(1) ليس أشد على النفس الإنسانية من أن تظلم وتجد ذاتها عاجزة عن رد الأذى والضرر عنها. معلمات المدارس الأهلية في بلادنا يرزحن تحت وطأة هذا الظلم سنوات طوالاً،والذي زادت حدته،عندما رأى المتعسفون بأن ثمة أيادي رحيمة مدت إليهن ذات مساء وطني وإنساني خالص،عندما وجه خادم الحرمين الشريفين المسؤولين بتصحيح أوضاعهن المادية والمعنوية معا! (2) هؤلاء المعلمات كن لسنوات طوال يعملن بأجر زهيد لايتجاوز راتب خادمة،وهن يتحملن أعباء تعليمية وتربوية فوق طاقاتهن،وفوق مستوى نظيراتهن في المدارس الحكومية بمراتب كثيرة. وبعد قرار خادم الحرمين تم زيادة رواتبهن إلى5600 ريال،بعد مماطلات مريرة من تجار التعليم القائمين على شأن هذه المدارس،والذين حاولوا-فيما بعد- تطويق هذه الزيادة المستحقة بكثير من الإجراءات التعسفية التي لايقبلها دين وعقل!والتي تهدم بمعاول الجشع المادي بناء الوطن الإنساني العظيم(كما أراده ولاة أمر بلادنا الكريمة). (3) يمكن التدليل على تلك الإجراءات الظالمة بالمشاهد المؤرقة الآتية: أ-التأكيد على دلالة النظرة إليهن بكونهن(عاملات)ولسن(معلمات)،يتساوين في ذلك مع عامل السباكة والكهرباء في الحقوق والأنظمة! ب-الفصل التعسفي لبعضهن،وإجبار زميلاتهن في المدرسة الواحدة على تحمل مهام هؤلاء اللاتي تم إنهاء خدماتهن بين عشية وضحاها! ج-الترصد المقيت لأي خلل أو هفوة،حتى أن خصم الغياب ليوم يكون بحساب يومين اثنين أو ثلاثة،بحسب مزاج محاسب المدرسة الأجنبي،الذي يتحكم عياناً بياناً في معيشة بنات لنا معلمات فاضلات! د-الحرمان من تمتع المعلمات بإجازاتهن المعتادة كما يتمتع بها زميلاتهن في المدارس الحكومية وهن يؤدين معاً العمل ذاته،إذ إنهن لم يتمتعن بإجازة منتصف الفصل الدراسي الأخير،وإجازة اليوم الوطني،أما إجازتهن الصيفية فهي لن تبدأ إلا مع بداية شهر رمضان المبارك!هل من مصدق؟؟ (4) وبالتالي فإن هؤلاء المعلمات يفتقدن إلى الأمان الوظيفي،الذي يفضي إلى الاستقرار النفسي،الذي يمكنهن من العيش والعمل بسلامة وراحة بال!وهن لايعرفن الجهة التي ينتمين إليها!هل هن معلمات خالصات فيقعن تحت حماية وزارة التربية والتعليم،أم أنهن عاملات خالصات تحت مظلة وزارة العمل؟أم أنهن بين الاثنين:معلمات في الواجبات..عاملات في الحقوق! (5) ثم هل ينقص هؤلاء المغلوبات على أمرهن ظلم،ليشعرن بمرارة ظلم آخر،وهن يرين المتخرجات حديثاً يلتحقن بالعمل الحكومي الآمن مباشرة،وهن بخبرة السنين منسيات في أتون ممتلكات تجار التعليم في بلادنا؟لماذا لم تتوفر لهن وظائف حكومية إلى الآن؟هل هي لعنة المدارس الأهلية تلاحقهن في كل زمن وحين!! (6) ألسنا نقول إن هويتنا تحتم علينا احترام المرأة وتوفير حياة كريمة لها؟!ألسنا نخاف عليها من الاختلاط- مثلا-ولا نخاف عليها من الظلم والاستبداد والإقصاء والتعسف! إنا نكون بذلك قد فقدنا مصداقيتنا أمام ديننا العظيم،ثم أمام وطننا الكريم! (7) ..ياللهول..! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain