برلين - 17 - 6 (كونا) -- حذر الرئيس السوري بشار الأسد الحكومات الاوروبية من تسليح المعارضة السورية معتبرا انه "اذا مدت اوروبا المعارضة السورية بالسلاح فإن هذا سيجعل الفناء الخلفي لأوروبا ارهابيا واوروبا ستدفع ثمن ذلك". وقال الأسد في مقابلة حصرية مع الصحيفة الألمانية اليومية (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) ان "احدى النتائج التي سيؤدي اليها مد اوروبا المعارضة السورية بالسلاح هي تصدير الارهاب الى اوروبا" موضحا ذلك بالقول "الارهابيون سيعودون الى اوروبا مدربين على استخدام السلاح ومسلحين بأيدولوجية ارهابية". وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لحكومته باستخدام السلاح الكيميائي ضد المعارضين قال الأسد "لو كان بيد الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين ادلة على الادعاءات التي ساقوها لقدموا هذه الأدلة للرأي العام". ونفى الأسد في المقابلة الاتهامات الموجهة له بخصوص مسؤوليته عن اندلاع نار الحرب الاهلية في بلاده مدافعا عن العلاقة التي تربط بلاده بروسيا وايران قائلا ان التعاون بين بلاده وحكومتي البلدين "يسير وفقا لأسس الشرعية الدولية." وعن سؤال وجهه مراسل الصحيفة المختص في شؤون الشرق الاوسط راينر هيرمان عن فقدان الجيش السوري سيطرته على اجزاء من سوريا رد الأسد "نحن لا نخوض حربا عادية فقدنا فيها السيطرة على اجزاء من بلادنا وما زلنا نحتفظ بالسيطرة على اجزاء اخرى ولا نخوض حرب جيش نظامي ضد جيش اخر بل نخوض حربا ضد عصابات مسلحة ونضطر الى نقل جنودنا من مكان الى اخر بحسب الحاجة الامر الذي كلفنا ثمنا كبيرا". وعما اذا كان يعتبر كل معارض ارهابيا قال الاسد "كل شخص يحمل السلاح - وليس في بلادنا فقط - غير الجيش والشرطة يعتبر ارهابيا ورغم ذلك نقول اننا نفرق بين الارهابيين من جهة والمعارضة التي تتعقب اهدافا سياسية ولديها برنامج سياسي من جهة اخرى ولكن القتل والنحر يعتبر عملا ارهابيا". وعن توقعاته بتاريخ انتهاء الحرب قال الأسد "الازمة ستدوم طويلا فالتدخل الخارجي فيها واضح وهذا التدخل يحاول تحويلها الى ازمة سياسية وعسكرية واطالة مدتها". وعما اذا كان يتحمل جزءا من المسؤولية عما يحدث في بلاده قال الأسد "قبل بدء الأزمة بسنوات بدأنا بإجراء اصلاحات وقمنا بسن قوانين جديدة وتغيير الدستور ورفع حالة الطوارئ وربما يعرف الغرب بذلك وربما لا يعرف" مضيفا "بين المتظاهرين كان منذ البداية مسلحون اطلقوا النار على الشرطة وقوات الامن وقتلوا بعضهم". وعما اذا كانت الدولة السورية ستكون قادرة على الحفاظ على حدودها وجغرافيتها قال الأسد "اذا ازلت حجرا من سلسلة فإن السلسلة بأكملها ستنهار وهذا يعني ان اللعب بحدود سوريا يعني امتداد اللعبة الى الدول المجاورة وربما تسعى الدول الكبرى الى ذلك ولكن السير في هذه الطريق سيتسبب في اندلاع حروب تشمل جميع بلدان الشرق الاوسط وربما ستتخطى حدوده ولن يستطيع احد اخماد نارها". وعن الموقف الاوروبي من النزاع في سوريا قال الأسد "لا اعتقد ان اوروبا تقف الى جانب سوريا فهناك بلدان اوروبية معادية لنا وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا ولكن هناك بلدان وعلى رأسها ألمانيا تطرح اسئلة متعقلة عن تبعات ارسال السلاح الى الإرهابيين". وعلى هذا الصعيد اضاف الأسد "اذا مدت اوروبا المعارضة بالسلاح فإن هذا سيجعل الفناء الاوروبي ارهابيا واوروبا ستدفع الثمن" مضيفا "الارهاب يعني الفوضى والفوضى تؤدي الى الفقر والفقر يعني فقدان اوروبا سوقا مهمة.. وثانيا مد المعارضة بالسلاح يعني تصدير الإرهاب الى اوروبا وهذا يعني ان الارهابيين سيعودون الى اوروبا مدربين على استخدام السلاح ومسلحين بأيدولوجية ارهابية". وعن دور ايران وحليفها في المنطقة حزب الله اللبناني في الحرب في سوريا قال الأسد "البعض يعتقد ان حزب الله يقف الى جانبنا لأن الجيش السوري ضعيف ولكن الحقيقة تقول اننا نحقق منذ اشهر انتصارات كبيرة في مناطق مهمة مثل القصير". واوضح "الارهابيون بدأوا بمهاجمة المناطق الشيعية الواقعة على حدودنا مع لبنان ولهذا فإن تدخل الحزب اللبناني في المعركة كان حتميا ولكن الجيش السوري كبير بما فيه الكفاية لكي يستطيع حسم المعركة بنفسه ولهذا فإننا لم نر مقاتلي حزب الله في معارك على حلب او دمشق او حمص". وعن عدد قوات حزب الله في سوريا قال الأسد "لا يوجد وحدات لحزب الله في سوريا فالحديث يدور فقط عن مقاتلين منفردين على حدودنا مع لبنان وهذه القوات ساعدت الجيش السوري على تطهير الحدود اللبنانية السورية" على حد قوله مضيفا "قوات حزب الله منتشرة على حدود لبنان مع اسرائيل وغير قادرة على مغادرة مواقعها ولكن ماذا عن العدد يمكنني القول بضعة مئات". وعن الجهات المعارضة التي لا يعارض الأسد محاورتها قال "مستعدون لمحاورة اي معارضين لا يحملون السلاح ولا يقدمون الدعم للارهابيين ولديهم برنامج سياسي" مضيفا "المعارضة مطالبة بإثبات قدرتها في الانتخابات الاقليمية والبرلمانية". وعن احتمال التوصل لحل سياسي للنزاع في سوريا قال الأسد "اذا كانت المعارضة مستقلة ومحلية فلا مشكلة لدينا في التحدث عن حلول سياسية فالمعارضة الخارجية تقدم تقاريرها لوزارات خارجية الدول التي تعمل فيها ولأجهزة مخابراتها ومن يمول هذه المعارضة يملي موقفه عليها". وعن توقعاته بخصوص مؤتمر (جنيف 2) قال الأسد "نأمل في ان يكون هذا المؤتمر محطة مهمة على طريق الحوار في سوريا ولكن يجب علينا الا ننسى ان هناك دولا ليس لها مصلحة في نجاح المؤتمر وهذه الدول هي ذاتها التي تدعم الارهاب في بلادنا". وعن تبعات فشل المؤتمر قال" في هذه الحال الازمة ستطول وستمتد لبلدان اخرى والوضع سيزداد سوءا". (النهاية) ع ن ج / ب ش ر كونا172146 جمت يون 13