يعد الشاب فارس عبدالله صالح الضالعي، (من أهالي مدينة الضالع) واحد من ابرز الشباب الذين يتحلون بالوعي والأخلاق الحميدة الفاضلة، وواحد من الأحرار الذين يرفضون الظلم والقهر ووقفوا بوجه الاحتلال في الضالع من خلال قيامهم بالتوعية بمخاطر الاحتلال وممارسة أنشطة سلمية من خلال فعاليات الحراك السلمي كالمسيرات والمهرجانات، ما دفع بالسلطات اليمنية إلى رصد تحركاته وتحركات زملائه من أبناء مدينة الضالع، انتهزت السلطة وجوده في العاصمة عدن فشرعت ومن خلال معلومات استخباراتية إلى دراسة فبركة واقعة هدفت من وراءها إلى إدانته ثم ألقت القبض عليه بصورة خارجة عن الشرع والقانون وقامت بتعذيبه ومحاكمته محاكمة سياسية بحتة لم تستند على أي دليل قانوني، إلا أن فبركاتها انعكست عليها وتحولت أدلتها الوهمية التي حاولت تقديمها للمحكمة والرأي العام إلى أدلة تؤكد بطلان التهمة الموجهة للمعتقل فارس، لكن السلطة استكبرت ولا تزال تعتقله بعد اختطافه من سجن المنصورةبعدن وترحيله إلى سجن الأمن السياسي بصنعاء. تفاصيل الاعتقال: في 11 تشرين الأول/أكتوبر من العام 2010م جرى القبض على الشاب فارس عبدالله صالح الضالعي في واقعة تفجيرات نادي الوحدة الرياضي بعدن وتوجيه تهمة كيدية له واثنين من أشقائه اتهمتهم السلطات اليمنية بالوقوف وراء تلك التفجيرات، ثم أحالته إلى المحكمة الجزائية المتخصصة وحكمت عليه بالإعدام في محاكمة وصفت من قبل محامين وناشطين حقوقيين وسياسيين بأنها محاكمة باطلة تقوم على تهمة ملفقة وكيدية، ولا يوجد أدنى دليل يؤكد التهمة المنسوبة إلى المعتقل فارس الضالعي الذي يعد في الأساس معتقل سياسي أرادت السلطات تمرير ورقة من أوراق لعبها السياسية بواسطة تلك التهمة، وأدى صدور الحكم عليه في 11 من ديسمبر من العام 2011م إلى خلق حالة من التوتر في مدينة الضالع التي ينتمي إليها المعتقل فارس الضالعي، حيث خرج الآلاف بمسيرات احتجاجية حاشدة أعقبتها أعمال عنف وقطع الطرقات ومصادمات مع قوات الأمن والجيش أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وجرى الإفراج عن الجنود بعد أيام اثر تدخل وساطة قبلية بين الخاطفين والسلطات. وفي عصر يوم الأحد 24يوليو 2011م قامت عناصر الأمن العام التابع لإدارة سجن المنصورةبعدن بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع على نزلاء أحدى العنابر وقتلت السجين ياسر عبده القبار اثر قمعها لما قالت انه تمرد كبير في عنبر (حاشد) في سجن المنصورة المركزي هناك، وأكد بعض المعتقلون في ذلك السجن أن عناصر من الأمن المركزي حاولت نقل السجين فارس عبد الله الضالعي إلى جهة غير معروفه إلا أن زملاءه رفضوا نقله وقد أصيب بإصابات خطيرة جراء ما قامت به قوات الأمن من قمع شديد، كما قام جنود الأمن العام باستخدام العصي لضرب السجناء في عنبر (حاشد) وغالبية نزلائه هم من نشطاء الحراك السلمي الجنوبي مما أدى إلى إصابة ستة آخرين من المعتقلين رفضت إدارة السجن حتى إسعافهم كعقوبة على مزاعمها انهم تمردوا على سلطات السجن، ثم قام حراس السجن باستدعاء الشاب فارس مساء يوم 13 أغسطس 2011م بمبرر إن والدته جاءت لزيارته، ثم جرى نقله بواسطة جنود أمن وبمشاركة عناصر تابعون للأمن السياسي إلى مكان مجهول إلى حين ظهوره بصنعاء داخل زنزانة انفرادية تابعة للأمن السياسي هناك بعد أسابيع. وفي يوم الاثنين تاريخ 23 يناير 2012م شهدت الضالع احتجاجات ضد السلطات اليمنية التي تواصل اعتقال الشاب فارس عبدالله صالح، وطالب الآلاف من الشباب بإطلاق سراحه بأسرع وقت ممكن، وجرى إغلاق معظم المكاتب والمصالح الحكومية بمدينة الضالع وتوعدوا بتصعيد الاحتجاجات حتى إطلاق سراحه، فارس كان قد أعلن قبلها بأيام الإضراب عن الطعام ما أدى إلى تدهور صحته ولم تستجب سلطات السجن التابع للأمن السياسي بصنعاء لمطالبه أو تلتفت إلى حالته الصحية المتدهورة. المحاميان عارف الحالمي وخالد علي ناصر وعدد آخر من المحامين والحقوقيين الجنوبيين المتطوعين بالدفاع عن المعتقل فارس الضالعي ومعتقلين سياسيين جنوبيين اعتبروا نقل فارس الضالعي إلى سجن الأمن السياسي بصنعاء آنذاك بمثابة اختطاف يأتي خارج نطاق القانون وحملوا السلطة مسئولية ما قد يحدث له. اليوم لا يزال الشاب فارس داخل المعتقل، وهو الذي يمتاز بشعبية كبيرة بين أوساط الشباب من أبناء الجنوب الذين يعلمون بطلان التهم الموجهة إليه، تلك التهم المفبركة التي جرى تلفيقها له، وفي ظل التصعيد الشعبي للتضامن مع المعتقل فارس الضالعي تعرض ويتعرض أبناء الضالع المحتجين إلى هجمات الجيش والأمن اليمني ما أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا بينهم شهيدان وأكثر من عشرة جرحى قبل أسابيع. محاكمة لا نهاية لها: تواصل سلطات الاحتلال محاكمة الشاب فارس الضالعي لكن إجراءات التقاضي التي تتبعها المحكمة الجزائية المتخصصة تفتقر إلى الشرعية لعدم وجود ملف متكامل بعد فشل الادعاء إثبات التهم المنسوبة للأسير الضالعي بالإضافة إلى غياب الحجج القانونية والأدلة والبراهين، ومع كل هذا توجد هناك مماطلة في عملية إطلاق سراحه، يقول المحامي عارف الحالمي، محامي الدفاع عن المعتقل فارس الضالعي وشقيقيه علي ورائد أن محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة تعمل على المماطلة في إجراءاتها تجاه الأسير فارس الضالعي، ولم يعد بمقدور المحكمة إبداء أي حجج قانونية على استمرار اعتقال فارس أو على إطالة أمد التقاضي في مثل هكذا قضية سياسية لان فارس بريء من كل التهم الموجهة إليه ولا علاقة له بأي من تلك التهم، وقال الحالمي إن القاضي علي محمد المرصد رئيس الشعبة الجزائية المتخصصة الذي يمثل فارس أمامه هذه الأيام سبق واطلع على ملف القضية إذ ظل لأكثر من عام تقريباً بمعيته ويدرك تماماً براءة فارس الضالعي لكن بسبب تعنت سلطات الاحتلال التي تحاول استغلال القضية استغلال سياسي بعد فبركتها استخباراتيا تحول دون صدور الحكم السليم وتقود إلى المماطلة في إجراءات التقاضي، وسبق انه في إحدى جلسات محاكمة المعتقل الشاب فارس عبدالله صالح الضالعي، قد أوضحت للقاضي ونبهته إلى ذلك عندما طلب تأجيل الجلسة للاطلاع على الملف، وعلى الرغم أن تلك الجلسة علنية بموجب القانون إلا إن القاضي طالبنا بإخراج الشباب الذين احتشدوا بكثافة داخل المحكمة التي كنا نأمل من قاضي الجلسة أن يأمر بالإفراج عن فارس، ولكن للأسف بدأت الجلسة وأول شيء طالبني القاضي بإحضار الوكالة فأخبرته إن الوكالة الرسمية قد سحبها مني وموجودة في ملف القضية لكنه أصر على تجديدها، وقال الحالمي إن القاضي حضر وهو مليء بالحجج والأعذار بغرض مماطلة القضية، وأكد الحالمي انه قد طالب بإطلاق سراح الأسير فارس الضالعي بموجب قرار رئيس الجمهورية، وان ممثل النيابة طالب بإحضار رايد عبدالله صالح، وقد رديت عليه بأنه مختفي إذ اختفى من داخل السجن وأننا نحمل السلطة مسئولية حياته لأننا لم نعرف مصيره حتى الآن، ولم تكن هناك سوى أخبار السلطة التي زعمت فراره من السجن في وقت سابق ولم تستطع إثبات صحة مزاعمها تلك. وفي الجلسة التالية جرى اختطاف فارس من قبل جنود الأمن المركزي قبل بدء الجلسة وإعادته إلى السجن دون سبب، وهكذا يستمر مسلسل ومسرحية المماطلة. ماذا يقول الأسير الجنوبي فارس الضالعي: وصف "فارس الضالعي" تفاصيل اعتقاله قائلاً: تم اعتقالي من داخل منزلي بمدينة السنافر بمديرية القاهرة بمحافظة عدن في وقت متأخر من مساء ال12 من شهر أكتوبر 2010م من قبل قوات كثيفة أمنية وعسكرية تابعة للاحتلال الشمالي اليمني بصورة همجية بحتة بدون أي مسوغ أو نص قانوني وبطرق مخالفة للشرع والقانون للحد الذي تم فيه تعرضي للاعتداء الصارخ لحقوقي وحرياتي وكراماتي الإنسانية كمواطن، حيث تم تعذيبي بطريقة شنيعة لدرجة انه تم إخراجي عاريا وبملابس النوم. وأوضح أنه أثناء الاعتقال تم تفتيش المنزل ومصادرة الكثير من أثاثه بما فيها أشياء ومجوهرات ثمينة وفلوس وحبس كل من في المنزل من أقربائي وتفتيش محلاتهم التجارية بعدن منها بقالة ومحل اتصالات خاص بخالي ومتابعة الكثير من أهلي وأصحابي بما فيهم المقوت الذي أشتري منه القات والكثير من زملائي الذين تم الزج بهم في سجون الاحتلال أسابيع وأشهر طويلة على ذمة التحقيق في قضايا كيدية باطلة وملفقة من قبل القوات العسكرية والأمنية التي داهمت منزلي والكثير من منازل المواطنين في الحي الذي اسكنه. وأضاف المعتقل الضالعي أن ذلك التعسف جاء على خلفية تهم كيدية باطلة من صنع دوائر وأجهزة خاصة معروفة لدى الجميع وتتبع المحتل، حيث تم اتهامي بتفجير نادي وحدة عدن الرياضي والثقافي بعدن عام 2010م م وتلك الفبركات الوسخة -حسب قوله- تأتي بغرض النيل من الحراك الجنوبي السلمي ودفن قضيته العادلة وتصويره كما لو أنه حراك مسلح إرهابيا يستحق العقاب المحلي والعالمي. وأكد الضالعي بقوله: أنا بريء من كل التهم المنسوبة إلي وسيأتي الوقت قريبا ليكشف التاريخ والناس عن حقيقة مرتكبي تلك التفجيرات والجرائم بحق الوطن والشعب الجنوبي. وأضاف انه لأول مرة في تاريخ قضاء المحتل يتم محاكمتي بمحافظة عدن خلال شهر والحكم عليّ في القضية الكيدية الباطلة المزورة المنسوبة إليّ من قبل قوات الاحتلال من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة بعدن برئاسة القاضي محمد الأبيض وبحضور قائد المنطقة الأمنية بعدن ومدير امن عدن آنذاك "عبدالله قيران". مؤكداً أنه خاطب القاضي آنذاك أن الحكم ظلم ورد عليه بالقول أن ذلك ليس بيده وأمر مدبر بليل من قبيل قوات الاحتلال، وأكد أن سير إجراءات العدالة في تلك القضية والمحاكمة سارت بطريقة مشوهة وغير عادلة منذ الوهلة الأولى لقضيته. واستطرد الضالعي بالقول: أناشد منظمات المجتمع المدني القائمة على شأن حقوق الانسان المحلية والدولية إعادة النظر في كل الانتهاكات والتعسفات التي يتعرض لها شعب الجنوب على الدوام والمجسدة ككل أحوال الاحتلال الشمالي للجنوب في أبشع صوره وعلى رأسها قضيتي الكيدية الملفقة ضدي. وأضاف: تعرضت طيلة سجني للتعذيب الشنيع الذي لا تستطيع تحمله القدرة البشرية والإنسانية أولا طيلة شهر بسجن الأمن السياسي بمحافظة عدن تلتها حوالي سنة وثلاثة أشهر بعدن ومثلها بصنعاء تعرضت خلالها للتعذيب المماثل، أيضاً حتى وأنا في ظل إضرابي عن الطعام لغرض الضغط على حكومة الاحتلال لمعاملتي كإنسان وكذلك عند إعادتي إلى عدن تم وضع كل سجناء ومعتقلي الجنوب بسجن المنصورة عبر لجان خاصة بينما أنا بقيت وتم تسليمي لسجن الأمن السياسي بعدن لمدة أكثر من شهر وحالياً أقبع في زنزانة خاصة بسجن المنصورةبعدن. وكشف فارس في حديثة ل "القضية" أنه وأثناء التحقيق تم تهديده بخطف وسبي نساءه للحد الذي تم إكراهه على انتزاع الكثير من الاعترافات تحت الضغط والإكراه. وقدم فارس تحياته وشكره لكل الشارع الجنوبي والقيادات الجنوبية من الشرق إلى الغرب التي تتضامن معه على الدوام مطالباً الجميع الابتعاد عن كل سياسات الصراع والتشرذم والانقسام والتشكيك، طالباُ منهم العمل على توحيد الصفوف من أجل تحقيق ما يصبو إليه الشعب الجنوبي وهو التحرير والاستقلال الذاتي الغير خاضع لأي ضغوطات مؤكداً أن القضية لا تحتاج إلا إلى اكبر قدر من التوحد لكي تتنصر وتحقق كامل أهدافها مطالبا شعب الجنوب قاطبة التصعيد في مختلف الميادين والساحات عبر مختلف الوسائل لما من شأنه عمل اللازم من أجل إطلاق سراح أسرى الجنوب خصوصا في هذه المرحلة الحساسة التي تسعى خلالها حكومة الاحتلال إلى تحويل قضيتي وقضايا آخرين إلى قضايا جنائية. وأختتم فارس حديثة قائلاً: في الأخير من غير اللائق على كل جنوبي بل من الخيانة نسيان تضحيات الشهداء والجرحى والأسرى الجنوبيين. وفي احد المواقع الالكترونية جاء تصريحه كالآتي: طالب المعتقل الجنوبي الشاب " فارس الضالعي " في تصريح صحفي من داخل معتقلة بسجن المنصورة المركزي بمحافظة عدن الجهات المعنية في الدولة والحكومة اليمنية سرعة الكشف عن الملابسات الحقيقية لحادث تفجير نادي الوحدة الرياضي والثقافي بمحافظة عدن قبيل انطلاق بطولة خليجي 20 الكروية والذي أودى بعدد من الضحايا بين قتلى وجرحى . وأكد الضالعي ل" يافع نيوز " بقوله : لقد اتهمت في ذلك الحادث زورا وبهتانا من قبل قيادة محافظة عدن الأمنية والمدنية برئاسة عبدالله قيران مدير امن عدن آنذاك بطريقة غير واضحة ولهدف تصفية حسابات سياسية خاصة تهدف للنيل من سلمية الحراك السلمي وشرعنة قمعه ، نافيا أي صلة لي بالحادث من قريب أو بعيد . واعتبر الضالعي نفسه واحد من الضحايا الذي يطالب برد الاعتبار لهم وتعويضهم التعويض المادي والمعنوي عما لحق بهم وأوضح فارس في حديثه : انه متهم بريء ومحاكمته في تلك التهمة الكيدية الباطلة مجرد مسرحية هزلية تافهة ، حكم علية فيها بالإعدام في ضل إن قضيته سياسية وليست جنائية حتى إن أسر ضحايا ذلك الحادث يعتبرونها كذلك قضية سياسية بحتة وطالبوا أكثر من مرة عبر مختلف وسائل الإعلام ومنها مقابلة موثقة مع " قناة السعيدة " أن القضية سياسية ويحملون السلطة اليمنية ، كما أنهم يطالبون اليوم السلطات اليمنية بحلها على هذا النحو السياسي وليس الجنائي، وأضاف فارس : انه واجبر تحت الضغط والإكراه عقب اعتقاله على التوقيع على محاضر لا يدري ما ذا فيها . وأعلن فارس الضالعي عن تضامنه الكامل مع ضحايا ذلك الحادث الإرهابي الذي حسب قوله لن تسمح أخلاقه ودينه وقيمه على القيام به، خصوصا والضحايا جنوبيون وهو احدهم محبوس بري ، بينما لقي الضحايا حتفهم وأصيب آخرين بفعل حادث من تدبير وتنفيذ جهات في سلطات صنعاء . وطالب في ختام تصريحه: الشارع الجنوبي اجمع بالتضامن معه وبالتصعيد الثوري المستمر عبر مختلف الوسائل من اجل الضغط على سلطات الاحتلال ، على إطلاق سراحه وبقية المعتقلين الجنوبيين بأقصى سرعة خصوصا وقضيته سياسية وليست جنائية مثلها مثل بقية قضايا المعتقلين الجنوبيين على ذمة الحراك الجنوبي السلمية وأبرزهم حارس صحيفة الأيام " احمد عمر العبادي المرقشي " . كما أدان عملية نفي المعتقلين الجنوبيين " بنان والاغبري " إلى مصر بعد الإفراج عنهما ، معتبراً ذلك تجسيد حقيقي واقعي لحجم الانتهاكات والتعسفات المختلفة التي يتعرض لها أبناء الجنوب منذ سنوات طويلة ، مطالبا العالم اجمع بوضع حد لها خصوصا المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان المحلية والدولية.