دعت روسيا اليوم جميع القوى السياسية في مصر الى "ضبط النفس" والإمتناع عن العنف، وذلك اثر إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي. عواصم (وكالات) وقالت وزارة الخارجية في بيان لها "من المهم أن تمارس جميع القوى السياسية في مصر ضبط النفس، وأن تؤكد من خلال الأفعال رغبتها في حل المشاكل السياسية والإجتماعية والإقتصادية في إطار ديموقراطي، دون اعمال عنف ومع احترام مصالح جميع طبقات ومكونات المجتمع المصري". وتابع البيان "منذ بدء حصول التغييرات العميقة في الشرق الأوسط، اعلنا دعمنا للتطلعات المشروعة للشعب المصري من أجل حياة افضل من الحرية والتجدد الديموقراطي، ولا تزال روسيا على موقفها المبدئي". من جهته، صرّح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) الكسي بوشكوف أن إزاحة الرئيس المصري محمد مرسي عن السلطة يثبت أن "الربيع العربي" لم يجلب سوى "الفوضى"، وأن "الديموقراطية لا تنجح في الدول غير الغربية". وقال بوشكوف إن "الربيع العربي لم يجلب الديموقراطية بل بالفوضى، يمكننا أن نلاحظ ذلك في مصر وليبيا وسورية وايران". وأضاف بوشكوف أن "احداث مصر تدل على أنه لا يوجد انتقال سريع وهادىء من نظام مستبد الى الديموقراطية". وتابع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي أن "هذا يعني أن الديموقراطية ليست ترياقاً ولا ينجح تطبيقها في الدول التي ليست جزءاً من العالم الغربي". في السياق، أعلنت الصين اليوم تأييد "خيار الشعب المصري"، داعيةً للحوار بين جميع الأطراف. كما أكدت بكين ضرورة تفادي "جميع الأطراف المعنيين في مصر اللجوء الى العنف، وأن يتمكنوا من حل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور بهدف تحقيق المصالحة والإستقرار الإجتماعي". ايران تعلن احترامها "إرادة الشعب" ودمشق تصف ما جرى "بالإنجاز الكبير".. والعراق يهنئ وأعلنت ايران اليوم أنها تحترم "إرادة الشعب" المصري، مشددةً على ضرورة "الإستجابة لمطالبه المشروعة". ونقل موقع "نسيم اونلاين" عن المتحدث باسم الخارجية عباس اراقشي قوله إن ايران "تحترم ارادة الشعب المصري الذكي والحضاري وتصر على ضرورة تلبية مطالبه المشروعة". واعرب اراقشي عن أمله في أن "يسمح احترام العملية الديموقراطية والحفاظ على مكتسبات الثورة بتلبية مطالب الشعب والأحزاب والمجموعات السياسية المؤثرة في هذا البلد". دمشق وصفت اليوم إطاحة الجيش المصري للرئيس محمد مرسي "بالإنجاز الكبير" و"الإنعطاف الجذري" لصالح الديموقراطية، مشيرةً الى ضرورة اهتداء الشعوب بهذا التحول لإسقاط "هذه التجربة الفاشلة"، بحسب بيان لمصدر مسؤول بثه التلفزيون الرسمي. وقال البيان "شهدت مصر امس تحولاً تاريخياً عميقاً يعكس وعي وحضور شعبنا في مصر وتمسكه بعروبته ورفضه التدخل الأجنبي في شؤونه الوطنية، ومعارضته لأي مساس بسيادة مصر وحقوقها". وأشار المصدر الى ضرورة أن "تهتدي شعوب العالم بهذا التحول، لتسقط نهائياً والى غير رجعة تلك التجارب الفاشلة والآثمة بحق الإسلام والأمة والتاريخ والانسان"، داعيةً الشعب المصري الى "التمسك بهذا النصر والدفاع عنه". كما أكد البيان أن "سقوط النموذج الإخواني (في مصر) أكد مجدداً عجز قوى الاسلام السياسي عن ادارة الدولة وحماية التنوع الثقافي والحضاري والحريات، وبناء نموذج معبر عن تاريخ الدولة الوطنية". الموقف العراقي تجاه الأحداث المصرية اتسم بالإيجابية، حيث هنأ رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم الرئيس المصري عدلي منصور الذي ادّى اليمين الدستورية رئيساً مؤقتاً للبلاد. وقال مكتب المالكي في بيان له "اعرب لكم عن تهانينا بمناسبة تنصيبكم رئيساً لجمهورية مصر العربية خلال الفترة الإنتقالية". وأضاف المالكي "في الوقت الذي نجدد فيه وقوفنا الى جانب الشعب المصري الشقيق والخيارات السديدة، نؤكد أن ثقتنا لا تتزعزع بقدرة مصر وشعبها العزيز على تخطي هذه المرحلة الصعبة واستعادة دورها على المستويين الإقليمي والدولي". وتابع المالكي "إننا عل ثقة بأنكم ستمضون قدماً في تحقيق مطالب الشعب المصري وتطلعاته في اجراء انتخابات مبكرة، وتوسيع المشاركة وتعزيز المصالحة الوطنية وتطبيق خريطة المستقبل". وتمنى المالكي "أن تشهد العلاقات بين بلدينا الشقيقين المزيد من التقدم والإزدهار، وأن ينعم الشعب المصري في عهدكم بالأمن والإستقرار". تركيا: ما جرى في مصر لا يعكس إرادة الشعب.. وقطر تعلن استمرار دعمها لمصر بالنسبة لتركيا، فقد أعلن نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ اليوم أن إزاحة الجيش للرئيس المصري عن السلطة، لا تعكس رغبة الشعب، داعياً البلاد "للعودة الى الديموقراطية". وبالرغم من الملايين التي تظاهرت في مصر مطالبةً برحيل الرئيس السابق محمد مرسي، قال بوزداغ في انقرة إن "تغيير الرئيس في مصر لم يأت نتيجة ارادة شعبية، لم يكن التغيير متماشياً مع القانون والديموقراطية". وأضاف بوزداغ "في جميع الدول الديموقراطية الإنتخابات هي السبيل الوحيد للوصول الى سدة الحكم". وتابع بوزداغ أنه "يأمل عودة مصر الى الديموقراطية، والى وضع يكون لإرادة الشعب فيه الكلمة الفصل". من جهتها، أعلنت قطر على لسان مصدر في وزارة الخارجية اليوم استمرار دعمها لمصر، مهنئةً رئيس الفترة الإنتقالية عدلي منصور. وقال المصدر إن "قطر ستظل سنداً وداعماً لمصر لتبقى قائداً ورائداً في العالمين العربي والإسلامي". وأكد المصدر أن "سياسة دولة قطر كانت دائماً مع إرادة الشعب المصري الشقيق وخياراته بما يحقق تطلعاته، وقد تجلى ذلك واضحاً في موقفها في ثورة 25 يناير، ودعم مصر في المراحل الصعبة التي تلتها". وتابع المصدر نفسه أن "قطر ستظل تحترم إرادة مصر والشعب المصري بكل مكوناته"، مؤكداً ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية بين الشعب المصري "وتغليب مصالحه وإرادته وفقاً لثوابت ثورة 25 يناير المجيدة ومكتسباتها". من جهته، بعث امير قطر الشيخ تميم بن حمد ببرقية تهنئة الى منصور. هيغ: سنتعامل مع السلطة الجديدة رغم عدم دعمنا "للتدخلات العسكرية" أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقد صرّح اليوم أن بلاده "ستعمل" مع السلطة الجديدة في مصر، مؤكداً من جديد أن بلاده لا تدعم "التدخلات العسكرية". وقال هيغ، للبي بي سي غداة نشره بيان في هذا الإتجاه مساء أمس، "لا ندعم التدخل العسكري في نظام ديموقراطي"، مضيفاً "لكننا سنعمل مع السلطات في مصر". وتابع هيغ "إنه الواقع العملي للدبلوماسية"، مشيراً الى أن بريطانيا "تعترف بالدول لا بالحكومات". وقال الوزير البريطاني "علينا أن نفعل ذلك من أجل من مواطنينا البريطانيين ولأن هناك عدداً كبيراً من الشركات البريطانية التي تعمل هناك". لكن هيغ رأى في الوقت نفسه أن ازاحة الجيش لمرسي "سابقة خطيرة"، متابعاً "لكن هذا حدث الآن وعلينا الإعتراف بأن الوضع سيتطور". وأضاف وزير الخارجية البريطاني "علينا أن ندرك أن هذا التدخل (من جانب الجيش) يلقى شعبية، لا شك في ذلك بناءً على قراءة الرأي العام الحالي في مصر". وأكد هيغ "علينا الإعتراف بالإستياء الهائل للمصريين من عمل الرئيس وادارته لشؤون البلاد السنة الماضية". وتابع الوزير البريطاني "مع تشديدنا على أن هذا الأمر سابقة، علينا بالتأكيد العمل مع المصريين ومع ارادة غالبية المصريين، وهذا ما سنفعله". المانيا: الإطاحة بمرسي فشل كبير للديموقراطية إلى ذلك، صرّح وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في اثينا اليوم أن "إزاحة الرئيس المصري محمد مرسي من قبل الجيش المصري يشكل فشلاً كبيراً للديموقراطية". وقال فسترفيلي للصحافيين على هامش زيارة الى اليونان "إنه فشل كبير للديموقراطية في مصر"، مضيفاً أن "عودة مصر في أسرع وقت ممكن الى النظام الدستوري أمر ملح، وهناك خطر حقيقي من تأثر عملية الإنتقال الديموقراطي في مصر". تونس تستبعد تكرار السيناريو المصري على أراضيها.. وعباس يهنئ عدلي منصور بعد ادائه اليمين الدستورية من جهته، استبعد زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي اليوم أن يتكرر السيناريو الذي شهدته مصر في بلاده. وأكد زعيم حركة النهضة أن هناك فرقاً بين الجيش التونسي و"عسكر مصر"، إذ أن "مصر حكمت 60 عاماً بالعسكر، ونحن جيشنا الوطني ظل بعيداً عن السياسة ولذلك نحن نكبر في جيشنا الوطني التزامه الصارم بالمهنية التي تعني حراسة الأمن الوطني للبلد والقومي بعيداً عن أي تدخل في الشؤون السياسية، ونترحم على شهدائه وندعو لشفاء جرحاه". وفي حديث نشرته صحيفة الشرق الأوسط، قال الغنوشي إن "بعض الشباب الحالم يمكن أن يظن أنه يستطيع أن ينقل ما يقع في مصر لتونس، ولكن هذا إضاعة للجهود، وما اعتبره القياس مع وجود الفارق". وأكد الغنوشي "قدمنا تنازلات من أجل تجنب الإستقطاب الأيديولوجي، وتحقيق التوافق، واعتمدنا استراتيجية جدية توافقية ولا سيما بين التيارين الإسلامي والحداثي وهو ما جنب بلادنا سيئات ومخاطر الانقسام"، مؤكدا "تجنبنا تقسيم البلاد لتسميات مثل (مؤمنين وكافرين)". كما هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم المستشار عدلي منصور بعد ادائه اليمين الدستورية كرئيس للمرحلة الإنتقالية في مصر. وأشاد عباس بدور جيش وشعب مصر في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. هذا وأشاد عباس، في رسالة التهنئة التي بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية، "بالدور الذي قامت به القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول أحمد عبد الفتاح السيسي، في الحفاظ على أمن مصر ومنع انزلاقها إلى مصير مجهول". وقال عباس إنه يثمن "الدور الذي قام به الشعب المصري بفئاته المختلفة التي هبت لإنقاذ مصر وإقرار خريطة طريق لمستقبلها في هذه اللحظات الحاسمة"، مؤكداً "وقوف شعبنا إلى جانب الشعب المصري الذي احتضن القضية الفلسطينية، وضحى من أجلها وحنا على شعبها في مختلف مراحل نضاله". بان كي مون يدعو إلى العودة سريعاً إلى الحكم المدني.. والإتحاد الأوروبي لا يرى في ما جرى انقلاباً وفي سياق المواقف الدولية تجاه الأحداث المصرية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الى العودة بسرعة الى الحكم المدني في مصر. وقال بان للصحافيين في كوبنهاغن "ينبغي العودة الى الحكم المدني بأسرع ما يمكن تلبية لتطلعات الشعب"، مؤكداً أن الوضع في مصر لا يزال غير مستقر وأن الحل لن يكون سوى بوقوف كافة القوى السياسية في صف واحد. وذكر بان كي مون بأن أي تدخل عسكري "لا يتناسب مع المبادىء الديموقراطية"، مضيفاً أنه "على المصريين أن يجدوا اساساً مشتركاً للسير قدماً". وقال بان عليهم أن يقوموا معاً "بهذه العملية من أجل مستقبلهم ليجدوا طريقاً ديموقراطياً ومزدهراً فعلاً بدون تهديد أو اضطهاد وعبر حماية حرية التعبير والمبادىء الديموقراطية الأساسية". وقال مان، في ندوة صحافية، إن "وضع مرسي غير واضح، ونحاول استيضاح الأمر وعلى كل حال لا بد من احترام كل مبادئ العدالة وحقوق الإنسان" بحقه. وأضاف المتحدث "من المؤكد أن احداث امس لحظة صعبة في المرحلة الإنتقالية الى الديمقراطية، لذلك من المهم قطعاً أن تعمل كل الأطراف معاً من أجل السلام والعودة في اقرب وقت الى عملية انتقالية ديمقراطية". أما الإتحاد الأوروبي، فقد أعلن الخميس على لسان الناطق باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون، مايكل مان أن ليس لديه معلومات حول مصير الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، داعياً الى حسن معاملته مع احترام حقوق الانسان. ورفض مان وصف تدخل الجيش بأنه انقلاب، مؤكداً "نحن لسنا بطبيعة الحال مع التدخل العسكري"، مضيفاً "من المهم أن الجيش قال إنه تدخل تفادياً لحمام من الدماء".