أنا هنا أسأل ولكنني حتمًا لا أبحث عن إجابة فهي معروفة لي وللجميع، الإجابة قطعًا وبكل تأكيد (لا) لا يوجد الكثير من تلك الأيادي الأمينة، وأن وجدت فهي نادرة، فلو كانت موجودة فعلاً لما اصرت المطاعم على اهمال النظافة وضربت بها عرض الحائط وجعلتها اخر اهتماماتها حتى أصبح التسمم حدثًا (عاديًّا) يحدث كل يوم، ولما حرصت تلك المطاعم عن البحث عن اللحوم الفاسدة وقريبة انتهاء الصلاحية ولو كانت الأيدي الأمينة موجودة لما رأينا العصائر، والمشروبات الغازية، والمياه التي يطلق عليها (صحية) وبعضها أبعد ما تكون عن تلك التسمية، وأيضا المواد الغذائية، تُخزن في أماكن غير مناسبة وتنقل في مركبات مكشوفة تحت لهيب شمس الصيف الحارقة، فلو كانت هناك أيد أمينة فعلا لما تُركت تلك المواد (المُستهلكة) التي تدخل في صناعتها (المواد الحافظة) التي تتفاعل (كيميائيًّا) مع الحرارة هكذا، ولو كانت هناك ايد امينة أصلاً لما صُنعت تلك المواد بأكبر كمية ممكنة من المواد الحافظة الضارة بصحة الإنسان، ولو كانت تلك الأيدي الأمينة موجودة أيضًا لما كانت اللحوم بهذه الجودة المنخفضة والأضرار العالية، وذلك بسبب رداءة إنتاجها وما يُدخل على أعلافها وتطبيبها من مواد (مُضرة) بصحة الإنسان، ولو كانت هناك أيدٍ أمينة أصلا ما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من (استهتار) واضح بصحة المواطن وتلاعب، وتحايل، ونصب في (لقمة)، أو (شربة) تصل إلى جوفه لكي تقيم صلبه ولكنها قد تكون سببًا في أن تجعله طريحًا للفراش. أي (شر) يُريده مُسلم بأخيه المُسلم من أجل حفنة من دراهم معدودة. للأسف الشديد أنه ليست هناك أيدٍ أمينة ترعى غذاءنا إلاَّ مارحم ربك، وبما أن الأمر كذلك، وبما أن تلك الأيدي قد (عُدمت) وحلت بدلاً عنها أيدٍ لا تُجيد إلاّ جمع الأموال بأية طريقة كانت من حلال أو حرام، فلابد إذا من أيدٍ أمينة (تضربُ) بقوة على تلك الأيدي (العابثة) في غذاء المواطن، فلا يجب مثلاً أن تنقل هذه المواد بهذه الطريقة البدائية، بل يجب إجبار الشركات والمصانع المنتجة أن تنقل ما تنتجه من تلك المواد (بالبرادات) كما تفعل بعض كبريات الشركات، كما يجب أن يجبر المركز الذي يبيع تلك المنتجات بحفظها في أماكن (باردة) نسبيًّا كأن تكون مكيفة على أقل تقدير. تصوّروا مياهًا مصنعة بمواد حافظة، ومعبأة في عبوات بلاستيكية، ومُخزنة في درجات حرارة عالية، بالله عليكم إلى ماذا ستؤدّي تلك العوامل مجتمعة!! وقانا الله وإيّاكم من كل شر، فهل ترضى الجهات الرقابية المختصة بذلك؟ سلطان الميموني - جدة