كثيراً ما يبادرنا مسؤولون بأن العمل بسياسة ( التدرج ) هي الفضلى على اعتبار أنها تهيئ المجتمع لقبول الوضع الجديد و استيعابه ( على أقل من مهله ) و تحقق للجهات التنفيذية فرصة الرقابة على الإجراءات و الآليات و رصد الأخطاء ومواطن الخلل لمعالجتها ، و بهذا نصل للنتائج ( الفضلى برضه ) ! لكن سياسة التدرج هذه ليست مطلقة ولا تطبق على كل برنامج أو نظام ، فبعض الأنظمة يرى نفس المسؤول أنها يجب أن تباشر فوراً و حالاً وبالاً ولا مجال لطرح احتمال يزعم أن التدرج فيه سيعطي نتائج ( فضلى ) هو الآخر ! ( ساهر ) مثلا سدد الله عدساته من الأنظمة التي حلت كما تحل ( العواصف ) ذات فوائد لا نختلف عليها لكنها لم تمهلنا لنغلق النوافذ ولم تنتظر حتى نتقبل الفكرة ونتدرب على التعاطي مع قواعده ولوحاته و لم يوفر لنا خدمات توجيه و تدريب لسائقينا على كيفية احتساب المخالفات و لم نتفاهم مع إدارة المرور على مصير مخالفات المركبات التي تملكها نساء ويقودها رجل ، بل جعلت التسجيل في النظام الإلكتروني لمتابعة المخالفات مسؤولية صاحب السيارة وأعلنت عدم مسؤوليتها عن أي مفاجأة ناتجة عن مضاعفة الغرامات وهو في غفلة منها ! ( قياس ) هو الآخر حط على ظهور أبنائنا المساكين (كالقضا المستعجل) كسقوط ( بلكونة ) على شخص يمشي في الصحراء ،و وزارة التربية بالكاد بدأت ترتب أوراق التطوير و تجدد المناهج و تهيئ بيئات مدرسية جيدة ووسائل تدريس حديثة ، لم يتمهل ( قياس ) حتى تنهي الوزارة مشروعها ويتلقى الطلاب ما يبيح و يتيح اختبارهم فيما لم يؤهلوا له طيلة حبسهم في التعليم بنظام موحد في ( درزن ) من السنوات ، فقضى بامتياز على أحلام الكثير من الشباب والكثير من اطمئنان الأسر ، ولو أن (قياس) قاس مناهج الجامعات التي حرم الطلبة من دراستها على اعتبار أنهم غير مؤهلين لها ربما لم يمنحها تقييماً يستحق ! نظام ساهر واختبار القدرات مثالان على أحداث (القضا المستعجل) حتى يمكنك أن تتحدّى وأنت مطمئن لكسب الرهان إنه لا يوجد منزل لم يتضرر من دفع ضريبة لساهر أو ليس فيه ضحية أو أكثر لاختبار القدرات أو الاثنين معا! لم يحفل ساهر ولا اختبار القدرات بالتدرج الذي نسمع أن مجتمعنا يتطلبه لقبول كثير من المشاريع والقضايا التي تناقش (منذ عام جدّي أسعد الأول) كمشاريع الإسكان و منتجات صندوق التنمية العقاري و إعادة ترتيب أولوياته ،و لا السماح للبنات بممارسة الرياضة في بيئة مدرسية نسائية 100% و إسلامية مليون % و حرمن منها خوفا من أن تكون مقدمة لدخول السعوديات الأولمبياد، رغم دخولنا الأولمبياد دون أن تجري تلميذة واحدة في ساحة مدرستها! ولنتخيل ماذا لو كان العكس وتم تطوير المناهج و حل مشكلات البيئات المدرسية و تأهيل المعلمين ، و سمح للبنات بممارسة الرياضة في المدارس فوراً بالضوابط الشرعية ماذا لو أعدت خطة عمل وأنظمة للإسكان و الإقراض بنظام (القضا المستعجل) وتم التدرج في تطبيق اختبار القدرات كاختبار تجريبي لا تعتمد نتائجه قبل أن تتوافق مناهج وزارة التربية مع متطلباته ، ماذا لو تم تطبيق (ساهر) بالتدرج أيضا بغرامات رمزية أوراق نقدية افتراضية (هع) أو حقيقية من فئة عشرة ريالات ( هعين ) طالما العدّاد (شغّال) بنظام الانقسام الخلوي لحين تدرب السائقين على الالتزام بقواعد المرور؟! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain