قلت في مقال سابق أن بعض التصريحات لا تختلف كثيراً عن الطرائف والنكت، كونها تستفز فينا ( الضحك المر)، على طريقة شر البلية ! . قبل أيام نشرت الزميلة عكاظ انتقاد المشرف العام على جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة للعمل الذي قام به شخصان علقّا طفلاً في الرابعة من عمره بالجدار، باستخدام لاصق ، في عمل ينافي – حسب رأي المسئول –كل القيم الإنسانية وينتهك الطفولة .. داعياً من يعرف الشخصين إلى التواصل مع الجمعية لمعاقبتهما !. وجه الاستفزاز في بعض التصريحات هو قفزها على الواقع المعاش ، وتجاوزها للمشكلات ( المتلتلة ) التي يعايشها ويشعر بها المواطن ، ودخولها في قضايا هامشية لا تستفز مشاعر المواطن فحسب بل تشعره بالاستغفال .. و من يقرأ تصريح المشرف على هيئة حقوق الإنسان سيعتقد لأول وهلة أن الجمعية قد قامت بكل واجباتها تجاه الإنسان في البلد ، وتجاه الأطفال بوجه خاص، ولم يتبق لها سوى البحث عن أب كان يداعب ابنه بطريقة لا تختلف كثيراً عن تلك التي نشاهد آلافاً مثلها في برامج تلفزيونية غربية وعربي . لن أتهم الجمعية بالبحث عن (البروبجندا) والفرقعة الإعلامية ، بل سأفترض حسن النية وأقول إذا كانت الجمعية لم تجد قضايا ذات بال لتعمل عليها ، فإنني أدعو المشرف (أن يخطف رجله ) لأقرب مدرسة ابتدائية حكومية من بيته .. وزيارة مكتب المرشد المدرسي للاستماع إلى مئات القصص المسكوت عنها لأطفال ملتصقين بقضايا تبدأ بالتحرش الذي تأتي 90% منه من الأقارب .. ولا تنتهي عند العنف الجسدي والنفسي واللفظي الذي يمارس عليهم في صور تخرج في مرارتها وفظاعتها عن حدود المعقول وتستوجب التدخل واستصدار نظام يجرّم العنف ضد الأطفال . يا سعادة المشرف : حدثني من أثق في صدقه أن طفلاً في الصف الخامس (11 سنة ) كان يستأذن كل يوم قبل بداية الفسحة ليخرج إلى بيته القريب من المدرسة، وعندما منعه المدير ذات مرة أخذ في البكاء والاستجداء والتوسل مما لفت نظر أحد المعلمين الذي تقصى عن حالته فوجد انه يذهب للاهتمام بأخوته الصغار الذين يعيشون بلا أم بعد أن انفصلت عن أبيهم مدمن المخدرات !. من المؤسف أن من يشعرون بآلام الأطفال ليس لديهم القدرة على منعها .. ومن لديهم القدرة على منعها لا يكادون يشعرون بآلام الأطفال .!! Twitter: @m_albeladi [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain