وصفت منظمة السياحة العالمية التابعة «لليونسكو» سوق عكاظ بأنه تجربة ناجحة لا تنسى ويأتي كأحد المناسبات الأبرز والتي تعنى بالتراث الثقافي غير المادي، داعية في الوقت نفسه السائحين لزيارة السوق نظرًا لما يحويه من أنشطة فريدة ومتنوعة تهدف إلى توطيد العلاقة بين الأجيال وإحياء التراث. وتوقعت الدراسة التي أشرفت عليها الهيئة العامة للسياحة، نجاحات أكبر للسوق في المستقبل خصوصًا بعد فتح الباب أمام الدول العربية للمشاركة، مصنفة في أول دراسة أعدتها عن «السياحة والتراث الثقافي غير المادية» المعلقات والمساجلات الشعرية المقامة على هامش السوق بأنها أول منتج سياحي تراثي ثقافي غير مادي حول العالم. عوائد مادية للمجتمع وأكدت المنظمة أن سوق عكاظ مكن فئات المجتمع من المشاركة ما أثمر عنه تحقيق عوائد مالية لهم، كما أنه لعب دورًا رئسيًا في تعزيز التمسك باللغة وتأصيل السياحة الثقافية غير الربحية من جهة والفريدة من جهة أخرى، وأوضحت الدراسة أن المعلقات والمساجلات الشعرية شكلٌ من أشكال التعبير وتقليد عربي عريق ووسيلة تراثية غير ربحية، وكذلك الحال بالنسبة للحكايات والقصائد الملحمية التي يشملها برنامج المهرجان، واصفة مساجلات الشعراء الشفهية بأنها ذات مستوى ثقافي غزير يحفظ اللغة ويحميها من الاندثار. تعزيز الترابط ووصفت المنظمة السوق والذي يعود تاريخه إلى ما قبل نحو أربعة قرون بأنه الأهم والأشهر عند العرب، فقد كانوا يجتمعون فيه للبيع والشراء ويستمعون إلى الشعراء والخطباء، ويعيد السوق الحالي إلى الأذهان التراث الأصيل من خلال الاحتفاء بأحد شعراء المعلقات بهدف تجسير الفجوة بين الأمس بالحاضر، مؤكدة في الوقت عينه أن تظاهرة «عكاظ» عززت مفهوم الترابط وأعادت الروح للقصص التقليدية والفن الشعري المرتجل. تجربة ثقافية فريدة ودعت الدراسة إلى زيارة «سوق عكاظ» كأحد المهرجانات الإبداعية التي تكتسب الصبغة التاريخية ، مستندة في ذلك على التاريخ العريق للمكان، كما أنه يجمع بين التقنيات الحديثة وجغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة، مؤكدة أن الحدث يوفر تجربة سياحية لا تنسى، نظرًا للتميز في الأنشطة والمعروضات التي تحرص الجهات القائمة على المناسبة على عرضها بطريقة تجسد مختلف عناصر التراث الثقافي غير المادي لسوق عكاظ، ما يمكن السياح من اكتساب معارف واسعة ودقيقة للسوق وعاداته، كذلك جوانب الحياة اليومية للمجتمع السعودي في الماضي والحاضر. منتج يستثني الربح ونوهت الدراسة إلى أن احتواء برامج السوق وأنشطته على أجنحة مخصصة للحرف اليدوية والتقليدية أدى إلى استقطاب للجماهير وأسهم بشكل كبير في رفع مستوى الإقبال على المناسبة، واصفة ذلك بأنه عامل مهم لتأصيل التراث وترسيخ جذوره، مضيفة: إن السوق أسهم من خلال أجنحة العروض في تقديم دروس في تطوير المنتج السياحي المبني على أساس التراث الثقافي غير المادي. الجادة .. إحياء للأمس وأشارت المنظمة في دراستها إلى جادة عكاظ والأنشطة المصاحبة لها، موضحة أنها -أي الجادة- يتم تطويرها بشكل سنوي لتواكب التطور الذي يشهده السوق سنويًا، وتمتد جادة عكاظ مسافة كيلو متر واحد طولاً في موقع السوق بأسلوب يحاكي الأجواء الحقيقة لسوق عكاظ القديم بهدف الإعادة للأذهان ما كان عليه السوق من خلال دراما تمثيلية على أرض الواقع، فضلا عن مشاركة الحرفيين والأسر المنتجة من داخل السعودية وخارجها. وفيما يخص المسابقات نوهت المنظمة إلى أن سوق عكاظ يقدم جوائز مالية للمتسابقين الفائزين في أفرع المنافسة الثمانية المتمثلة في؛ شاعر عكاظ ، شاع شباب عكاظ، لوحة وقصيدة، الخط العربي، التصوير الضوئي، الحرف اليدوية، الفلكلور الشعبي، وجائزة الإبداع والتميّز العلمي. مبادرات التوظيف والتدريب رافد سياحي مهم واستشهدت المنظمة بدراسات صادرة عن الهيئة العامة للسياحة، أكدت من خلالها أن سوق عكاظ بات معلمًا سياحيًا فريدًا ورافدًا سياحيًا بالغ الأهمية، كما أن السياح يقصدونه كونه معلمًا تاريخيًا ضاربًا في جذور الماضي، ما زال يحتفظ بعبق التاريخ، وبريق الحاضر. كما ذكرت أن السوق الذي أصبح مصدر جذب للسياح شهد تزايدًا في أعداد الزوار بشكل كبير إذ بلغ في عددهم في عام 2008 180 ألف زائر، وتزايد العدد إلى 224 ألف مرتاد في العام 1009، فيما بلغ العدد في 2010 نحو ربع مليون زائر. المزيد من الصور :