اليمن مجتمع تختلط فيها السياسة بالدّين، وحالياً يُعَدّ دور السُلطة نائباً عن الإله (أي ثيوقراطياً، سواء حَكَم رجال دين مباشرة، أو اتّخذت الدولة مؤسّسة دينيّة)، وفي مجتمع ما زال يسوده العنف الدينيّ، يُصبح رأي التكفير بمثابة إطلاق رصاصة قد تقتل أو تشلّ المستهدَف، ورُبّما ينجو إن كان محظوظاً، وهذا ما يسمى " اغتيال الشخصية "وقد تُطلَق الرصاصة مِن طرف سياسيّ أو أهليّ أو كليهما، وقد تتطوّر الرصاصة إلى قنبلة عنقوديّة تطول المستهدَف وعائلته وجماعته ومَن يُعتبر أنّه على شاكلته، والتاريخ اليمني مليء بهذا وضحاياه كثر فمنهم من نجا ومنهم من ناله الأذى .... تكفير الأدباء ظهرت قبل أسابيع جماعة متشددة تطلق على نفسها "جماعة التوحيد " كفّرت الكاتب أحمد عبد الله الصوفي بسبب روايته الصادرة مؤخراً "مأساة إبليس" الذي اتُهم فيها بالخروج على الأفكار والمعتقدات الإسلامية .. وفي العام 2000م الصحفي سمير اليوسفي اتهم بالردة إثر إعادة نشر صحيفة الثقافية رواية «صنعاء مدينة مفتوحة» للراحل محمد عبد الولي، ورأوا فيها تعدياً على الذات الإلهية. كذلك الروائي وجدي الأهدل الذي نالته فتوى التكفير في التسعينيات إثر نشر روايته " قوارب جبلية " وفر بسبب إهدار دمه إلى خارج البلاد.. الشاعر والروائي عبد الكريم الرازحي أصدرت بحقه فتوى تكفيرية واتهمته ذات الجماعة بالتجديف بحق الذات الإلهية وأباحوا دمه. شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، صدرت ضده أكثر من فتوى تكفيرية كانت أولاها بسبب قصيدة في كتابه ( بسيف الثائر علي ابن الفضل )في الثمانينيات، وآخرها في العام 2004م من قبل جماعة متطرفة بتعز، بُعيد اختتام مؤتمر "حوار الحضارات" الذي دعا فيه المقالح إلى تعزيز الحوار الثقافي والحضاري ونشر قيم التفاهم والتسامح وإشاعة ثقافة السلام ورفض ثقافتي العنف والتكفير. الشاعر والروائي علي المقري تعرض للتكفير في العام 1997م إثر نشره بحثاً عن الخمر والنبيذ في الإسلام ،وجاء تكفيره الثاني في العام 2007م من على منبر خطبة الجمعة وعلى لسان ناصر الشيباني وزير الأوقاف الأسبق. تكفير المفكر والسياسي وفي البرلمان وتحت قبّته تم تكفير الصحفي نبيل سيف الكميم وهُدد بسحب الجنسية اليمنية منه لأسباب فكرية ،وفي العام 2008 تعرض «أحمد سيف حاشد» لهجمة شرسة تحت قبة البرلمان بذريعة نشر صحيفة المستقلة التي يرأسها مواضيع عن مخاطر العادة السرية لدى الفتيات. وفي العام 2007م كُفر الكاتب أحمد الحبيشي وطاقم صحيفة 14 أكتوبر الذي يرأس تحريرها بسبب نشر الصحيفة مقالا للمفكر الإسلامي أحمد صبحي منصور رد فيه على كتاب أيمن الظواهري (فرسان تحت بيارق النبي) ،وفي العام 2008 م تجدد تكفير الصحيفة وهيئة تحريرها بسبب موقف الصحيفة الداعم لمهرجان عدن الغنائي الذي أحيته الفنانة أصالة نصري. كذلك المفكر والمحلل السياسي عبدالجبار سعد تم تكفيره إثر كتاباته وانتقاداته لحزب الإصلاح ،وكان من ضمن قائمة المكفَّرين التي أصدرها متشددون أوائل العام 2003م. الشهيد جار الله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني اغتيل في ديسمبر 2002م، على يد متطرف امتداداً لفتاوى 1994م التي كفرت قيادات الحزب وأباحت دماء أبناء الجنوب. الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي، تم تكفيره عندما كُفرت قيادات الحزب الاشتراكي، ثم في عام 2003م من قبل رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، وتكررت للمرة الثالثة أواخر 2012، من قبل عضو كتلة الإصلاح البرلمانية عارف الصبري، كما تعرض الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور أبو بكر السقاف لهجمة تكفيرية شرسة عندما أعلن صرخته على ما يتعرض له أبناء المحافظات الجنوبية أثناء وبعد حرب 94م . تكفير الفكر النسائي عام 1999م الصحفية والأكاديمية الراحلة الدكتورة رؤوفة حسن كُفرت بعد تنظيم مركز الدراسات النسوية الذي كانت ترأسه مؤتمراً حول (الجندر) أواخر القرن الماضي. كما طال ذلك الإرهاب الصحفية والناشطة بشرى المقطري التي تم تكفيرها بسبب مقال لها عن مسيرة الحياة الراجلة من تعز إلى صنعاء .. أيضاً تعرضت الصحفية سامية الأغبري للتكفير بسبب كلمة ألقتها في مهرجان الذكرى العاشرة لاستشهاد جار الله عمر انتقدت فيها بعض قيادات التجمع اليمني للإصلاح . تكفير " الفيسبوك " اتُهم القاضي علي علي السعيدي بالردة وطالبت النيابة العامة بإعدامه والتفريق بينه وزوجته وفصله من الوظيفة العامة بسبب نشره لأفكاره على ال"فيسبوك". كما تعرض الصحفي والكاتب فكري قاسم أحد الأربعة الذين شملتهم فتوى تكفير ووقّع عليها الزنداني والديلمي على خلفية كتاباتهم في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». أول المكفرين كُفِّر الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور حمود العودي بسبب إصداره كتاب (المدخل الاجتماعي في دراسة التاريخ والتراث العربي والإسلامي) ووجهت له إحدى عشرة تهمة من واقع الكتاب ليكون حينها أول المكفَّرين في اليمن وتعرض لأشهر محاكمة في التاريخ الحديث لليمن نهاية الثمانينيات قضت بإعدامه وفر حينها هاربا إلى عدن.