امتنعت قناة MBC عن بث المقابلة مع المعتقل السعودي وليد السناني، التي كان من المفترض عرضها اليوم خلال برنامج "في الثامنة". وأثار موضوع الحلقة التي كان من المقرر أن يناقش خلالها الإعلامي السعودي داوود الشريان على فضائية الMBC ملف الموقوفين السعوديين، غضب أهاليهم، خصوصا ذوي المعتقل وليد السناني الذي سجل معه الشريان حلقته، علما بأن السناني معتقل منذ 19 سنة. الأهالي اتهموا الشريان ب"الخداع"، و"الغدر" بعد إيهامه الشيخ وليد بأن مقابلته ستبث على الهواء مباشرة، حيث قال حساب العائلة في "تويتر" إن "الشيخ وليد معزول منذ 19 سنة، في زنزانة انفرادية، لذلك فإنه لا يعلم عن الثورة التكنولوجية والإلكترونية التي حصلت، ووافق على الخروج في مقابلة الشريان، لأنه صاحب حجة قوية، حيث حاجج ابن عثيمين حين كان شابا صغيراً" على حد قولهم. ومنذ علم أهالي السناني بإجراء والدهم للمقابلة، قبل حوالي شهر من الآن، أثيرت القضية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ولاقت القضية تفاعلاً كبيراً بين المعتقلين المفرج عنهم، حيث تحدى عدد منهم، في مقدمتهم "العلامة سليمان العلوان" الذي أمضى قرابة العشر سنوات، الإعلامي داوود الشريان بإجراء مقابلات تبث على الهواء مباشرة معهم، متهمين اياه بمحاولة تشويه صورة المعتقلين. وبحسب حقوقيين؛ فإن مقابلة الشريان مع السناني تعد خرقاً لقانون القضاء السعودي، الذي يوجب على الإعلامي أخذ إذن محامي المعتقل وذويه قبل إجرائه المقابلة، بالإضافة أن للمحامي حق في الاطلاع على المقابلة، قبل أن تنشر، لحذف أي جزء منها قد يتسبب بإلحاق ضرر بموكله، الأمر الذي لم يلتزم به الشريان، ولم يعلم الأهالي بالمقابلة إلا من الشيخ السناني نفسه، في أحد الزيارات. وقالت أسماء السناني، ابنة الشيخ وليد، إن عائلتها ستحتفظ بحقها في رفع دعوى قضائة ضد الMBC، والشريان شخصياً، لإسائتهما لوالدها، على حد قولها. وفي تطور لاحق، طالب سبيع، نجل الشيخ وليد السناني، داوود الشريان بإتاحة الفرصة له لتوضيح بعض الأمور عن اعتقال والده من خلال اتصال هاتفي في الحلقة التي تبث اليوم في الساعة الثامنة مساءً، إلا أن الشريان تجاهل طلبات ذوي السناني، وفق قولهم. يذكر أن داوود الشريان أعلن أنه سيجري مقابلات مع عدد من الموقوفين على قضايا "الإرهاب" كما تصفهم الحكومة السعودية. وتُعزى أسباب اعتقال السناني الذي لم يعرض على محاكمة حتى الآن، إلى تحريمه المشاركة في غزو العراق بجانب القوات الأمريكية قبيل حرب الخليج، بالإضافة لمطالبته جنود الجيش السعودي بعدم تأدية التحية العسكرية لضباط الجيش، كما أفتى أيضا بعدم شرعية الدولة السعودية. ويعد السناني ثاني أقدم معتقل سياسي سعودي بعد الشيخ سعود القحطاني الذي يمكث عامه الثاني والعشرين في السجن، ويقضي حكماً بالسجن لمدة 25 عاما، على خلفية توزيع منشورات في بداية التسعينات ضد الحكومة السعودية.