أ.د. عاصم حمدان ** ليست الأخطاء الطبية -وخصوصًا في المستشفيات، والمستوصفات الخاصة- وليدة اليوم، وليست مقصورة على بلادنا -وحدها- ولكن ربيع الصحافة، ووسائل الاتّصال الحديثة وفرَّت أرضية خصبة للمواطن الذي يبحث عن حقوقه، التي تحرص دولتنا السنيّة على تحقيقها له، وبالتالي يتوقّع من الوزارات الخدمية وخصوصًا الصحة، التي يقف على هرمها الإنسان الواعي والمهذب الصديق الدكتور عبدالله الربيعة، يتوقع منها الكثير، وخصوصًا في حمايته من بعض المصحّات الخاصة، التي يبدو أنها تحرص على الربح الوفير، دون أن يكون لديها حرص -بنفس الدرجة- على اختيار الأطباء المتمكنين في تخصصاتهم، وقبل ذلك الحريصين على كسب لقمة العيش الحلال، وليس نقيضها، وأن يرتقوا إلى مستوى الثقة التي يمنحها لهم المواطنون، وخصوصًا لجهة أطفالهم الرضّع فكيف الحال بأولئك الآباء والأمهات وهم: يكتشفون فجأة أن طفلهم الرضيع فقد عضوًا هامًّا في جسده الغض، كما هو الشأن في حالة المستوصف الأهلي بالمدينةالمنورة، الذي ارتكب فيه طبيب وافد، جريمة شنيعة بحق عدد من الأطفال الذين سوف ينقمون في مستقبل حياتهم على مَن حرمهم الوسيلة التي خصصتها القدرة الإلهية لحفظ النوع البشري الذي تعمر به هذه الحياة، وما من شريعة حضت تعاليمها ومقاصدها الشرعية كالشريعة الإسلامية على حفظ حق الإنسان في حياة كريمة، وخالية من الشوائب والآفات والعاهات. * وما دام الأمر يتعلق بوجود الإنسان في هذه الحياة، وهو في أحسن تقويم، فإنني لا أخال أن تغريم المستوصف المسؤول عن مثل هذه العاهات والأخطاء بمقدار محدد من المال -مئة ألف ريال، كما نقلت صحيفة الحياة الخميس،27 رجب، 1434"- هو إجراء كافٍ، ووسيلة رادعة، فالأمر يتطلّب كذلك البحث عن الضوابط التي يجب أن تكون حاضرة عند إعطاء أي مستشفى ومستوصف خاص ترخيصًا بمزاولة مهنة الطب، التي يقسم أهلها وذووها على الإخلاص، وعدم الغش، أو الإضرار بالإنسان، وما وهبه الله من خصائص، فليس كل من تقدم لهذه الأمانة العظيمة هو جدير بها، ويبدو أن بعضًا من هؤلاء لا ترقى مؤهلاته الطبية إلى أكثر من خبرة "العطار"، الذي يبدو قياسًا أن بعضهم على الأقل يدرك بالفطرة الحدود التي يجب أن يتوقف عندها عند تقديم "خلطته"، بل دعني أصارحك وأنت عزيز عليَّ كثيرًا أن بعضهم لديه بالفطرة الكثير من الخوف من الله وعقابه. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain