كثير من المشكلات الاجتماعية ولحساسيتها لا تظهر على السطح، ويحاول أصحابها أو مَن حولهم والمجتمع عدم الحديث عنها أو تصعيدها؛ بحجة أنهم لا يريدون تضخيمها. ولكن هذا الحل كمن يتشبه بالنعامة؛ فيدس رأسه في التراب رغبة في ألا يراه الناس، وهو في الحقيقة يُظهر سوءته لكل الناس عدا نفسه. ظهور بعض المشكلات الحساسة هو كقمة جبل الثلج التي يراها الناس، وهو في الحقيقة جبل عظيم قد ضرب أطنابه في الأرض، وارتقى حتى لم يعد من السهل إزالته أو تحريكه. ومن هذه المشكلات ما نسمع به في وسائل الإعلام وفي مجالسنا عن تعنيف بعض الآباء والأمهات أطفالهم وضربهم وحرقهم.. حتى أن الأمر قد وصل بالبعض منهم إلى قتل أطفالهم ودفنهم في الصحراء. لا أحد ينكر أن الأبوين أكثر الناس حناناً وحباً لأطفالهم، لكن هذا لا ينفي وجود بعض الآباء والأمهات الذين نُزعت من قلوبهم الرحمة. كلنا يعلم قصة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟" عندما سأله رجل: أو تقبّلون أبناءكم؟ نحتاج إلى أن تقوم مدارسنا ووسائل إعلامنا ومساجدنا ببث رسائل توعوية توجّه الناس، وتبين لهم حقوقهم وواجباتهم، بوصفهم آباء وأبناء. وفي الوقت نفسه نحتاج إلى أن يتم إقرار قانون الحماية من الإيذاء الذي تم اقتراحه من مختصين في هذا المجال، وأن يكون هناك حزم في تطبيقه؛ فالبعض لا ينفع معه إلا الشدة والحزم. مثل هذا القانون سيردع من تساهل في حقوق أطفاله ولم يخش ربه؛ فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.