في زمن الهرولة وجفاف المشاعر، تبزغ بين الفنية والأخرى ومضات إنسانية مشرقة، تأتي كبروق الغيث التي اشتاق أديم الأرض اليباب لمعانقة غيثها، لكي تزيح عن النفوس التي عضها الزمان بنابه، وتسهم في دحر بؤس «العولمة» وتداعيات جبروت الأقوياء في حق الضعفاء!. ومن تلك الومضات: برنامجان تليفزيونيان الأول تبثه الفضائية اليمنية مساء كل جمعة واسمه «كلام الناس» ويقدمه المذيع اليمني الإنسان محمد المحمدي والآخر تبثه قناة mbc الفضائية في الساعة الثامنة من كل يوم واسمه «الثامنة مع داوود» ويقدمه الإعلامي المخضرم «داوود الشريان» وما يجمع بين البرنامجين حرصهما الشديد ورغبتهما في تفريج كرب ذوي الحاجات، وذاك لعمري هدف إنساني نبيل وشفيف ويسعى المقدمان لهما كلا بطريقته وأسلوبه لاستمطار السعادة من جدب كل مشكلة وظروفها القاحلة!. ولئن كان الشريان يسلط الضوء على قضايا لمواطنين سعوديين فالمحمدي هو كذلك يناقش مشكلات الإنسان اليمني مقيمًا ومهاجرًا!. وعلى الرغم من التباين بين الأحوال والظروف الاجتماعية والاقتصادية بين الشعبين الشقيقين إلا أن «الحالة الإنسانية» مشتركة بين البرنامجين مما يجعل المشاهد يتفاعل طوعًا لسكب الدموع الصادقة غير الزائفة يشارك بها مقدمي البرنامجين وضحايا القهر الاجتماعي وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، في مجتمعين عربيين إسلاميين!!. وإذا كان برنامج محمد المحمدي يتميز بتنفس كاميراته خارج إطار الاستديو ويتنقل مقدمه بعفوية وتلقائيه في أرجاء اليمن فإنه بذلك قد اكتسب شعبية جارفة من التعاطف والاحتفاء بينبوع وقناة خير متدفق يسهم في رتق قضايا ران عليها صديد النسيان!. فإن برنامج داوود بحاجة لخروج كاميراته لترصد عن كثب واقع الحالات كما هو لدى المحمدي، والمحمدي هو كذلك بحاجة للتقنية والإمكانات الفنية العالية التي يتمتع بها برنامج داوود!. وأهمس قبل الختام في أذن عزيزنا داوود أن يعيد النظر فيما يختم به برنامجه كل مساء!. شكرًا داوود، شكرًا محمد المحمدي فلقد أكسبتما محطتيكما ثناء ودعاء المحبين. غازي أحمد الفقيه - القوز