صحف الإمارات/ إفتتاحيات . أبوظبي في 14 يوليو / وام / اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية بالفوضى التي تشهدها ليبيا بعد الثورة والتدخل الأجنبي فيها الذي جاء بذريعة الحرية فدمر ومزق أوصالها إضافة إلى الغموض الذي يحيط بمصير مؤتمر " جنيف 2 " والذي علقت عليه آمال كبيرة لحل الأزمة السورية ووقف نزيف الدم فيها. وتحت عنوان " ليبيا بعد التحرير " حذرت صحيفة " الخليج " في إفتتاحيتها من أن الأوضاع في ليبيا لا تبشر بالخير مثلها مثل دول عربية أخرى ابتليت بالتدخل الأجنبي الذي تركها مهشمة تلعق جراحها ولا تجد طريقا يخرجها من مأزقها . وأضافت أن ليبيا كانت النموذج العربي الثاني بعد العراق الذي جاء الأجنبي تحت شعارات الحرية والديمقراطية كي ينقذه من الدكتاتورية والاستبداد فعمل على تدميره وتمزيق أوصاله وتفتيت مجتمعه وإضعاف قدراته ثم انسحب فبدلا من الحرية عمت الفوضى أما الديمقراطية فصارت ديمقراطية الميليشيات والصراع على المغانم والنفوذ . وأشارت إلى أن سطوة السلاح والمسلحين عمت والنظام صار في خبر كان وبعد تدمير الجيش الليبي والأجهزة الأمنية تم تشكيل جيوش للمناطق والقبائل أما الأمن فصار حلما لليبيين الذين يتجرأون على الخروج إلى الشوارع للمطالبة به في تظاهرات تحولت إلى حدث يومي لا يلقى آذانا صاغية من أمراء الحرب وذوي السطوة والقوة . وقالت إن المجلس الوطني والحكومة صارا أشبه بديكور الزينة على جدار وطن بات مفتوحا من كل الجهات لعبث كل الخارجين على القانون والمتطرفين والإرهابيين ومهربي السلاح بعدما تحولت " ليبيا الثورة " بعد تحريرها من نظام القذافي إلى " نقطة خطر" على جيرانها وعلى جنوب القارة الأوروبية . وأوضحت أن محاصرة الوزارات من جانب الميليشيات وعدم القدرة على مواجهتها مع انعدام النظام والأمن والتهديدات التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية بدأت تثير مخاوف دول العالم خصوصا الدول الغربية التي شاركت في " تحرير ليبيا " من أن تتحول إلى " دولة فاشلة " في شمال إفريقيا تهدد أمن واستقرار المنطقة . ونوهت بأن ما حصل ويحصل في ليبيا هو من إنجاز الولاياتالمتحدة والدول الغربية على طريق الحرية والديمقراطية الذي تقود الدول العربية إليه . وتساءلت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها متى يدرك العرب أن شعارات الحرية والديمقراطية الغربية الموجهة إلى الدول العربية هي الاسم السري للفوضى الخلاقة التي تضرب أطنابها في ربوعها. من جانبها وتحت عنوان " صمت مريب حول جنيف 2 " قالت صحيفة " البيان " إن الحدث المصري سيطر على مشهد الأحداث في المنطقة منذ مطلع الشهر الجاري إثر ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي ومع عودة الأضواء نسبيا إلى الملف السوري فإن شيئا ما أصبح مفقودا وبالكاد يمكن ملاحظة ذلك في سياق الضخ الإخباري المتعدد الجوانب حول سوريا. وأشارت إلى أن المفقود هو " جنيف2 " الذي كان محور التغطيات الإعلامية لأسابيع طويلة وكانت أساس الحل السياسي المرتقب بعد فشل مبادرات عديدة سابقة. وأضافت أنه صحيح أن آخر التصريحات التي أطلقها المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي رجحت أن يعقد المؤتمر حول سوريا في شهر أغسطس المقبل بعد تأجيلات متكررة منذ يونيو الماضي إلا أن غياب أي نشاط سياسي بارز مرتبط به منذ فترة لا يوحي أن موضوع عقد المؤتمر ما زال قائما فما زال الغموض على حاله بالنسبة لموقف النظام من المؤتمر وهو لم يقدم رؤيته بالتفصيل حول المأمول منه وما زال متمسكا مع حليفه الروسي بأن المؤتمر لا يجب أن يكون نهاية للنظام. وقالت إنه على الجانب الآخر ما زال موقف المعارضة السورية هو الآخر ملتبسا فعلى الصعيد الميداني لا تبدو القوى البارزة مهتمة بشيء اسمه " جنيف 2 " والفصائل المستعدة للالتزام بنتائج متوقعة من هكذا مؤتمر هي فصائل ضعيفة التسليح ولا تستطيع حماية نفسها. وأكدت أن الصمت المريب حول آخر التطورات المتعلقة ب " جنيف 2 " لا يدعم سوى خيار الحسم العسكري سواء من جانب المعارضة التي بدأت بتلقي سلاح يقال إنه نوعي أو من جانب النظام الذي حقق هو الآخر تقدما ميدانيا في بعض المناطق وتراجعا في مناطق أخرى. وتساءلت " البيان " في ختام إفتتاحيتها .. طالما كانت الأطراف الدولية تراهن على الخيار العسكري لتعديل موازين القوى فكيف نفسر حشد التأييد حول " جنيف 2 " طيلة أسابيع ليتبين في النهاية أنه ربما لن يعقد المؤتمر إطلاقا وهو ما لا نتمناه وتعود بالخسارة على القوى التي رحبت مبدئيا بصيغة الحل السياسي وليكون الرابح من ذلك كل القوى الرافضة للحل السياسي والمعولة على الحسم العسكري الذي يعني استمرار الكارثة الإنسانية في سوريا ودول الجوار. خلا / دن / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/دن/ز ا