يرى المحلل الاستراتيجي الإيرانيإبراهيم طاهري حول أسباب التقارب القطري-الصهيوني مؤخرا أن من أهم الدواعي وراءه خلق قطر لتوازن قوى في مقابل السعودية وسعي الكيان الصهيوني لتطويق إيران وتحسين صورته مضافا إلى محاولة الجانبين لإضعاف محور المقاومة. طهران (فارس) وعبر استعراضه لتاريخ العلاقات بين الجانبين ذكر طاهري أن قطر هي العضو الوحيد في مجلس تعاون الخليج الفارسي الذي اعترف رسميا بالكيان الصهيوني كأمر واقع بفتح ملحقية تجارية له سنة 1996 وقال: "على الرغم من علاقة قطر مع حماس وحزب الله فقد حافظ زعماء الكيان على علاقاتهم معها". وتحدث المحلل عن هشاشة موقف قطر كدولة صغيرة ومشاكلها مع السعودية على مستوى الحدود والمياه وآبار النفط وخشيتها، لاسيما بعد غزو صدام للكويت، من غزوها من قبل جيرانها الأقوى كالسعودية وقال: "لذا فقد التجأت قطر لأميركا لتأمين حدودها وسعت للتحالف مع القوى الإقليمية كالكيان "الإسرائيلي" لموازنة القوى في مقابل السعودية". وعلى الرغم من إدانة قطر لهجوم "إسرائيل" على جنوبلبنان في حرب تموز أشار "طاهري" إلى تصريح الشيخ حمد لقناة الجزيرة في 2 آب 2006 حين قال: "لا ولن تستيطع أي دولة في الجامعة العربية أن تنال من تحالفنا مع "إسرائيل" والولاياتالمتحدة ذلك أننا نثق كل الثقة بعملية السلام"! واشار إلى دور أميركا في تعزيز التقارب القطري-"الإسرائيلي" وأضاف : "لقد قدّم القطريون علاقتهم ب"إسرائيل" هدية للأميركيين ليسمحوا لهم بلعب المزيد من الدور في معادلات المنطقة". وحول الدواعي الصهيونية لهذا التقارب نقل "إبراهيم طاهري" عن "مارك اي هلر" الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في "تل أبيب" اعتقاده بأن "إيران" هي السبب الرئيسي لتقرب "إسرائيل" من الدول العربية في حوض الخليج الفارسي. وذكر التحليل أن الكيان الصهيوني ابتدأ بتركيا التي سمحت له باستخدام مجالها الجوي لمناوراتها العسكرية ومن ثم آذربيجان وبعدها قطر وأضاف: "بعد تنامي قوة حماس وحزب الله (حليفا إيران) في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن المنصرم وعلم "إسرائيل" بعدم قدرتها على المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران فقد قررت تعزيز علاقاتها مع جيران إيران لتطويق الأخيرة ضمن حدودها والوقوف أمام تحركات حلفائها على حدود الكيان". وبخصوص استخدام قطر كأداة فيما يسمى ب"عملية السلام" نقل "طاهري" عن مصادر مطلعة كشفت عن مشروع في المنطقة يهدف لإدارة الصراع الفلسطيني-الصهيوني بدلا من حله وهو ما يصبو إليه الكيان الغاصب الذي لا يريد تسوية حقيقية شاملة مضيفا: "تشير هذه المصادر إلى أن قطر تسعى الآن لتسليط الضغط على السلطة الفلسطينية في هذا السياق". وفي السياق نفسه تحدث التحليل عن ترؤس رئيس الوزراء القطري "حمد بن جاسم" بنفسه للجنة ما يسمى بمشروع السلام العربي وقال: "بعد لقائه ب"جون كيري" وزير الخارجية الأميركي عُيّن حمد كمتحدث رسمي من قبل الجامعة العربية زاعما موافقة الدول العربية على مشروع تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والصهاينة، المشروع الذي يهدد مصالح العالم الإسلامي". ورجوعا بالذاكرة إلى الحروب التي خاضها العرب بقيادة جمال عبد الناصر مع "إسرائيل" بيّن الكاتب أن هذا الكيان هو أبغض الأنظمة بنظر الدول العربية والإسلامية وأبعدها عن المشروعية موضحا أن إحدى أسباب تكوين الكيان علاقة مع قطر هي تحسين صورته أمام العالم العربي والإسلامي من باب أن اعتراف قطر به رسميا سيشجع باقي أنظمة الخليج الفارسي والشرق الأوسط للتفكير بالاعتراف به ولو على المدى البعيد. وحول الهدف المشترك بين قطر و"إسرائيل" من وراء التقارب شكلت الثورات العربية-الإسلامية بنظر الكاتب انسجاما أكبر بين الجانبين من أجل ضرب حلفاء الجمهورية الإسلامية في محور المقاومة وقال مردفا: "لقد شرعوا بصحبة الولاياتالمتحدة وتركيا والسعودية بدايةً بسوريا لدور حكومتها وشعبها المهم في دعم المقاومة في فلسطينولبنان". وفي معرض إشارته إلى سعي التحالف في المرحلة الاولى لإضفاء صبغة دولية على الأزمة عن طريق عقد مؤتمرات تحت عنوان "أصدقاء سوريا"[!] قال "طاهري": "أما على الصعيد الداخلي فقد عمدوا إلى تسليح ما يسمى بالمعارضة ومساعدتها ماليا وسياسيا ودعم التيارات السلفية المسلحة في الوقت الذي شن القطريون عن طريق قناة الجزيرة حربا نفسية شعواء على حكومة الأسد". وأوضح المحلل أن التحالف المذكور مال فيما بعد نحو العراق الذي غيرت حكومته الجديدة بعد سقوط صدام معادلات القوى في المنطقة لصالح جبهة الممانعة وقال: "تضخ قطر ومعها السعودية يوميا ملايين الدولارات لمعارضي حكومة المالكي للإسراع في مشروع تقسيم العراق تحقيقا للهدف النهائي ألا وهو إقصاء المقاومة الإسلامية في لبنانوفلسطين عن ساحة الصراع وتقوية المحور الموالي لأميركا والغرب والكيان الصهيوني سعيا لخلق بيئة آمنة للأخير". / 2811/