شبام نيوز . عقيل الحلالي (صنعاء) الاتحاد قُتل سبعة أشخاص يفترض أنهم من تنظيم القاعدة، أمس السبت، في غارتين جويتين شنهما سلاح الجو اليمني على منطقة يتحصن فيها متشددون في جنوب البلاد، فيما اغتال مسلحون مجهولون مسؤولا عسكريا وآخر أمنيا في محافظة حضرموت، ليرتفع إلى 14 عدد الضباط اليمنيين الذين قتلوا في هجمات مماثلة منذ يناير، حسب إحصائية خاصة ب «الاتحاد». وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في رسالة نصية عبر الجوال، «مصرع سبعة من تنظيم القاعدة بينهم قيادي في ضربتين جويتين» استهدفتها سيارتين في بلدة «المحفد» بمحافظة أبينالجنوبية، المعقل الرئيسي للتنظيم حتى يونيو العام الماضي، عندما طردت القوات الحكومية المتطرفين بعد معارك استمرت شهور. وذكر مصدر أمني محلي ل «الاتحاد» أن مقاتلات يمنية نفذت الضربتين الجويتين، مشيراً إلى أن الغارتين استهدفتا السيارتين في منطقة «الحومرة» بوادي ضيقة شمالي بلدة «المحفد»، حيث لا يزال مقاتلو القاعدة يتمركزون هناك، وسبق أن استهدفتهم في 18 مايو الماضي غارة أميركية خلفت أربعة قتلى وأكثر من 15 جريحاً. وأوضح المصدر أن الغارتين أسفرتا عن مقتل سبعة أشخاص وجرح ما لا يقل عن أربعة آخرين. وهذه المرة الأولى التي يشن فيها الطيران اليمني غارات على مواقع مفترضة ل «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، منذ بداية العام الجاري، حيث عادةً ما تقوم الطائرات الأميركية من دون طيار بقصف أهداف مفترضة للتنظيم، الذي تصنفه الولاياتالمتحدة وحكومات غربية بالأخطر والأنشط في الشبكة العالمية التي أسسها أسامة بن لادن. وكان تنظيم القاعدة في اليمن استفاد من ضعف الحكومة اليمنية بسبب انتفاضة 2011 التي أجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي، وتمكن من بسط نفوذه على مناطق واسعة في الجنوب والشرق، ونفذ سلسلة من الهجمات والاغتيالات التي طالت قيادات أمنية وعسكرية. وعلى صعيد متصل، اغتال مسلحون مجهولون، أمس السبت، قائد الشرطة الجوية في محافظة حضرموت، منطقة الوادي، في هجوم مسلح استهدفه في سوق شعبي وسط مدينة سيئون، ثاني كبرى مدن حضرموت. وقال سكان محليون ل «الاتحاد» إن مسلحين كانا على متن دراجة نارية أطلقا أعيرة نارية على قائد الشرطة الجوية في «وادي حضرموت»، العميد يحيى العميسي، أثناء وجوده بالقرب من سوق شعبي وسط سيئون، مشيرين إلى أن العميد العميسي فارق الحياة أثناء نقله إلى مستشفى محلي للعلاج. وأفادوا بأن الحادثة وقعت بالقرب من مركز للشرطة «وعلى مرأى ومسمع من المواطنين». وأكد مصدر أمني بالمدينة ل «الاتحاد» مقتل العميد العميسي، رافضاً إضافة المزيد من التفاصيل بشأن هوية المهاجمين، اللذين لاذا بالفرار.وبعد أقل من ثلاث ساعات على اغتيال قائد الشرطة الجوية، قُتل مدير البحث الجنائي في «وادي حضرموت»، العقيد عبدالرحمن باشكيل في تفجير استهدف سيارته الخاصة في شارع رئيسي بمدينة سيئون، حسبما أفاد مصدر صحفي محلي ل «الاتحاد». وذكر المصدر أن عبوة ناسفة انفجرت أثناء مرور سيارة العقيد باشكيل الذي كان عائداً من مقر عمله إلى منزله، منتقداً بشدة الوضع الأمني «المتدهور» في محافظة حضرموت، التي شهدت منذ يناير تسع عمليات اغتيال أطاحت بمسؤولين أمنيين وعسكريين. وبمقتل العميد العميسي والعقيد باشكيل يرتفع إلى 14 عدد الضباط اليمنيين الذين قتلوا هذا العام في هجمات حملت بصمات تنظيم القاعدة وأسفرت عن مقتل 29 عسكرياً، حسب إحصائية أمنية خاصة ب «الاتحاد». وقبل أيام، حذر «تنظيم القاعد في جزيرة العرب»، في بيان نشر على موقع «جهادي» على شبكة الإنترنت، النظام اليمني من «عواقب جرائمه وأفعاله بحق المعتقلين» في السجون الأمنية، وخص بالذكر الصحفي اليمني، عبدالإله حيدر شايع، الذي يقضي عقوبة بالسجن منذ إدانته بداية 2011 بالانتماء لتنظيم القاعدة. وذكر التنظيم في بيانه: «إننا نحذر النظام العميل من عواقب جرائمه وأفعاله بحق المعتقلين، ونذكره بأن الظلم مرتعه وخيم، وأنه ما من ظالم إلا وسيلقى عاقبة ظلمه عاجلاً أو آجلاً»، مشيراً إلى «ما يمارسه جهاز الأمن السياسي (المخابرات) ورأسه المجرم غالب القمش من ظلم وتعسف بحق المعتقلين المظلومين». وأكد البيان أن «أغلب المعتقلين لا صلة لهم بتنظيم القاعدة، وإنما اختطفهم النظام السابق واللاحق سعياً منه ليحقق انتصارات مكذوبة في حرب الوكالة التي يخوضها ضد دعاة الشريعة وأنصارها»، لافتاً إلى أن من بين المعتقلين «من خرج يطالب بالتغيير ويسعى لإصلاح حال البلاد». وذكر تنظيم القاعدة أن السلطات اليمنية لجأت إلى إقامة «محاكمات هزلية جائرة» بحق ما قالت إنهم «خلايا للقاعدة»، بهدف «تبرئة مجرمي جهاز الأمن السياسي من جرائم الإخفاء القسري وتعذيب المعتقلين». ودعا البيان «جميع أبناء الشعب» اليمني إلى «أن يتحركوا وينشطوا للضغط على الظالمين من أجل الإفراج عن المعتقلين». إلى ذلك، حث وزير الدفاع اليمني، اللواء ركن محمد ناصر أحمد، أمس السبت، كبار قادة المؤسسة العسكرية على «الحفاظ على الجاهزية القتالية والفنية العالية». وأكد وزير الدفاع، لدى ترؤسه في صنعاء اجتماعاً ضم رئيس أركان الجيش، والمفتش العام للقوات المسلحة، ومساعدي وزير الدفاع، ورؤساء الهيئات العسكرية التخصصية، ضرورة «تعزيز الانضباط العسكري الواعي في مختلف صنوف ووحدات القوات المسلحة ودوائرها ومنشآتها التعليمية». كما أكد ضرورة «سرعة بناء العمل المؤسسي العسكري على أساس اللامركزية والتخصص»، داعياً إلى «محاربة الفساد والروتين لتكون القوات المسلحة نموذجاً للإدارة الخالية من كل أشكال الفساد»، حسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وأقر الاجتماع بأن تتبع دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع، وهي المؤسسة الإعلامية الوحيدة داخل الجيش، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع «بما يضمن تنفيذها للمهام التخصصية المسندة إليها».