خطبة جمعة قيم الثورة الجنوبية م / الشحر في مستهل خطبته لهذا اليوم الجمعة الموافق 21 / 6 / 2013م بساحة الحرية والاستقلال والتي حملت اسم ( قيم الثورة الجنوبية ) حذر الخطيب الشيخ منير باوزير من الظلم وعمل الظالمين مؤكداً أن عواقب الظلم وخيمة سواء كانت في الدنيا أو في الآخرة , مؤكداً أن الظلم ظلمات يوم القيامة , وأن الظالم وأن طال به الزمان أو بداء للناس انه بمأمن من عدالة الله فهو مخطئ لان الله الذي حرم الظلم على عباده وجعله بينهما محرماً , كان للظالمين بالمرصاد مستشهداً في هذا بعدد من الآيات والاحاديث النبوية والقدسية الشريفة . من الآيات قوله تعالى (( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) )) سورة الحج او قوله تعالى : ((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) )) سورة هود . .. ثم أشار الى أنواع الظلم والتي عدّ منها سلب الناس حقوقهم المشروعة والاستحواذ عليها أومنع الناس من الحصول عليها أو اعطائهم هذه الحقوق منقوصة أو المماطلة فيها ... وقد ضرب الخطيب نموذج للظلم الذي وقع بحضرموت مشيراً الى أن هذا الارض وهبها الله بثروات وخيرات ثم نهبها كلها تحت أسم الوحدة . ومن الظلم ايضاً كما اشار الاعتداء على الناس المسالمين الآمنين وسفك دمائهم ونهب ثرواتهم وهو تماماً ماحصل في أرض الجنوب تحت مسمى الوحدة . كما ذكّر المستمعين بعواقب الظالمين في الدنيا مشيراً الى أخذ العبرة بعدد من رؤساء الدول العربية وكيف كانت نهايتهم لظلمهم . كما أشار الى أن من الظلم كذلك أكل أموال الناس بالباطل والرشوة مشيراً الى أن هذه الآفات لم تعرفها مناطق الجنوب إلا بعد الوحدة . كما أشار ايضا الى أن من الظلم كذلك السرقة وأخذ أموال الناس بالباطل مؤكداً ان اليمن بشطريه غالبيتهم فقراء ولكن عند النظر الى رؤسائهم ووزرائهم يجدهم من اغنى اغنياء العالم . كما دعى الجميع الى ضرورة الثورة على الظلم والظالمين وان نقف صفاً واحداً ضدهم . كما أكد الى ان القضية الجنوبية هي قضية شعب .. وهي قضية عادلة وحقوقية وأساسية بامتياز وليست هامشية كما يريد ان يصورها البعض على حد قوله , في اشارة الى مايسمى بالحوار الوطني اليمني الذي جعلها هكذا تبدو . كما أستعرض في خطبته معاناة ابناء الجنوب منذ مايزيد عن 20 سنة مضت وهي التي ادت في النهاية اى ظهور الحراك السلمي كحركة شعبية تهدف الى التحرر والاستقلال . حيث استعرض بعض ممارسات المحتل اليمني وكيف ان المحتل نهب الثروة والارض وسرح الجنود الجنوبيين من الخدمة واعفاء الكثير من الكوادر الجنوبية من اعمالهم بحجة الانفصال , بل وتعامل مع اصحاب الارض ( الجنوبيين ) تعامل القوي مع الضعيف , تعامل المستعبد مع المستضعف على حد قوله . فهذا الامور وغيرها هي اتي دفعت ابناء اجنوب للثورة وظهور مايسمى بالحراك السلمي والذي كان في بداياته حقوقي لرفع الظلم , الا ان تغافل الظالمين وتجاهلهم ويأس الناس وفقد الامل بأصلاح الامور ادت في النهاية الى المطالبة بفك الارتباط وتقرير المصير . كما تطرق الى مايسمى بالحوار الوطني مشيراً الى ان هذا الحوار انما جاء ليحل مشاكل المتصارعين على السلطة في الشمال , وان الحراك الجنوبي لم يدخل هذا الحوار لانه لا يعنيه من قريب او بعيد , مشيراً الى ان المتحاورين في ذلك الحوار هم انفسهم من ظلم الجنوب وأذاقه الويل , فكيف نتحاور مع من هم على شاكلة هؤلاء الظالمين , كما اكد ان الداخلين في ذلك الحوار , لم يدخلوه لاجل الوحدة او الحفاظ عليها وانما لضمان مصالحهم ومراكز نفوذهم وسطوتهم . كما اكد الخطيب ان الحل كما يراه ليس بفرض الوحدة بقوة السلاح او فرض الانفصال بقوة السلاح ايضا لان كل الحلين سيؤذيان الى كارثة ودمار وحرق للاخضر واليابس وانما الحل كما يرى فضيته هو ان يترك لأهل الجنوب الخيار واعطاء الجنوبيين مايريدونه , فهذه الوحدة كما ذهب الشيخ لم تقوم على اساس شرعي من الكتاب والسنة وانما قامت على اساس المصالح المتبادلة . كما وصف في خطبته علماء الشمال بأنهم علماء السوء لانهم يكفرون الجنوبيين بحجة الوحدة , مؤكداً لهم أن هذا الدين ليس للعب أو المهزلة وخداع الناس او التلاعب به وتسخيره لتحقيق مآرب دنيوية دنيئة كما هم يفعلون . وان هؤلاء العلماء الشماليين ( علماء السوء ) يجوزون نهب الدولة وسرقتها , طالما انه مال دولة .. مال عام . وفي نهاية خطبته اوجز الشيخ عدد من النقاط كضمان لنجاح الحراك السلمي الجنوبي والتي منها :- 1- ان يكون الحراك سلمي وان لا ينجر للعنف مهما فعل المحتل من افعال وممارسات , مشيراً الى ان ماحدث بالامس في غيل باوزير ( في اشارة للحملة العسكرية التي قام بها الجيش اليمني بحجة القضاء عى القاعدة ) انما هو في الاساس صراع بينهما وتصفية حسابات وللقضاء على الحراك السلمي بعد جره لمربع العنف , مؤكداً ان لا قاعدة في الغيل او غيرها من مدن وقرى حضرموت , وان تلك الحملة هدفها هو تأذيب اهل الغيل خاصة لانهم طردوا كل الشماليين من مدينتهم , فكان ذلك الترويع والتدمير لممتلكات الناس ومزارعهم من قبيل الانتقام . 2- ان نوحد كلمتنا كجنوبيين وان نغلّب المصلحة العامة عن المصلحة الشخصية , وان لا نلهث للحصول على الزعامات والمناصب , وانما علينا العمل مع بعض كيد واحدة لتحقيق هدف واحد بعيداً عن التسلط والزعامة , مؤكداً ان من ينظم للحراك بهدف الحصول على زعامة او منصب فهو فاشل وان الجنوب سيرفضه . 3- أن لا نتخالف مع بعضنا البعض , لان الكل يسعى الى تمزيقنا وتفتتنا بما فيه القوى في الخارج التي تسعى الى زرع الفتنة والشقاق بيننا . فواجب علينا الحذر وعدم الانسياق وراء ذلك التشتت . 4- ان لا نلجأ الى الاقصاء او التهميش او التخوين لبعضنا البعض . 5- أن نصعّد من فعاليات حراكنا السلمي حتى تحقيق مطالبنا المشروعة , شريطة أن نلتزم بالسلمية في هذا التصعيد بعيداً عن اللجؤ إلى العنف والقوة . 6- أعتبر هذا العامل هو الأساس والأهم ممثلاً بإلتزامنا كجنوبيين بشرع الله ونهجه وبالخيار الاسلامي . فنحن أمة عربية مسلمة وسلامتنا في إسلامنا وتمسكنا بشرعه ومنهاجه .