محمد الصياد حقيقة اليمن بلاد العجائب و الغرائب ، كل يوم نسمع فيها كلام غريب لشيخ عجيب ، و قد صرح شيخ مشايخ اليمن أن على الجنوبيين أن يهاجروا إلى الصومال ، و أنا هنا أصحح له قوله أن الهجرة لو فرضت على الجنوبيين فأنهم حتما سيتجهون إلى هرجيسه أو الصومال الانجليزي أو الصومال الجنوبي ، فالشعب الهرجيسي شعب طيب تعايش مع الشعب الجنوبي و خاصة في عدن الآف السنيين ، تزاوج الجنوبيين منهم و تزاوجوا منه ، وتكونت بينهما علاقات تاريخية و اجتماعية و اقتصادية قوية ، و هم يتشابهون أيضا من الناحية السياسية مع الجنوبيين و قريبين منهم في العمق الجغرافي ، فهم يعيشون في المنطقة القريبة من الجنوب والمسافة بين الجنوب و هرجيسه لا تتعدى عشرات من الأميال البحرية ، و الهرجيسيون يتبنون الانفصال منذ سنوات مضت نتيجة لاضطهاد أخوتهم المتنفذين الصوماليين لهم و لو أننا نرى أن اضطهاد اليمن الشمالي للجنوب أفظع و أقسى ، ربما لأنهم يفتقدون لمشايخ حمران العيون كمشايخ اليمن ، يقتلون الأبرياء و ينهبون الثروات و ينتهكون الحرمات و يعملون لصالح الدول الأجنبية المعادية لليمن لأنهم منها يستلمون الرواتب . لعلمكم يا شيخ المشايخ ، كان لدينا في عدن و الجنوب فرس و ترك و أفغانيين ، و كلهم تركوا البلاد و اندثروا لأن طبائعنا اختلفت مع طبائعهم أو أن الظروف الموضوعية و التاريخية حتمت رحيلهم عن حياتنا . و لكننا وقعنا مرة أخرى للأسف في حبائل أحفادهم الذين استوطنوا شمال اليمن ، و نبشرك أنهم سيرحلون كما رحل أسلافهم طال الزمن أو قصر . أن هرجيسه التي تحثونا على الرحيل أليها حتى يتسنى لكم نهب البقية الباقي من أرض الجنوب ، من نفطه و غازه و أسماكه بواسطة اتفاقيات مجحفة مع الشركات الأجنبية حتى تحصلون أو يحصل ممثليكم في السلطة المعلوم ، أو بواسطة شركات محليه من الباطن يملكها مشايخ الشمال و الأسماء معروفة و منشورة في الجرائد حتى الرسمية منها ! أن هرجيسه تلك هي الآن دولة ديمقراطية ينتشر فيها العدل و يطبق فيها القانون على الصغير و الكبير الغني و الفقير ، هرجيسه تلك أفضل من عدن الآن ، فيها ناطحات السحاب و أمهات الشركات العالمية ، و الأهم فيها أن الكهرباء لا تنقطع عنها في اليوم عشرات المرات كما يحدث ذلك يوميا في عدن مهد المدنية في الجزيرة و الخليج العربي بفضلكم أنتم و بفضل نهبكم المنظم للأرض و الإنسان ، بينما أنتم أيها المتنفذون ، تنعمون في قصوركم الفارهة ، بالكهرباء و المولدات العملاقة ، و يموت الجنوبيون من الحر والمرض و القهر . بينما أنتم تأكلون أفخر الطعام ، يأكل الشعب من القمامة ، بينما أنتم تركبون سيارات أخر موديل و تلبسون الحرير و الديباج و تتمنطقون بكبر بجنابي الذهب و الفضة و البلاتين و الأحجار الكريمة ، يلبس أغلب أفراد الشعب الثياب الممزقة و يفترش الرصيف و يلتحف السماء ، أنتم تعالجون في أرقى مستشفيات العالم و على حساب الدولة بينما الشعب يموت من السرطان و الفشل الكلوي و أمراض القلب و الشرايين و السل و الملاريا و غيرها من الأمراض الفتاكة التي لم نعرفها بالجنوب إلا من بعد أن شرفتمونا بظلكم الثقيل بعد العام المشوؤم 1990م و العام 1994م الأكثر شؤما ، يتعلم أبناؤكم وعلى حساب الدولة في أرقى الجامعات الأوربية و يا ريتهم يفلحون ، فهم يعاقرون الخمر والنساء و لا يداومون في الجامعات و المعاهد و بعضهم يفشل عدة مرات و يعيد نفس المستوى لعدد غير محدود من السنوات ، بينما أبناءنا في الجنوب يسمح لهم بتعليم مشوه في الداخل ، هذا إن هم استطاعوا الحصول عليه ، ثم لا يوظفوا بينما أبناءكم يلتحقون في أعلى الوظائف الحكومية و في الشركات البترولية و الغازية العاملة في الجنوب و برواتب قد تصل إلى المليون ريال في الشهر الواحد ! هل لكم أخيرا ، أيها المشايخ الفلتة أن تنطقونا بصمتكم حتى لا يجتمع على المؤمن الجنوبي همان ، هم نهبكم له و هم بجاحتكم !