أ. د. عبدالله مصطفى مهرجي سجلَّت مدينة (س) أعلى نسبة في جرائم القتل بين المدن السعودية, وجاءت مدينة (ص) متأخرة عنها في المركز الثاني. أما مدينة (أ) فقد حققت أعلى نسبة في جرائم الرشوة بين مثيلاتها المدن السعودية، تلتها مدينة (ب). وعلى مستوى المناطق السعودية فقد جاءت منطقة (ج) كأعلى منطقة في عدد الجرائم الأخلاقية ، تلتها منطقة (ه) أما منطقة (و) فسجلَّت أعلى معدل في جرائم السلب والنهب تلتها منطقة (ز)، ثم منطقة (ح). عزيزي القارئ عزيزتي القارئة لا تفزعا ولا تقلقا فهذه عينة افتراضية مما تطالعنا به حقيقةً صحفنا المحلية عياناً بياناً من إحصائيات وبياناتٍ حول الجرائم والوقائع المختلفة ومعدلاتها مرتفعة أو منخفضةً في عددٍ من المدن والمناطق في بلادنا الغالية. وهنا لا بد لنا من وقفة مصارحة مع تناول الصحف هذه الأرقام والإحصاءات التي لها علاقة بالجوانب الأمنية لمجتمعنا السعودي. إن هذه الأرقام والإحصائيات والبيانات يجب أن لا تُلقى جزافاً ويجب أن لا تُعرض في الصحف كأي إحصاءات تمس الجوانب الأخرى في حياتنا اليومية في تكلفة المعيشة أو المشاريع التنموية أو البيانات التعليمية أو الصحية، فلا يجب تناول هذه البيانات الأمنية ببساطة ودون تعليق أو حكمة وتروٍ، وآمل أن لا يعتبر زملاؤنا الأعزاء الصحفيون ذلك سبقاً صحفياً يتبارون فيه ويتنافسون. صحيح نحن مجتمع إنساني كأي مجتمع آخر فينا الصالح ومنا الطالح، وكطبيعة النفس البشرية لا بد من وقوع الأحداث والجرائم وهناك ولله الحمد جهات أمنية مناط بها حماية أمن الفرد والمجتمع وهناك سلطات قضائية تحكم بشرع الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولكنّا في نفس الوقت محط أنظار العالم ومهوى الأفئدة وقبلة المسلمين ومحجتهم، صحيح مرة أخرى أننا بشر كالبشر ولكن لمجتمعنا حد أدنى من المُثل والأخلاقيات يجب أن لا ينحدر دونه ولا يهبط عنه. ملاحظتنا أن هذه الأرقام والإحصائيات إما أن تكون سجلات وأرقاماً فعلية من دوائر الجهات الأمنية ووقائع سجلاتها، أو تكون نتيجة دراسات وأبحاث أكاديمية منهجية مبنية على دراسات ميدانية. وفي الحالة الأولى فأول من يستفيد من تلك الأرقام والإحصاءات هم الجهات الأمنية نفسها في الرصد والمراقبة والتتبع لتطور الجرائم ومعدلاتها، وفي الحالة الثانية فأول من يستفيد من تلك الأرقام والإحصاءات هي الجهات الأمنية أيضاً في الاستفادة من نتائجها والجهات البحثية في متابعة أبحاثها. وفي كلتا الحالتين فلا فائدة من نشر تلك الأرقام المجردة للقارئ العادي فنشرها قد يضر أكثر مما ينفع. خاصة في إلصاق سمعة سيئة ببعض مدننا وبالذات يجب أن نكون حذرين بكل ما يمت بصلة للمدينتين المقدستين لدى العالم الإسلامي كله، إنهما مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة حرسهما الله. ودعونا نتحدث قليلاً عن المنهجية العلمية في التعامل مع الدراسات البحثية الميدانية في مجال الدراسات الاجتماعية والإنسانية، حيث في عالم التفكير الموضوعي يجب على الباحث أن يقلل قدر الإمكان من تحيزاته وميوله الشخصية، وعادة ما تنقسم الدراسات النقدية القائمة على أدوات نقدية موضوعية إلى قسمين:- أولا:- نقد مضمون الدراسة وهو ما يسمى في علوم الحديث بنقد المتن وفي الدراسات المنهجية المعاصرة يسمى بالنقد الباطني للدراسة. ثانياً:- نقد إجراءات الدراسة وهو ما يشبه في علوم الحديث بنقد الإسناد، أي فحص عدة أمور مهمة تتعلق بأهلية القائم بنقل المعلومة وإجراء الدراسة وكيفية حصوله عليها وهذا النوع من النقد يسمى في الدراسات المنهجية المعاصرة بالنقد الشكلي للدراسة. فيا إخوتنا الأعزاء الإحصائية ليست رقماً أصم مجرداً بلا معنى بل يجب أن نعرف سياق الدراسة ومحدداتها وبيئتها ومجتمع الدراسة وتاريخها ومعطياتها ونحلل النتائج قبل أن نسلٌم بنتائجها وأرقامها وننشرها على الملأ. والله الهادي إلى سواء السبيل. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain