الى الاسير البطل : إلى سامر العيساوي ................................................ لُك بأسنانك قضبانَ سجنِك وانطلقْ واجعل من الجوع الأليم وليمة ً من أجلِ فجرِك امسح بخبز الأرض وجهَ الكون، أطلق طحينَك العفويَ يرسمْ بسمة الوجهِ الرؤوم على الكرسِي المدولبْ وحدكَ صرت كوكب، تمشي على آلامنا تنمو على جدراننا وتغط مثل قبرة الحقول في آمالنا قل لي أين نذهب؟ الدرب جوع صامد والفجر أقرب من كسرة الخبز في صحن الجياع وأنت أقرب فأين نذهب حائرا يستيقظ السجان، كيف جاع الجوع ولم تجع؟ من اعطى الصلابة للعظام الهشة في عمودك الفقري؟ وحرك في روحك النيران؟ لم يفهم أن الارادة بنت هذي الأرض أبوها جبال النار، منها قدَّتِ الأغصان وأمها روح الصخور تضج في الجسد النحيل، وأختها الوديان روحها صرخة الإعصار يهب من الجحيم المرِّ من ضحكة الأطفال من فورة الطوفان فيها عنفوان الشوك في وردة القدس ومنها حكمة الأكفان لك بأسنانك قضبان سجنك وارفع الرايات ممهورة بالجوع من لم يجع، لم يحيَ، ولم يدرك كينونة الانسان. لك بأسنانك القضبان، والاقفال والجدران، واشوِ على جمر الأسى أمة عربية واجعل عشاءك غضبة السجان ردد مع الاجراس في عنق الكنيسة أغنيات الفجر رندح مع الحرية الحمراء تكبيرة الأذان لون فضاء صمودنا الأزلي بريشة فلسطينية غير شكل المواجهة، ألف كتاب الحقل وانشر تعاليم الإرادة هيئ فصولا للتعلم قد اتت العروش مع الكروش فكيف كان الامتحان كان امتهانا للكرامة العربية العظمى رسب الجهابذة الكبار فألفُ حمدٍ لنعمة النسيان يا سامر الانسان لم نخرج من مداميك الزروع لم ندخل في تقاسيم الحصار لم نتوحد في جبهة النيران الا كي نحطم القيد ونقلع الطغيان، لم نتشظى تحت القصف مثل قذيفة الا لكي تحمي الاجيال روح بقائنا وتحمل الأيام من نغمة الارض أغنية الزمان كن يا سامر حنجرة الشعوب وكن أمعاءها وكن كما عهدتك القدس جوهرها ورجاءها كن مثل تفاح الجبال يانعة حباته ومثل معصرة الزيتون في جبل زيتون يبارك المسيح ماءها ونقاءها هدد صمودنا بصمودك الأزلي وامنح للطيور فضاءها وسماءها أطلق جناحيك في كهف الحقائق كلها اسقط قناع الزيف واكشف لها صحراءها ما عاد جوعك لحظة التاريخ في دفتر التاريخ ما عاد معراجها أو اسراءها أو نكتة منسية في زحمة الهذيان لك بالأسنان قضبان سجنك وانزع مرارات الحديد، الشمس تولد من جديد، وانت في كنف الظلام ترى الأرض ثقبا في جدار وترانا نغرق في الظلام نبكي على البلد البعيد النور يأتي من ظلامك يا أخي، فلا ترحم عمانا القدس ترقب كل يوم بسمة الوجه الشغوف وترسم العينين فوق هلال قبتها أملا يحيا في دمانا، جليلا شامخا بين الغيوم لك بأسنانك قضبان سجنك وانطلق واجعل من الجوع الأليم وليمة من أجل فجرك امسح بخبز الأرض وجه الكون، أطلق طحينك العفوي يرسم بسمة الوجه الرؤوم