بيروت / عدن حرة / دعاء سويدان : تعتيم على الأحداث، لا مبالاة بالمعاناة، تزوير للحقائق، تضليل للرأي العام، تشويه للوقائع، فبركة للأخبار، وتحريف للتاريخ... هذه هي سياسة معظم الإعلام الإقليمي والدولي في التعاطي مع القضية الجنوبية، سياسة أدت على مر سنين طويلة إلى تزييف الوعي وطمس الحقوق وتواري المظلومية. سياسة لم يقف حيالها أبناء الجنوب مكتوفي الأيدي ومنكسي الرؤوس، بل حاولوا بشتى الوسائل إيصال صوتهم إلى شعوب العالم وحكامه، حاولوا فضح الإحتلال اليمني الجاثم على صدورهم منذ تسعة عشر عاما وتعريته من كل أوراق التوت، تبيان أسس المشكلة القائمة بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وتجلية مطالبهم وتثبيت مواقفهم. هكذا أبدع الجنوبيون في كل المجالات الإعلامية، في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة والإلكترونية وعلى صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، إبداع لم يسلم من انتهاكات الإحتلال واعتداءاته، من مصادرة الصحف وتوقيفها عن الصدور، إلى اعتقال الصحفيين وضربهم وقتلهم والزج بهم في السجون ومحاكمتهم صوريا وإصدار الأحكام التعسفية بحقهم، إلى التشويش على القنوات وتشكيل مطابخ إعلامية مرتبطة بأجهزة المخابرات اليمنية بهدف شن حرب نفسية على الشارع الجنوبي وتيئيسه وتشتيت صفوفه، إجتهدت سلطات صنعاء في قمع الصحافة وقتل حرية الرأي والتعبير. إجتهادات لم تفلح في محو الإعلام الجنوبي أو إزالته من المشهد، لا يزال حاضرا وبقوة يقاوم كل محاولات تحييده وكبته، لكن كسر الحظر المفروض على القضية الجنوبية والوصول إلى شرائح واسعة من المحيط وقطع أشواط كبيرة في مضمار المعركة ، يحتاج إلى مزيد من الجرأة في الطرح والإمتداد في الثقافة والخروج عن التقاليد، هذا ما تقتضيه قواعد الإنتصار الإعلامي. 48