وحرفيتهم في هذا النوع من الأعمال من خلال العروض التي قدموها"، وأبدت القمزي تأثرها بالعمل الذي قدم في اليوم الوطني فتقول: "عندما بدأت العمل في هذا النادي لم أكن أتوقع أن تكون النتيجة بهذه الدرجة العالية من الاتقان، فقد كان الطلاب نجوماً رغم قلة درايتهم بعالم التمثيل، وقدموا مشاهد أبكتنا، وخصوصاً ذلك المشهد الذي يعلن وفاة الشيخ زايد رحمه الله، ليأتي الفرح من بعدها إذ إن المسيرة العظيمة لا تزال مستمرة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وبهمة أبناء دولة الإمارات الغالية"، وتشير القمزي إلى أن دورها في هذا النادي هو دور إداري تنظيمي فهي تسهم في عملية التسويق للأعمال وتصميم المطبوعات والتذاكر، وغيرها من أنواع الدعم الإداري واللوجستي . الطالب عبدالله الشحي رئيس نادي المسرح والمواهب يقول: "نادي المسرح والمواهب تأسس نهاية الفصل الماضي بشكل رسمي، حيث كان سابقاً جزءاً من النادي الإماراتي في الجامعة وعمل مسرحيتين خلال تلك الفترة على مستوى الجامعة، ويأتي سبب الانفصال إلى رغبة النادي في الحصول على دعم مادي أكبر، وتفرغ الطلاب للقيام بالنشاطات المسرحية التي تتطلب الكثير من الوقت في عمليات الإعداد وكتابة السيناريو والتنظيم والتدريب، أما البداية الرسمية للنادي فكانت في هذا الفصل من خلال اليوم الوطني وذلك بعمل متحف يتضمن عروضاً مسرحية تحكي لنا قصة الاتحاد، حيث كان المتحف عبارة عن ممر طويل وبه ثلاثة مسارح، المسرح الأول تناول قصة جد مع الحفيد حيث كان الجد يروي قصة الاتحاد لحفيده، المسرح الثاني ضم قصة تتضمن ما حصل في يوم الاتحاد 1971 والمشهد الاخير تناول ردة الفعل الحزينة حول وفاة الشيخ زايد .اسم المتحف كان قصة وطن . وضم المتحف بعض اللوحات النادرة من مركز زايد للعدل، والعمل الآخر بالمشاركة مع النادي الاماراتي اقامة عرض مباشر يتضمن مجموعة فقرات عن الاتحاد وعن الامارات مثل الفنون الشعبية ودكاكين الماضي والخيال والمطوع وبعض المهن التي تخدم الوطن كرجل الأمن والمهندس والطيار، وتضمن أيضاً فقرة عن نظرة حول مستقبل الامارات . حيث بدأ العرض بالماضي ومن ثم تطور للحاضر وأخيراً كان ختام الموضوع بمستقبل الامارات، وكان هذا العرض مباشراً"، ويؤكد الشحي استمرار نشاطات النادي بشكل أكثر زخماً، يقول الشحي: "العمل جار على قدم وساق لتقديم المزيد من الأعمال المسرحية، فنحن نعمل الآن على أربعة مشاريع، المشروع الأول هو مسرحية أطفال على مستوى إمارة أبوظبي وستكون علمية، أما المشروع الثاني سيعرض في يوم المواهب في الجامعة والذي سيضم مسرحية للجامعة، عرض للمواهب ومعرض للمواهب كاللوحات وغيرها، العمل الثالث هو فيلم بعنوان غثارة، مدته40 دقيقة وهو أول فيلم على مستوى الجامعة، كما نعمل على إقامة دورة في فن كتابة السيناريو والأعمال المسرحية والسينمائية"، ويشير الشحي إلى أن نادي المواهب يعمل على تقديم أعماله بشكل احترافي، معتمداً على أحدث التقنيات، ومستفيداً من التجارب السابقة، ويضيف بالقول: "نعمل من خلال نادي المواهب على الوصول إلى مستوى احترافي في الأعمال التي نقوم بها، ولذلك فهناك دورات ستقام في المستقبل القريب في مجالات الكتابة والإخراج بالتعاون مع مسرح أبو ظبي الوطني".