يتمتع بعض الموظفين بامتيازات عمَلية عن غيرهم، اكتسبوها عن جدارة ومثابرة، فهم يدافعون عنها بجميع الوسائل المتاحة، نتيجة حرصهم على عدم تفويت متعة الاستئثار بموضع متقدم. ففي سعيهم للتميّز الوظيفي والتفوّق الإداري، يتخذ بعض الموظفين من مديري مؤسساتهم أصدقاء أعزاء، فهم مرافقون دائمون، يزورونهم في مكاتبهم بصفة دورية، ويقدّمون لهم فروض الولاء بشكل يومي، ويحتملون منهم أمزجة عَكِرة، وأخلاقاً سيئة، وإهانات متكررة، واضطرابات في شخصياتهم، لكي يفوزوا برضاهم، وكيف لا ؟! فهؤلاء الموظفون لايترددون في الموافقة على جميع قرارات مديريهم، وموافقتهم في كلّ مايرون، بغض النظر عن صحة منطقهم، وسلامة رؤيتهم، فالغاية لديهم سامية، تهون من أجلها الصعاب، وتبرر بسببها كلُّ السلوكيات، حسَنها وقبيحها، بل إن بعض أولئك الموظفين مستعدون للتضحية بمصلحة العمل، ومقدّرات المؤسسة، وأنظمة المنشأة، في سبيل إرضاء مديرهم، وتوثيق علاقتهم به، فالصداقة عند بعضهم لها معنىً مختلف، يبيعون من أجلها كرامتهم، ويضحون في سبيلها بزملاء مهنتهم، ويقلبون لها الحق باطلاً، والباطل حقاً، فأعْيُنهم دوماً على مشاعر المدير! ومزاجه الوقتي! ورغباته الشخصية! وتعابير وجهه! يسرهم مايسره، ويحزنهم ما يحزنه. وفي السياق نفسه، يستمرئ بعض المديرين هذه السلوكيات الشاذة، وتعجبهم التصرفات المَقيتة لبعض الموظفين، وأخلاقِهم التجارية، فأفكارهم ناقصة، ورؤيتهم ضيّقة، يُسعدهم نفاقهم، ويسرُّهم خُنوعهم، يملؤون بهم فراغ نفوسهم زَهواً، ويتلذذون بخطبهم وُدّهم، يُصدّقون كَذِبهم، و»يكشَخون» بولائهم المهزوز، واجتماعهم حول موائدهم اللئيمة، يدعون إليها المادحين، ويُقرّبون إليها المتفيهقين الفارغين، فالعرف لديهم حصار أصحاب الكفاءات، وطرد الكرام الأعزاء عن بيئتهم السلوكية الموبوءة، و»جلساتهم» الإدارية الفاسدة، لضمان تنفيذ جداول أعمال مشبوهة، وقرارات تسلّطية متخبطة، يحاولون تمريرها من خلال معارف شخصية، أو وسطاء فاسدين، يشجعهم على ذلك غياب أنظمة شفافة عادلة، وانتشار قوانين ذات تطبيق انتقائي، وبيروقراطية مركزية يصعب إصلاحها، تكرّس لدى كثيرين الاقتناع بثقافة إدارية تعيسة، لعل إحدى مُسمّياتها الدارجة «المدير صديقي» !!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain