جمعت التوسعة الكبرى للمسجد الحرام، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مؤخرًا، بين المتطلبات الوظيفية من حيث زيادة الطاقة الاستيعابية ووفرة وتنوع ورقي الخدمات، إضافة إلى التميز في النواحي الجمالية والتشغيلية. وتعد هذه التوسعة أضخم توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين، ضمن جهود الدولة منذ تأسيسها واهتمامها بكل ما من شأنه توفير الأجواء الروحانية للمعتمرين وضيوف الرحمن. وسيشمل ذلك إحداث دور لذوي الاحتياجات الخاصة في ميزانين الدور الأول وربطه بمنظومة من المصاعد والمنحدرات، التي تكفي لاستيعاب حركة الدخول والخروج منه وإليه، وربطه بمسار في المسعى، الذي تم توفيره في المشروع لتوسعة وتطوير خدمات المسعى. وسيراعى ارتباط توسعة المطاف بمشروع توسعة المسجد الحرام والساحات الشمالية في منظومة عناصر حركة رأسية وأفقية كالسلالم المتحركة والثابتة والمصاعد والجسور والمنحدرات، وسيتم تعزيز ذلك بمنظومة الإرشاد المكاني المتكاملة مع كل أرجاء المسجد الحرام والساحات المحيطة به. حيث أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن مشروع التوسعة يهدف إلى التيسير على الحجاج والمعتمرين في أداء شعيرة الطواف، وسيحقق المشروع بعد انتهائه قفزة ونقلة نوعية في مستوى منظومة الخدمات المقدمة. وبين أنه ستتضح معالم المشروع بشكلٍ دقيق في الأعوام القادمة، ولن يقتصر ذلك على استيعاب مضاعفة أعداد الطائفين إذا ما اكتملت التوسعة في كل مراحلها، بل يتجاوز ذلك إلى جودة وتنوع الخدمات، التي سيوفرها هذا المشروع المبارك، فضلا عن تلبية الفراغات الداخلية ومسارات الطواف لكل المتطلبات الوظيفية والتشغيلية لكل المستخدمين، بما في ذلك كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال منظومة حركة مستقلة ومتكاملة. وأشار السديس إلى أن المشروع سيتسع عند اكتماله إلى (105 آلاف) طائف في الساعة، وستنتهي المرحلة الأولى قبل حلول شهر رمضان المبارك لهذا العام، كما ستنتهي المرحلة الأخيرة في عام 1436ه. وقال العمل لايزال جاريًا على قدم وساق، فقد ترتب عليه ضيق مساحة المطاف وازدحام وتكدس الطائفيين، الأمر الذي قد يكون خطرًا على أمنهم وسلامتهم، وتهديدًا لراحتهم وصحتهم، لاسيما وقد تفرع عن هذا المشروع مشروع آخر مهم وهو الجسر المعد لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي سيأخذ حيزًا كبيرًا من المطاف، مما سيؤثر بالضرورة في تقليص عدد الطائفين. وأضاف قائلا كان المطاف يتسع 48 ألف طائف في الساعة، وفي أثناء المشروع يتسع 22 ألف طائف، وبعد نهاية المشروع سيستوعب (105 آلاف) طائف في الساعة، لذلك فإن الضرورة الشرعية والمصلحة العامة المرعية، تقتضي تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي، حتى يتم الانتهاء من هذا المشروع العظيم، وهو أمر لابد من اتخاذه واللجوء إليه خلال فترة تنفيذ هذا المشروع المبارك. وأفاد أنه تم تنفيذ مطاف مؤقت للمعاقين على شكل حلقة دائرية محاذية للرواق القديم ومشرف على الكعبة، بعرض 12م وارتفاع 13م، وذلك لفصل الحركة بين المعاقين والطائفين في منطقة الصحن طيلة مدة تنفيذ مشروع المطاف الرئيسي والنهائي، ويتكون هذا المطاف المؤقت من طابقين أحدهما سوف يربط مع مستوى الدور الأول، حيث يتكون من مدخلين رئيسي وفرعي، بالإضافة إلى مخرج طوارئ يتم استخدامه عند الحاجة، وهذا الطابق هو الذي سوف ينفذ ويستفاد منه خلال موسم شهر رمضان المبارك لهذا العام، أما الآخر سوف يربط مع الدور الأرضي كمرحلة ثانية بعد الموسم. من جانبه أكد معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، أن المشروع إلى التيسير والتسهيل لأداء مناسك الحج والعمرة، وسيحدث بعد انتهائه قفزة كبيرة في مستوى الخدمات المقدمة للحجاج والعمار والزوار. وبين الخزيم أنه ترتب على ذلك وتحقيقًا للمصلحة العامة أن يتم مؤقتًا تخفيض نسبة أعداد القادمين لأداء المناسك من الداخل والخارج، حتى يتم الانتهاء من أعمال التوسعة والتطوير لمشروع المطاف، وهو أمر ضروري لابد من اللجوء إليه حتى الانتهاء من أعمال المطاف، لأنه يحقق مصلحة عليا للأمة الإسلامية على المدى البعيد، داعيًا المسلمين إلى التعاون مع المملكة في ذلك. مؤكدًا أن مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة تشهد حاليًا ورشة عمل كبرى خدمة لرواد الحرمين الشريفين. ودعا علماء الأمة الإسلامية أن يوضحوا للمسلمين في مختلف مواقعهم، سبب تخفيض نسبة الحجاج والمعتمرين، وأن هذا أمر مؤقت، يصب في مصلحة المسلمين. ورأى وكيل وزارة الحج الدكتور حاتم قاضي، أن قرار تخفيض حجاج الداخل إلى 50%، وحجاج الخارج إلى 20%، قرار استثنائي ومؤقت، لما يشهده المسجد الحرام من زحام، من أجل تقديم المزيد من الإمكانيات ولتوفير الراحة والاطمئنان لقاصدي بيت الله الحرام. وأشار إلى أن ما يشهده المسجد الحرام والمشاعر المقدسة حاليًا من توسعات حيوية ومنها توسعة المطاف لرفع الطاقة الاستيعابية له، يستدعي تخفيض نسبة الحجاج بصورة استثنائية حتى تكتمل تلك المشروعات التي ستعود بمزيد من الراحة والأمن والأمان لوفود الحجيج.