براقش نت:قالت مصادر من داخل مؤتمر المعارضة السورية إن المؤتمر فشل في الوصول إلى اتفاق حول أي من القضايا الثلاث المطروحة على جدول أعماله، وذلك رغم التمديد فيه ليصبح خمسة أيام كاملة، ورغم الرعاية الدولية والضغوط الخارجية المسلطة على الفرقاء. يشار إلى النقاط الثلاث التي التأم المؤتمر لحسمها هي: توسعة الائتلاف وانتخاب رئيس بعد أن بقي المنصب شاغرا منذ استقالة معاذ الخطيب، تحديد رئيس جديد للحكومة بدلا من هيتو الذي لا يحوز ثقة غالبية المعارضين لكونه مفروضا من قطر وقربه من الإخوان، وتحديد الموقف من مؤتمر جنيف 2 وطريقة المشاركة فيه. وكشفت المصادر ل"العرب" أن إخوان سوريا المسنودين بمصطفى صباغ الأمين العام للائتلاف السوري المعارض المرتبط بقطر أفشلوا المؤتمر بإصرارهم على ضم قائمة محددة من الأعضاء إلى عضوية الائتلاف على أن يتم التصويت على قبولهم فرديا. وهو ما أدى إلى قبول ثمانية أعضاء بدلا من قائمة 25 التي يسعى المعارض ميشيل كيلو وقوى إقليمية ودولية إلى إلحاقها بالمؤتمر ما دفع بكيلو إلى التهديد بالانسحاب وإعلان ذلك في مؤتمر صحفي. وقالت المصادر إن إصرار الإخوان على منع التحاق شخصيات من المعارضة العلمانية والوجوه النسائية البارزة أدى، كذلك، إلى تهديد عدد من الأعضاء الآخرين بالانسحاب، وفي مقدمتهم برهان غليون وفرح الأتاسي. وكان أبرز موقف للعميد سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش الحر الذي لوح بسحب الثقة من الائتلاف الوطني وتشكيل حكومة من المدنيين إذا ما استمر الصراع بين الفرقاء. وأضافت المصادر أن مقربين من إدريس يتوقعون أن يقدم على هذه الخطوة اليوم أو صبيحة الغد إذا لم تسر الأمور كما يجب. إلى ذلك أدت الخلافات الكبيرة، وفق ما تقول مصادرنا إلى امتعاض شديد من الدول الكبرى المشاركة والراعية للمؤتمر وخاصة السفير الفرنسي والأميركي اللذين وصفا أعضاء الائتلاف بأنهم طرف غير مسؤول، خاصة أنهم نقضوا في النهار ما تم الاتفاق عليه ليلا في لقاءات منفصلة معهم. ونقلت المصادر عن السفير الفرنسي إيريك شوفاليه قوله إنه لم ير في حياته أحقر من هذه المعارضة فاشتبك مع عضو الائتلاف عبد الأحد سطيفو، من جانبه قال السفير الأميركي روبرت فورد إن هذه معارضة أطفال. وذكرت المصادر ذاتها أن المؤتمرين انتقلوا إلى فندق آخر ومددوا بيومين لأشغال المؤتمر لبحث سبل التوافق على الحد الأدنى حتى لا يعطوا صورة إلى العالم الخارجي تدعم اتهامات النظام لهم كونهم غير متفقين. وهو ما أعلن عنه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس حين أكد أن "الخلافات بين المجموعات التي تقاتل الحكومة، وعدم قدرة شركائنا بمن فيهم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على ضمان مستوى تمثيل للقوى المعارضة يملك ما يكفي من السلطة، يشكل العقبة الأساسية" أمام عقد مؤتمر جنيف 2. ولفتت المصادر إلى أن المملكة العربية السعودية تجري اتصالاتها مع مجموعة من المعارضين البارزين من أجل الدفع باتجاه تشكيل ائتلاف جديد على أنقاض الائتلاف الوطني الذي تحركه قطر من بوابة الإخوان المسلمين ومصطفى الصباغ. وذكر مقربون من رئيس الائتلاف الوطني بالإنابة جورج صبرا أن جماعة إعلان دمشق (جورج صبرا، وأنس العبدة، وأحمد طعمة) يدعمون التوجه السعودي، وقد أعطوا إشارات إيجابية، على أن يكون غالبية أعضاء التشكيل الجديد من الداخل، مثلما يطالب بذلك سليم إدريس وقوى الداخل بالإضافة إلى السعودية والولاياتالمتحدة باعتبار أن معارضة الخارج لا تتحكم في ما يجري على الأرض، ولا تستطيع أن تفرض ما يتم الاتفاق عليه معها على الثوار. وأضافت المصادر ذاتها أن الغريب والمثير للدهشة أن الإخوان أبلغوا موافقتهم على مقترح الرياض المدعوم من أنقرة وواشنطن، لافتين إلى أنهم لا يريدون تحمل ما فعله الصباغ والجماعة التي تسير في فلك القطريين، وهو ما علق عليه أحد المؤتمرين بالقول إن الإخوان يتخلون بسهولة عن "أصدقائهم". وبخصوص التوقعات، قالت مصادرنا نقلا عن أعضاء في المؤتمر إن الخروج من الوضع المتردي للمعارضة يتطلب ثلاثة احتمالات: الأول؛ أن يتحمل السفراء الدوليون الصراعات والاشتباكات حتى اتخاذ قرار بتشكيل الحكومة وتعيين بديل لهيتو، عندها يشطبون الائتلاف ويضعون ثقلهم خلف الحكومة. الثاني؛ أن يخرج السفراء "كرت" الاحتياط معاذ الخطيب وجماعة مدريد ويأتوا بهم إلى مؤتمر جنيف يوم 10 يونيو ويضعوا الجميع أمام الأمر المقضي. الثالث؛ أن يدفعوا رئيس هيئة الأركان سليم إدريس إلى سحب الثقة من الائتلاف، وتشكيل حكومة من المدنيين وبعض العسكريين ويساندوها بقوة باعتبارها الجهة الوحيدة الممثلة للمعارضة. قضايا لم يتم حلها *توسعة الائتلاف وانتخاب الرئيس *تحديد رئيس للحكومة بدلا من هيتو *تحديد الموقف من مؤتمر جنيف2 احتمالات أمام السفراء الغربيين *انتظار تشكيل حكومة جديدة واختيار رئيس لها *دعم معاذ الخطيب وجماعة مدريد *دفع سليم إدريس إلى تشكيل حكومة مدنيين العرب اون لاين