حين لمع نجم محمد عساف كمتسابق في برنامج Arab Idol، تعالت التساؤلات التي تبحث عمن اكتشف هذا الصوت، فكانت الإجابة هي الفنان والملحن الفلسطيني جمال النجار ابن الثورة الفلسطينية، وأمام هذه الاجابة كان الاستغراب لأن عساف لم يذكر فضل أستاذه طوال حلقات البرنامج والتي امتدت لحوالي أربعة أشهر، فكان لا بد من اللقاء معه وسؤاله، أي لقاء الأستاذ الذي أفحمنا في بداية الحوار بمقولة أنّ "الأب لا يحب أحدا أن يكون أعلى منه سوى ابنه وعساف ابني". وهكذا كانت البداية بداية الحوار مع جمال النجار: متى كان اللقاء مع محمد عساف؟ لقائي الأول معه كان في العام 2001 من خلال برنامج طلائع على تلفزيون فلسطين حيث قدمت معه أغنية شدي "حيلك يا بلد" من كلمات شاعرة غزية أيضا هي كفاح الغصين. كيف جاءت أغنية" علي الكوفية" والتي أصبحت نشيداً يتردد على كل لسان عربي وخاصة الفلسطيني ؟ خطرت لي كلمات الأغنية وقررت أن أكتبها في ورقة وغنيتها في ستوديو تلفزيون "فلسطين" بصوتي وسجّلتها، وحين فكرت اكتشفت أنها بصوت محمد عساف سوف تكون أجمل، فاتصلت به وطلبت منه الحضور للستوديو فقرأها بسرعة وأعجب بها وغنّاها وهو يقرأها من الورقة ولكنه طلب مني أن أزيد عليها مقطعا آخر فقلت له ببساطة: لا أستطيع لأني لست شاعراً، وهذا إحساسي، وهكذا سجلنا الأغنية واصبحت خاصة ب"عساف". هل علاقتك العائلية مع عائلة محمد عساف لا تزال قوية كما كانت عند اكتشاف محمد وهو ابن العاشرة؟ نعم كان ولا زالت فوالده أبو شادي، هو صديق قبل أن يكون أي شيء آخر وأكن كل الاحترام لأمه السيدةأم شادي، وكنت أزورهم في بيتهم في مخيم خان يونس للاجئين، ونتحدث في كل الأمور الحياتية ونجامل بعضنا. هل تعتقد أن مجرى ونمط أغنيات محمد عساف سيتغير بعد أن اصبح نجماً ومحبوب العرب، وبعد أن عرف فلسطينياً بأنه فنان وطني فقط؟ سمعت أنّ محمد عساف قد وقّع عقوداً مع شركات كثيرة، وبالطبع لن تكون أغنياته وطنية فقط، ولكن من الطبيعي أن يغني للسلام والحب والحياة، لم نمنع الابتسامة اذا كنا نستطيع رسمها؟ كيف ساعدت محمد ليصل إلى اللقب وأنت بعيد عنه؟ كنت على رأس وفود من 27 دولة عربية وأوروبية نواصل الليل بالنهار لكي ندعم عساف، وكذلك دعمته من خلال جميع وسائل الاعلام الفلسطينية التي كثقت جهودها لكي تحشد له أكبر عدد من الأصوات من قبل المؤسسات والبنوك الفلسطينية. كيف ساعدته ليصل إلى بيروت أيضاً، خاصة أن الفلسطينين ممنوعين من السفر خارج غزة بسبب الحصار المفروض عليها؟ اتصلت بالسفارة الفلسطينية في بيروت وبرئيس اتحاد الفنانين الفلسطينيين في لبنان محمد الشولي، وقمت بإرسال جواز سفر عساف إليه ليحصل له على تأشيرة يدخل بها إلى بيروت ليشارك بالمسابقة. ولماذا بعد كل هذا الدعم لم يذكرك عساف بعد إعلان فوزه؟ التمس لأخيك عذراً، هذا مبدأي ثم أنّ عساف بعد إعلان الفوز أصيب بصدمة وارتباك ولم يكن يستطيع أن يرتب أفكاره، ولكنه استدرك نفسه بعذ ذلك وشكرني عبر قناة فلسطين، وهذا لا يعتبر إنكاراً للجميل منه إطلاقاً. هل ترى أن عسّاف ظاهرة وستنتهي؟ لا أعتقد أن عساف ظاهرة فهو يمتلك الموهبة والخامة وحسب ما قالت لجنة التحكيم في البرنامج بأنه من الصعب أن يتكرر، ويجب أن يتم رعايته حتى لا يهان صوته، من يتحدث عنه كظاهرة يكون مخطئاً فهو ليس من مطربي الكليبات الذين نسمع عنهم لشهر واحد وينتهي الأمر، ولكنه يجب أن يصان كثروة فنية كبيرة. وماذا عن شقيقة عساف وهي نيفين عساف والتي غنت معه في الصغر، هل تعتقد أنها لو استمرت كانت ستصل لما وصل إليه شقيقها؟ العادات والتقاليد في غزة تمنع الفتاة من الغناء، ولكن نيفين سمعت صوتها وهي صغيرة وكانت رائعة ، ولكن عندما كبرت لم أسمعها وبالتالي لا أستطيع الحكم عليها.