د. عبد العزيز حسين الصويغ في كتابه: (محمد نجيب: زعيم ثورة أم واجهة حركة؟)، الذي يتناول فيه المؤلف د. رفعت يونان دراسة شخصية اللواء محمد نجيب، الذي قاد ثورة يوليو 1952 وكان أول رئيس لمصر بعد الثورة، واختلفت الروايات في حقيقة الدور الذي لعبه بالنسبة لحركة الجيش إلى الحد الذي ضاعت معه الحقيقة ما بين إعلام أغفل دور هذا الرجل بعد الاطاحة به وتنحيته من منصبه عام 1954، وآخر تحدث بتردد عن "الدور القيادي"، الذي لعبه نجيب في الثورة. *** هناك بالطبع من هم أقدر مني معرفة بتاريخ مصر وحكامها يمكنهم الحكم على محمد نجيب .. معه، أو ضده. لكن ما شدني لأحداث الكتاب هو ما شكّلته السودان – التي ولد فيها نجيب – حيث كان والده ضابطاً بالجيس المصري بالسودان. فلم يكن غريباً أن تكون السودان في قلبه ووجدانه، وتظل تلعب دوراً مركزياً في سياسته الخارجية. *** وقد وجدت في انجذاب محمد نجيب وحبه للسودان ومكانتها في قلبه كبلد وُلد وعاش فيه وتعلم في مدارسه لفترة من الزمن، نفس المشاعر التي أحملها تجاه مصر التي أقيم فيها حالياً منذ تقاعدي من العمل. فأنا وإن لم أولد في مصر، فقد قدمت إليها وأنا في السادسة من عمري. وعشت ودرست فيها حتى المرحلة الثانوية وهي سنوات شكلت جانباً مهماً من حياتي وشخصيتي وثقافتي. وكما درس نجيب بعد الدراسة الابتدائية بكلية غوردون بالخرطوم (وهي عبارة عن مدرسة ثانوية) وكان كل من يُشرف عليها من الإنجليز، درست أنا بكلية فيكتوريا بالقاهرة (وهي عبارة عن مدرسة ثانوية) وكان جُل من يُشرف عليها من الإنجليز .. أيضاً. *** ولقد أفرد المؤلف الفصل السادس من كتابه لبحث علاقة محمد نجيب بالسودان وماذا تُشكل في حياته؟! فالسودان، وفق ما يقول د. رفعت يونان، لم يكن بالنسبة لنجيب مجرد ارتباط عائلي أو عاطفي وإنما كان أيضاً إيماناً وضرورة لمصر ولم يكن مجرد فصل من حياته وإنما هو أيضاً فصل من حياة مصر. لذا يروي اللواء محمد نجيب بألم كيف فرط مجلس قيادة ثورة يوليو 1952 في السودان الذي لم يكن في أولويات تفكير القيادة، حتى أن الاستفتاء حول استقلال السودان عن كل من بريطانيا ومصر، لم يزعج مجلس قيادة الثورة، رغم أنها نتيجة صدمت الشعب المصري. وهنا يقول نجيب أن أعضاء مجلس قيادة الثورة لم يصدموا، بل أنهم عندما اجتمعوا في 25 أغسطس 1955 لبحث موضوع السودان أخبرهم صلاح سالم، أحد أبرز أعضاء تنظيم الضباط الأحرار، صراحة أن السودان "ضايع .. ضايع". *** وهكذا أعلن عن قيام الجمهورية السودانية في 19 ديسمبر 1955 وأعلن استقلال السودان أول يناير 1956. وكان صلاح سالم، المسؤول عن الملف السوداني، هو كبش الفداء الذي قدمه مجلس قيادة الثورة، كما قال نجيب، فأجبرته على الاستقالة. لذا لم يكن غريباً أن يكون جل اهتمام محمد نجيب، عندما أقاله مجلس قيادة ثورة يوليو من منصب الرئاسة أن لا تُقرن إقالته مع ضياع السودان الذي سخر له جزءاً كبيراً من حياته. #نافذة صغيرة: [[إن مجلس قيادة ثورة يوليو لم يعرفوا السودان ولم يفهموا أهله ولم يتصوروا أهميته لمصر فتصرفوا على أنهم سياح وليسوا أبناء واد واحد.]] محمد نجيب [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain