ناشد خطيب جامع أم الخير في شارع التحلية بجدة الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس بإعادة النظر في الصيام والقيام والعادات والسلوكيات، وجعل رمضان فرصة للتغيير إلى الأفضل، وقال إن مجالات التغيير التي يجب أن يُعنى بها العبد تنحصر في علاقته بربه ونفسه وأهله والناس من حوله على اختلافهم، وكل مجال من هذه المجالات تحتاج إلى مكاشفة ومصارحة مع النفس للوقوف على عيوبها ومثالبها ومن ثم البدء في علاج تلك العيوب والتخلص منها والاستزادة من خصال الخير. ولا شك أن هذا يحتاج منا إلى صبر ومجاهدة، فلن تتخلص من عيوبك كلها مرة واحدة، ولن تتغير من النقيض إلى النقيض في لمح البصر أو في خلال أيام معدودة. وأضاف أن في مجتمعنا المسلم من يحرص على الصيام على الوجه الأكمل، لكن الأكثرية للأسف انحرفوا بالصيام عن مقاصده الشرعية، فنجد البعض منهم إذا أقبل رمضان بدأ يستعد لإعداد الملاعب لتنظيم المسابقات وإقامة المباريات، ومنهم من يستعد لإعداد الأماكن والاستراحات للعب الورق وسماع ومشاهدة المحرمات من خلال ما يعرض في القنوات الفضائية المختلفة، إلى غير ذلك من الأمور التافهة التي يُقضى فيها هذه الليالي الفاضلة، فانقلبت ليالي هذا الشهر الكريم عند هؤلاء المساكين المحرومين من ليالي القيام والتذلل بين يدي الله إلى ليالي ميتة تُملأ بأنواع اللهو والعبث والتسكع في الأسواق والحدائق، وتحول هذا الشهر الكريم عندهم من شهر الصوم والصلاة والصبر والذكر وقراءة القرآن إلى شهر النوم والخمول وإضاعة الصلوات، وهكذا تُقتل أيام رمضان ولياليه الفاضلة عند كثير من الناس دون أي استشعار لعظمة هذه الأيام والليالي وفضلها، ونحن إذ نبهنا على السهر فإننا نقصد السهر على المحرمات والأمور الأخرى التي لا قيمة لها، أما السهر على أمور مباحة فلا حرج في ذلك بشرط ألا يكون ذلك ديدن الإنسان كل يوم، أو يكون السهر طويلا أو يستغرق أكثر الليل، فيرهق الإنسان نفسه ويحرمها من استغلال هذه الليالي بعبادات تفيده وتنفعه.