ADEN FM – الناصرة (متابعات) : الجنرال يسرائيل زيف: بعد خطاب نصر الله ثبت أن محور سورية إيران وحزب الله بدعم روسي ما زال قويا حتى الآن لم يصدر أي تعقيب إسرائيلي رسمي على خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، ولكن بالمقابل فقد أبرز الإعلام الإسرائيلي على مختلف مشاربه، المكتوب والمسموع والمقروء الخطاب، وقدم التحليلات حول الرسائل التي وجهها نصر الله من خلا خطابه في عيد التحرير. ودفعت كلمة نصر الله الدولة العبرية إلى إعادة التفكير بما قامت به من اعتداء على سورية. جدية السيد نصر الله ومصداقيته، ليست مدار جدال أو نقاش في إسرائيل، وبالتالي فإن التهديدات الصادرة عنه، ومنها فتح جبهة الجولان على مصراعيها للمقاومين، تلقتها إسرائيل بقلق وخشية، ودفعت إعلامها ومعلقيها للعودة إلى الوراء، إلى ما قبل الاعتداءات الأخيرة في سورية، بما يشبه إشارات ندم وخشية من الآتي. وتعليقا على كلمة السيد نصر الله أمس، أكد محلل الشؤون العسكرية في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت' أليكس فيشمان أن إسرائيل تميل في العادة إلى الاستخفاف بالقادة العرب، لكن في الشرق الأوسط أيضا، قادة استثنائيون، إذ عندما يُهدد نصر الله، فيجدر بنا الإصغاء إليه بشكل جدي، مشددا على أنه من بين القادة الشرق أوسطيين، يعد الأمين العام لحزب الله، هو الرجل الذي أوفى بكل ما التزم وهدد به، وهناك تطابق كبير جدا بين ما يقوله وما يفعله، على حد تعبيره. وزاد فيشمان قائلا إن نصر الله كرر في الواقع، التهديد الذي أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد بعد الغارة على الصواريخ، حول أن هضبة الجولان ستتحول إلى ساحة مقاومة شعبية، وعندما يُطلق الأسد ونصر الله التهديد ذاته تحديدا، فيجب التعامل معه بجدية، على حد قوله. ونقل فيشمان عن العقيد في الجيش الإسرائيلي رونن كوهين، صاحب الكتاب الشهير (فن الخطابة لدى نصر الله في حرب لبنان الثانية)، تأكيده أن الكثير من كلمات الأمين العام لحزب الله، مخصصة للدعاية والحرب النفسية، ومنها أيضا للاستراتيجيات، لكن في جزء منها هناك أمور تتعلق بمسائل تنفيذية عملياتية. وبحسب الضابط الإسرائيلي، فإن كل التهديدات التي أطلقها نصر الله في حرب لبنان الثانية عام 2006، تحققت بالفعل وخلال 24 ساعة، لكن في زمن الهدوء التهديدات التي يطلقها تكون معقدة أكثر إذ إن تنفيذها لا يكون بالضرورة فوريا. وأضاف كوهين عندما يهدد بأن الجولان سيكون ساحة مواجهة ضد إسرائيل، فيجب علينا أن نتعاطى بجدية مع هذا التهديد لكنه في نفس الوقت قال بوضوح انه سيقدم المساعدة في أنشطة المقاومة هناك، وبالتالي علينا أن نبحث في ما قصده، وهل كان يقصد مُساعدة لوجستية أو تدريبات أو غيرها من الاحتمالات، مشيرا إلى أن تهديد) نصر الله قد لا يتحقق فورا وفي صباح الغد، لكن علينا، وفي المنظور البعيد، أن ندرك مسبقا بأن حزب الله بدأ بإدخال قدمه في الحدود السورية الإسرائيلية، تماما كما فعل حين أدخل قدميه ويديه، في سيناء وقطاع غزة، وفق تعبيره. وحرصت وسائل الإعلام العبرية على التغطية الخبرية الكاملة لتهديداته، وتحديدا في ما يتعلق بفتح جبهة الجولان، والاستعداد لاستلام أسلحة نوعية كاسرة للتوازن. وشددت القناة العاشرة الإسرائيلية في تغطيتها الخبرية على وجوب التعامل بجدية مع التهديدات، إذ أن نصر الله رسم خطوط صورة ما سيأتي في الفترة المقبلة، سواء أقامت إسرائيل بهجوم جديد أم لا، وأكدت على صدقية نصر الله وجديته إلا أن علينا أن ننتظر وان نعاين ما يمكن أن يقدم عليه، وتحديدا في ما يتعلق بفتح جبهة الجولان، خصوصا أن عناصر حزب الله هم الجهة الأكثر خبرة والأكثر تدريبا في الساحة السورية، وربما أكثر من عناصر تنظيم القاعدة، في كل ما يتعلق بالقتال ضد إسرائيل. على صلة بما سلف، قال الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف، قائد قسم العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي لصحيفة ‘يديعوت أحرونوت' إن تهديدات نصر الله الجديدة بدعم سورية وبمساندة من إيران تؤكد بشكل قاطع على أن ما أسماه بمحور الشر ما زال حيا وينبض، ويُدلل على أن وضع الرئيس السوري، بشار الأسد أخذ بالتحسن الكبير، لافتا إلى أن التصريحات بقرب نهاية حكم الأسد باتت في حكم الماضي، وأنه سيُحافظ على مقاليد السلطة لفترة أخرى. وذلك للأسباب التالية: المعارضة المسلحة في سورية فقدت قوتها العسكرية، والعامل الثاني أن الدول التي تُساعد المعارضة، بما في ذلك أمريكا وإسرائيل، لن يُقدموا المساعدة للمعارضة بشكل يُغير الوضع الحالي، أما العامل الأخير، بحسب الجنرال الإسرائيلي، هو أن النظام الحاكم في دمشق يتلقى المساعدات من حزب الله وإيران وروسيا بشكل مكثف، ذلك أن الروس لن يتنازلوا عن الأسد، لأنهم يعتبرون سورية مصلحة إستراتيجية بالنسبة لهم، كما لفت إلى أن الأسد بدأ يُعد لرواية الانتصار، التي سيُقحم إسرائيل إليها، وقد بات على استعداد كبير لجر إسرائيل إلى المعركة، وإذا سكتت إسرائيل، فإن الأسد سيكون الرابح الكبير في القضية، على حد قوله، وعلى ما يبدو، أضاف زيف، أنه لدى الأسد يوجد ما يربح أكثر مما يخسر، وهو على استعداد لتحمل المخاطر في المواجهة مع إسرائيل. وقال أيضا إن المصلحة الأكثر أهمية بالنسبة للدولة العبرية هي منع وصول الأسلحة المخلة بالتوازن إلى حزب الله، ويجب القيام بذلك بدون شوشرات وأحاديث فارغة من قبل أقطاب تل أبيب، مشيرا إلى أن الصواريخ الروسية من طراز إس 300 هدفها ليس ردع إسرائيل فقط، إنما بالدرجة الأولى ردع الولاياتالمتحدةالأمريكية وتركيا، على حد قوله. * القدس العربي