مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، بدأت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع بنسب متفاوتة، فيما هددت وزارة التجارة بكشف المتلاعبين بالأسعار، وليتها تنجح في تهديدها، وتفي بما وعدت به حتى لا يقول الناس: حبراً على ورق، وأنا لستُ معهم في ذلك إذا كانت الوزارة جادّة، فشهر رمضان اعتاد كثير من الناس تحويله إلى شهر ما لذّ وطاب، من الأكل الحلال، والطعام المستطاب و" المَعِدَةُ بيتُ الداء والحِمْيَةُ أساسٌ كٌلِّ دواء". مع كل شهر رمضان تلتهب نار أسعار المواد الغذائية. تلك التي تفتقر إليها جيوب الفقراء والمحتاجين، أما الأغنياء زادهم الله من فضله وكرمه، فمنهم مَنْ يشارك الفقراء طعامهم وشرابهم، ومنهم مَن يقيم موائد إفطار على جنبات الطرق، وفي بعض الشوارع ، تعبيراً عن كرم الله عليهم، وإمعاناً في الحصول على الأجر والثواب. المواطن صاحب الدخل المحدود هو الذي يدفع ثمن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهو الذي يَستنزفُ مرتبَهُ السكنُ، والأكلُ، والشُّرْبُ، والكهرباءُ، والهاتفُ، والتطبيبُ، ومصروفاتُ المدارس، أما الترفيهُ عن الأبناء من الشباب والشابات، فأمرٌ لا ضرورةَ له، وليس من المهم أن يكونَ العقلُ السليمُ في الجسمِ السّليم. أعود إلى ارتفاع الأسعار مع قرب شهر رمضان، والمتلظين بنارها، وجشع بعض تجار الجُمْلَة والمُفَرَّق. المواطنون تحيط بهم الأخطار المعيشية من كل جانب، منهم من يعيش على راتب تقاعدي أقل من ثلاثة آلاف ريال، ومنهم من يعيش على ضمان اجتماعي، لا يكفل له الحد المناسِب من العيش الكريم، ومنهم من يحسب ألف حساب قبل أن ينتصف الشهر، ويطل من جديد مرتب محدود. ما هي أبرز السلع التي شهدت ارتفاعاً خلال الأسابيع الأخيرة ؟ يجيب عن السؤال تاجر مواد غذائية اسمه / محمد العنزي/ قائلا:" أرْز، وسُّكّر، وزيوت طهي، ودواجن مُجَمَّدَة مُستْوَردة" وكما ترون فهذه المواد الغذائية لا يستغني عنها الغني، والفقراء هُم الأحق بها، أما الأغنياء ممن أنعم الله عليهم بفضله وكرمه، فيدفعون دون أن يصابوا بالعجز، ولديهم القدرة على الوفاء بحاجاتهم الغذائية، أما الضحية هنا فهو المواطِن صاحب الدخل المتواضع، ممن يحسب للريال ألف حساب، وتحول ضيق اليد عن الحصول على حاجاته الغذائية من: أُرْز، وسُكّر، وزيوت طهي، ودواجن مستوردة،ولو تمعنتم في أعداد هؤلاء لوجدتموهم كثراً، ممن عضّهم الفقر بنابه، واستولى عليهم جشع بعض التجار، ممن لا يخافون الله ولا يخشونه في شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. يا تجار المواد الغذائية جُمْلة تارةً، ومفرقة تارة أخرى: الرحمة، والراحمون يرحمهم الرحمن. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain