د. عائض الردادي استوقفني في الحوار الذي أجرته (المدينة) يوم السبت 6/8/1434ه 15/6/2013م مع المدير العام لمطار الملك عبدالعزيز في جدة ما أعلنه من إعداد تنظيم لسيارات الأجرة في المطار، وأن هناك مشروعًا هو عبارة عن إعداد منافسة خاصة لاستقطاب شركة تقدم خدمة التاكسي "الأجرة" في المطار على أعلى المستويات، وأن ذلك سيجعل الراكب لا يلتفت لسيارات الكدادة وهذا المشروع- وهو في مراحله الأخيرة- سيغلق ملف الكدادة. الكدادة على وزن حدادة ونجارة مهنة تعني الدأب والعمل بمشقة لكسب الرزق بالحلال، وهي عربية فصيحة، وترادفها الكداحة، فكد وكدح بمعنى واحد، كلاهما يعني كسب الرزق لنفسه أو لأولاده بمشقة وإلحاح في طلب الرزق، وبالرغم من التعب والمشقة فإن الكادح أو الكاد يجد راحة في نفسه لأنه أكل من عمل يديه دون تسول أو مِنّة من الناس، ومن هؤلاء الكدادين من يعملون في سيارات الأجرة ليل نهار للحصول على لقمة كريمة لهم ولأسرهم، بدءًا من شراء السيارة بالتقسيط، ومرورًا بما تحتاجه من صيانة، وانتهاء بما يثقل كواهلهم من أعباء إعاشة عائلة من السكن المستأجر غالبًا إلى المصروفات الضرورية والكماليات ومنها ما صار كالضرورة. سائقو سيارات الأجرة في المطارات وغيرها يكدحون من أجل عيش كريم لا رغيد، وهم بحاجة إلى من يساعدهم في فرص عملهم هذه، بل يدربهم على التعامل مع الراكب، وبخاصة إن كان أجنبيًا، وهم من أجل ذلك بحاجة إلى إدارة ترعى حقوقهم وتوجههم وتدعم عملهم الشاق من أجل بقاء الفرص العملية لهم، وهم ليسوا بالشريحة القليلة في كل مدن المملكة، وإذا وجدت فرصة عمل لمواطن يجب دعمها لا العمل على تقليصها من أجل شركة يملكها فرد، وتحتكر العمل في المطار، وقد تستقدم سائقًا وافدًا ليحل محل المواطن، وهذا دور وزارة العمل في حماية مهنة الكدادة. هذه الشريحة التي تعول أسرًا بحاجة إلى من ينظم كدحها، ويشجعها على الاستمرار في العمل، وييسر لها شراء السيارات التي لا تعمر كثيرا لطول عملها، لا أن ينزع منها مصدر الرزق باستقطاب شركات تحل مكانهم، وتأخذ مصدر رزقهم، ومنهم من سيارته بالتقسيط. إن كان هناك ملحوظات على السائق أو السيارة أو التنظيم فتعالج هذه الملحوظات بتأهيل السائق، وتحديث السيارة، وإيجاد جمعية تلم شملهم وتنظم عملهم، وتتقاضى منهم رسومًا لإدارة العمل، أما القول: إن وجود سيارة مريحة وسعر مناسب في شركة سيجعل الراكب لا يلتفت لسيارات الكدادة فهذا قطع لأرزاق مواطنين هم بحاجة إلى من يقف إلى جوارهم ويساعدهم حتى لو وجدت عندهم أخطاء فالأخطاء تعالج والعلاج موجود، وهو الإدارة الحسنة لا قطع الرزق. لوحظ في الآونة الأخيرة اتجاه بعض المطارات الى إسناد الأعمال فيها إلى شركات وحرمان المواطن الذي كان يجد عملا ليصير عاطلاً، وبدلاً من توسيع فرص العمل لجأت إلى تقليص الفرص وإعطاء الأعمال لشركات رفعت الأسعار، وأخرجت مواطنين من سوق العمل، وهذا قد يريح المسؤول ولكنه يشقي المواطن، فهل تمتد نطاقات وزارة العمل بكل ألوانها إلى حماية الكدادة، وحسبها مشقة هذا الوصف، وحسبها شرفا في قمة العيش هذا الوصف، وإذا أريد إسناد مهنة إلى شركة فأول ما يبدأ به هو ضمان فرص عمل لمن ستحل الشركة مكانهم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (55) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain