مواضيع ذات صلة أحمد الدواس الحملة العسكرية ضد غزة تصرف الانتباه عن النظام السوري مما يقوي إيران في المنطقة العربية هناك حرب سرية بين اسرائيل وايران في المنطقة الواقعة بين شرق السودان وسيناء، فقدكشفت الاستخبارات الاسرائيلية عن تدفق للأسلحة الى حماس يأتي بعضها من السودان، وان هذه الأسلحة يجري تهريبها الى غزة من خلال البحر الاحمر فسيناء ثم تهريبها الى حماس، وقد تعاونت ايران مع السودان في هذا الخصوص، لذلك قامت اسرائيل في اكتوبر الماضي بقصف مصنع اليرموك في الخرطوم، ففي السودان يتم تجميع الأسلحة بمافيها صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ فجر 3 وفجر 5 طويلة المدى، واذا قبلنا بهذا التحليل فان اسرائيل كانت لسنوات قليلة ماضية تتعرض لصواريخ تنطلق من قطاع غزة، وبطبيعة الحال فقد أحرج هذا الأمر حكومة رئيس الوزراء نتنياهو حيث بدت الحكومة انها غير قادرة على حماية الاسرائيليين فشعر المواطن الاسرائيلي العادي بالغضب على حكومته وبرغبة في التخلص من أمرين «اما القضاء على حماس أو باقالة رئيس الحكومة الحالي»، ولكن نظراً لاقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية التي ستجرى في يناير القادم فقد سنحت الفرصة أمام نتنياهو فلاتوجد ضغوط دولية عليه مما شجعه على ضرب حماس للتأثير على الناخبين لاسيما وانه يتوق منذ فترة طويلة للفوز برئاسة الحكومة المقبلة، هذا هو أحد أسباب الهجوم الاسرائيلي الحالي على غزة. السبب الثاني هو ظهور العديد من التنظيمات الاسلامية الصغيرة المسلحة في غزة مثل جماعات التوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فيلق شهداء الاقصى، أنصار السّنة وتعمل في غزةوسيناء، وكذلك جيش الاسلام ونشاطه في سيناء ومصر ضد الأهداف الاسرائيلية والمسيحية، ومما سهل ظهور هذه الحركات المسلحة الفراغ الأمني الذي نشأ بعد عزل الرئيس المصري حسني مبارك فانتقل بعضها من مصر الى غزة، وكل من هذه التنظيمات له أجنداته وايديولوجيته الخاصة كما انها تتحدى حماس وتطلق الصواريخ ضد اسرائيل، ولكن عندما قامت اسرائيل أخيرا باغتيال أحد القيادات البارزة في حركة حماس، لم تتردد حماس ايضاً في حمل السلاح لضرب الأراضي الاسرائيلية. من المعلوم ان حركة حماس وهي حركة مقاومة اسلامية تمردت على السلطة الفلسطينية بعد ان تحولت الى حزب سياسي ودخلت الانتخابات في غزة واستولت على الحكم فيها عام 2007، وأرادت الظهور ككيان سياسي شرعي، ومما أعطاها زخماً اقليمياً في الوقت الحاضر فوز الاسلاميين بالحكم في بعض الدول العربية، وزيارة أمير قطر لها في وقت سابق، وضعف منظمة فتح، وهي كلها أمور أشعرت حماس أنها حركة وطنية فلسطينية بل لامانع لديها من ضرب المدن الاسرائيلية لرفع معنويات الفلسطينيين والمسلمين في المنطقة وأيضاً لتحسين صورتها السياسية. خلال حكم الرئيس حسني مبارك قامت مصر بمساعدة اسرائيل من خلال احتواء حماس عبر الحصار ومنع تنقل السلع وحظر سفر اهالي غزة ودعم منظمة فتح المنافسة لحركة حماس، أما في الوقت الحاضر فتتعاطف مصر مع حماس واحتجت أخيرا على رد الفعل الاسرائيلي، من هنا ترى اسرائيل ان حماس ماكان لها ان تحصل على الصواريخ المذكورة من ايران عبر السودان لوكانت مصر مارست رقابة شديدة على مناطق العبور على الحدود، أما مصر فتخشى الآن تدفق اللاجئين الفلسطينيين الى سيناء عند ارتفاع حدة المعارك وهي منطقة نشاط لمنظمات الجهاد الاسلامي، كما تريد تعزيز الرقابة على الحدود المصرية بين غزةوسيناء حتى لاتعطي لاسرائيل العذر في اللحاق بالمسلحين والاشتباك معهم على الأرض المصرية. من جانبها تشعر ايران بشيء من الارتياح فالحملة العسكرية ضد غزة تصرف الانتباه عن النظام السوري مما يقوي مركز ايران في المنطقة العربية، اما حزب الله اللبناني فمشغول في لبنان يحاول الدفاع عن موقعه هناك ولن يخاطر بالدخول في معركة مع اسرائيل، في وقت يتعرض فيه حليفه النظام السوري الى نكسات كبيرة، هذا وهناك محاولات دبلوماسية لوقف القتال تشترك بها مصر مع أطراف غربية، كما عقدت الحكومة الاسرائيلية اجتماعاً طارئاً قبل منتصف ليلة 19 نوفمبر الجاري استمر عدة ساعات ناقشت فيه تطورات الوضع مع حماس، وأيضاً لدراسة فكرة الاجتياح الاسرائيلي لأراضي غزة، واستدعاء جنود الاحتياط الاسرائيليين وهو تكتيك عسكري لتخويف حماس والظهور بأن اسرائيل تتأهب لتوسيع العملية القتالية، فهل تقوم اسرائيل باجتياح لأراضي غزة أم تتفاوض مع حماس؟