أكدت مصادر في ائتلاف المعارضة السورية أن الجمعية العامة للائتلاف ستجتمع في اسطنبول يوم 23 مايو/ أيار الجاري لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في مؤتمر ترعاه الولاياتالمتحدةوروسيا لمحاولة إنهاء الحرب الأهلية في سورية، وبحث مصير رئيس وزراء الحكومة المؤقتة. وقالت المصادر إن الرئيس المستقيل للائتلاف أحمد معاذ الخطيب اجتمع مع لجنة قيادة الائتلاف المؤلفة من 11 عضوا في اسطنبول خلال اليومين الماضين، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق بشأن مؤتمر السلام الذي تريد واشنطنوموسكو عقده بحلول نهاية الشهر. وقال عضو في الائتلاف لوكالة رويترز "إنه بدون إشارة واضحة على أن المؤتمر سيتعلق بترتيبات رحيل الأسد، فسيكون من المستحيل على الائتلاف حضوره دون أن يفقد مصداقيته تجاه شعب سورية." وأضاف أن "ثمة شعورا بأن الولاياتالمتحدة تمضي مع روسيا في محاولة أخيرة قبل الشروع في إجراء عسكري يساعد على الإطاحة بالأسد." وكانت روسيا قد قالت السبت، إن هناك خلافا بشأن الجهة التي ينبغي عليها تمثيل المعارضة السورية في أي عملية سلام تجري في هذا البلد، وذلك بعد أيام من إعلان موسكووواشنطن سعيهما للجمع بين الحكومة والمعارضة في مؤتمر دولي. النفوذ السعودي وقالت مصادر داخل الائتلاف للوكالة ذاتها إن الجمعية العامة للائتلاف الذي يهيمن عليه الإسلاميون والمؤلفة من 60 عضوا ستعقد جلسة ايضا لانتخاب رئيس جديد للائتلاف وبحث مصير رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو الذي تعرض لانتقاد شديد لخضوعه لنفوذ شخصيات بالمعارضة على صلات وثيقة بقطر. وبحسب وكالة رويترز فإن الائتلاف سيقوم في محاولة منه لتوسيع نطاق التأييد له بانتخاب أحمد خضر وهو زعيم اسلامي معارض مستقل من محافظة دير الزور في شرق سورية، ليحل محل هيتو. ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين في المنطقة القول إن السعودية كثفت جهودها في الأسابيع القليلة الماضية للتودد إلى المعارضة السورية في الوقت الذي تضطلع فيه المملكة بدور أكبر في محاولة انهاء الخلافات داخل المعسكر المناهض للأسد. وتعد السعودية وقطر الداعمان الرئيسيان لخصوم الأسد على الأرض، وقد تعرضت وحدة المعارضة لانتكاسة بسبب استقالة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب في مارس/آذار الماضي. وقالت مصادر بالائتلاف إن من بين أقوى المرشحين لخلافة الخطيب، جورج صبرا وهو معارض مسيحي بارز يشغل منصب رئيس الائتلاف بالإنابة، وبرهان غليون وهو استاذ جامعي ليبرالي مقيم في فرنسا والذي بدأ حملة من أجل حدوث تغيير ديمقراطي في سورية منذ حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار. ونسبت رويترز إلى مصادر بالمعارضة القول إنه منذ تشكيل الائتلاف بدعم خليجي وغربي نهاية العام الماضي ظهرت قوتان رئيسيتان هما جماعة الإخوان المسلمين القوية وحلفاؤها وفصيل آخر يقوده الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ الذي يرتبط بصلات وثيقة مع قطر، بحسب الوكالة. وأضافت أن اجتماع الجمعية العامة في 23 مايو/آيار سيناقش ضم أعضاء من معسكر يميل إلى العلمانية تقوم بتأسيسه حاليا في القاهرة شخصيات معارضة بارزة لم تكن مشاركة في الائتلاف سابقا. ومن بين هذه الشخصيات ميشيل كيلو وهو كاتب سجن ثلاث سنوات قبل الثورة بعد أن انتقد القمع وهيمنة الأسد ومؤيديه على السلطة.