أحمد الحسني قد لا يكون اغتيال رئيس الرابطة الجعفرية في البيضاء أمراً لافتاً لكثرة الاغتيالات التي تحدث في اليمن في العاصمة قبل محافظات الأطراف ومن المدنيين والعسكريين غير أن هذا الاغتيال يكتسب أهمية خاصة من حيث ارتباطه بمعتقد الضحية لا بصراع أمني أو سياسي وإن كان الاغتيال جريمة في الجميع. اغتيال رئيس الرابطة الجعفرية تحول من الخطاب التكفيري إلى مباشرة تنفيذه، انتهج التكفيريون تحريض الدولة على تصفية الخصوم باسم الله وتطبيق الشريعة واليوم استبدلت الفتوى والمنبر بالبندقية والعبوة الناسفة ولم يعد ثمة وسيط بين الفتوى وتنفيذها ولا محطة دفاع عن الضحية ولا من يحول بين الناس وبين هواة التقرب إلى الله بدمائهم. لا يتعلق الأمر برئيس الرابطة الجعفرية والجعفريين في اليمن والبدء بهم كان نتيجة الصراع الإقليمي وتضافر الشحن الديني مع الشحن السياسي ضدهم، وإنما سيقف أيضاً في طابور الموت المقدس أقليات إسلامية مثل الإسماعيلية والجعفرية وغير إسلامية كاليهود والمسيحيين وسيقدم العرامي والمقري والرازحي والدكاك وبشرى المقطري ومحسن عايض وفتحي أبو النصر، وغيرهم من قدامى المكفرين ومحدثيهم وغيرهم من الليبراليين قرابين أيضاً حتى تنفجر الحرب الإلهية بين الأكثريات. لن تقف الاغتيالات عند رئيس رابطة الجعفريين ولا في البيضاء، سيكون الكثيرون ممن يغض النظر عن هذه الجريمة حتى من معتدلي الإسلاميين أهدافاً مشروعة غداً في حرب التكفير المقدسة. لقد كفر الشيخ محمد الغزالي أيضاً من الذين كفروا الدكتور فرج فودة وقتلوه ولم تشفع للغزالي مناظراته لفودة وخصومته الفكرية معه. إذا لم يقف الجميع في وجه شهوة القتل باسم الله ونيابة عن الله، فسيقفون غداً في طابور الضحايا. *صحيفة اليمن اليوم