صحف الإمارات / إفتتاحيات. أبوظبي في 18 يونيو/ وام / اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية بالمشهد الليبي والإنفلات الأمني الذي تشهده البلاد والصراع بين الميليشيات المسلحة وعجز الحكومة عن تحقيق الاستقرار. وتحت عنوان " ليبيا والهاجس الأمني " دعت صحيفة " البيان " الليبيين إلى ضرورة بدء معركة البناء و التشييد و العمل على عودة الأمن والاستقرار والسير بليبيا إلى بر الأمان. وقالت إنه بعد / 20 / شهرا على مقتل العقيد معمر القذافي ونجاح الثوار في قلب المعركة لصالحهم بإسقاط نظام ظل متربعا على سدة الحكم طوال أربعة عقود .. بات حلم الليبيين في تأسيس دولة يكون فيها القانون هو الحاكم الفاصل بين الجميع في جو يسوده الأمن والاستقرار بعيد المنال على الأقل في المرحلة الراهنة حيث تنتشر الميلشيات المسلحة هنا وهناك سواء من بقايا فلول النظام السابق أو على مستوى القبائل والأقاليم إذ لم تستطع السلطة الحاكمة في " ليبيا الحرة " توحيد الصفوف ونزع النعرات القبلية التي غرسها النظام المنهار. وحذرت من أن الهجمات المتكررة على المقرات الأمنية وعلى البعثات الدبلوماسية وأعمال العنف التي أصبحت تأخذ منحى تصاعديا في عدد من المدن الليبية تنذر بتطور خطير على المستوى الأمني الذي يعد الركيزة الأولى في تحقيق أي نمو أو تطور اقتصادي أو اجتماعي وهو وضع بات يثير قلقا داخليا على مستوى المواطنين الليبيين والخارج على حد سواء خصوصا دول الجوار التي تكتوي بفوضى تدفق السلاح الليبي الثقيل إلى أراضيها وهو سلاح تستغله الجماعات المتشددة في تهديد أمن واستقرار بلدانها. وأشار إلى أن هناك جهات عديدة تحمل مسؤولية هذا الانفلات الأمني إلى الحكومة الليبية وتطالبها بتبني خطة للقضاء على الميليشيات والانتشار الواسع للأسلحة واعتماد قوانين رادعة من أجل حصر أعداد الأسلحة وكذا الاستفادة من تجارب عدد من الدول التي عانت من ويلات الانفلات الأمني من بينها الجزائر التي عاشت فترة " العشرية السوداء " واستطاعت أن تخرج من هذا المأزق الذي كاد أن يودي بالبلاد إلى منزلق خطير. وقالت إن رئيس الحكومة يتنصل من المسؤولية تجاه أحداث العنف المتكررة ملقيا اللوم على السلطات المختصة السابقة ب " عدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة الأوضاع الأمنية الهشة " وهي تصريحات رأى فيها كثير من المراقبين تنصلا من المسؤولية باعتباره مسؤولا في أعلى هرم السلطة التنفيذية في ليبيا ويضطلع وفريقه الحكومي بمهمة حفظ الأمن. وأكدت " البيان " في ختام إفتتاحيتها أن الوقت حان لأن يفهم الليبيون أن المعركة الحقيقية يجب أن تبدأ وهي معركة بناء وتشييد بلادهم . من جانبها قالت صحيفة " الخليج " إن ليبيا لم يتسن لها منذ أن اجتاحها " الربيع العربي " وسقوط نظام القذافي بعد تدخل حلف الأطلسي لإقامة نظام ديمقراطي ونشر العدالة والحرية في ربوع ذلك البلد الذي عانى التصحير السياسي .. أن يشعر بنعيم الديمقراطية الموعود أو أن يتنسم عبير الحرية المرتجاة بل غرق في صراع بين ميليشيات مسلحة وسلطة تم تركيبها على عجل ولكنها لا تملك أية سلطة وقبائل متنافسة على الثروة والمواقع والنفوذ إضافة إلى صراعات إثنية وجهوية وجدت في الفلتان الأمني فرصة للبروز وتقديم ليبيا دولة متنافرة وقابلة للتفكك. وتحت عنوان " ليبيا نموذجا " أشارت إلى أن ليبيا هي نموذج ساطع لفشل ما يسمى " الربيع العربي " في إيجاد واقع عربي جديد كما هو حال تونس ومصر لأن ما حصل فيها لم يكن أكثر من هبات شعبية ترفض الواقع القائم وترفع شعارات تطالب بالتغيير وهي مجرد شعارات عامة مثل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية من دون تفصيل لهذه الشعارات أو وجود آليات قادرة على تفعيلها وهي آليات لا يمكن أن تتوافر إلا من خلال التنظيم ووجود أدوات قادرة على التنظيم والتنفيذ . وأوضحت أنه لهذا غرقت هذه الحراكات في شعارات غير قابلة للتنفيذ وقامت تنظيمات وأحزاب غير مؤهلة وغير قادرة بركوب موجة التغيير من دون أن يكون لديها أي مشروع يحقق هذا الغرض وكان " الإخوان " الذين جاؤوا من غياهب الماضي بأفكارهم ومبادئهم هم " حصان طروادة " الذي سينقل هذه الدول إلى المستقبل . وأضافت أن ليبيا وإن كانت حالة مختلفة عن تونس ومصر لأن " الإخوان " لم يقبضوا على السلطة فيها إلا أنها غرقت في الفوضى من جراء تعدد القوى والأحزاب التي برزت على الساحة فجأة من دون مقدمات ولا تجربة ووجود ميليشيات فئوية وجهوية وقروية بديلا للقوى الأمنية الشرعية التي سقطت مع سقوط القذافي وأخذت تتصارع على السلطة والنفوذ . وأكدت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها أن ما تشهده ليبيا هو نتيجة فراغ أمني وسياسي والعنف والفوضى في هذا البلد العربي نتيجة منطقية لواقع أفرزه " ربيع عربي " يحتاج إلى إعادة نظر في تفسيره وتقييمه . خلا / دن / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/دن/ز ا