هلّ علينا شهر رمضان الفضيل شهر الرحمة والمغفرة ،وهانحن نعيش أيامه ولياليه المباركة العطرة ،شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ،شهر الطاعات والخيرات والعمل الصالح ،فلا ندري لماذا البعض يجعل من شهر رمضان الكريم شهراً للتكاسل والخمول؟! فيعطل حركة الحياة المعتادة ،ويلجأ إلى التقوقع على الذات ،بحجة أنه صائم فيجب أن لايتحرك وينشط مثل المعتاد ،أليس رمضان مثل بقية الأشهر تقضي فيه مصالح العباد وتسير حركة الحياة بشكلها الطبيعي؟! أم نتخذ الصوم حجة للتكاسل والخمول ،فإذا ذهب أحدنا لقضاء مصلحة ما أو انجاز معاملة يلاقي صنوفاً وألواناً من العذاب ،البعض غير موجود في المرفق أوالادارة ،والبعض الآخر مكفهر ومزمجر وعابس الوجه كالح متعذراً بالصيام ،ألا يعلم هؤلاء أن رمضان شهر العمل والجد والمثابرة ،وأنه ليس شهراً للسهر والسمر والتسكع في الشوارع طوال الليل ،والنوم والتكاسل والخمول نهاراً . فرمضان شهر الكثير من المعارك الاسلامية بدءاً بمعركة بدر الكبرى مع بدايات الفجر الاسلامي ،مروراً بالكثير من المعارك الاسلامية التي انتصر فيها المسلمون على اعدائهم ،وانتهاءً بمعركة اكتوبر 1973م حرب العاشر من رمضان ،التي انتصر فيها العرب على اسرائىل. فإذا أجدادنا الأوائل يمثل لهم رمضان شهر الجد والعمل والتضحية ،ومحاسبة النفس والتقرب لطاعة الله بعمل الصالح وفعل الخير ،فكيف أصبح حالنا مع رمضان بعكس ماكانوا عليه تقريباً ،فأصبح البعض منا ينظر إليه كشهر للهو والتسلية والفوازير والمسلسلات ،فالقنوات الفضائية منذ ماقبل بضعة أسابيع وهي تعلن للملأ عماتدخره لرمضان من فوازير ومسلسلات وكأن رمضان شهر التسالي واللهو والتسمر أمام التلفاز ،كما أن البعض ينظر إلى رمضان كفرصة للتجول بين أصناف الأطعمة ليبالغ في أصناف الأطعمة المعروضة على مائدة افطاره ،حتى وإن كان دخله لايتناسب مع تلك المبالغة الزائدة عن الحد ،فهل يعي هؤلاء أن رمضان مدرسة ايمانية تعمل على تهذيب الأنفس؟! وتعلمنا دروساً في الصبر والتراحم ،حتى نتذكر المحتاجين والمعوزين ونشعر بالجوع والعطش في هذه الأيام المعدودة ،فهل نستغل هذه الأيام المباركة في التقرب إلى الله ومحاسبة النفس؟! فقد جاء في الحديث القدسي أن رسولنا الكريم«صلى الله عليه وسلم» قال: «من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه» ألا نحب أن يغفر له لنا الله ماتقدم من ذنوبنا ،اللهم اغفر لنا ذنوبنا ،انك غفار الذنوب ،وارحمنا انك ارحم الراحمين ،اللهم آمين ،وصوماً مقبولاً وافطاراً هانئاً تقبل الله من الجميع ورمضان كريم.