توصل العلماء الى انه تحت تأثير الانشطة البدنية على الجسم، يعيد الدماغ تنظيم وظيفته لتتفاعل بصورة مغايرة مع الاجهاد. واشنطن (مواقع) وبطبيعة الحال ليس هناك من يشك بفائدة ممارسة الرياضة والتمارين الرياضية بصورة منتظمة بالنسبة لصحة الانسان. فالتمارين الرياضية تساعد في المحافظة على الوزن وتنشط العضلات. ولكن تبين اخيرا، إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تجعلنا اكثر مقاومة للإجهاد، لأنه تحت تأثير الانشطة البدنية تحدث في الدماغ تغيرات على مستوى الخلايا العصبية، تساعد على مواجهة الخوف والقلق، الناتجين عن الاجهاد واللذين يعرقلان نشاط الدماغ بصورة طبيعية. وكانت الدراسات والبحوث التي اجريت سابقا والمكرسة لمعرفة تأثير الانشطة البدنية في الدماغ، تتضمن بعض التناقضات. فمثلا اتضح أن التمارين الرياضية تساعد على تخفيف القلق، في حين تم بنتيجة نفس هذه البحوث اثبات أن هذه التمارين تساعد على نمو خلايا عصبية في الجزء الامامي من الحصين "hippocampus"، وبما أن هذه الخلايا العصبية تكون اكثر تحفزا، قياسا بالخلايا القديمة، فان من المنطقي يمكننا الافتراض بأن التمارين الرياضية تؤدي الى تحفيز الجهاز العصبي. ومع ذلك فإن البحوث التي اجراها علماء من جامعة برينستون بالولايات المتحدةالامريكية، برهنت على أن التمارين الرياضية تساعد على تعزيز آلية تمنع خلايا الدماغ من الانفعال الشديد. وقد أجريت الدراسة على الفئران المختبرية، حيث قسمت تلك الفئران إلى مجموعتين، وضعت المجموعة الأولى مع دولاب الدوران، فيما كانت الثانية بدونه. وكما هو معروف يعتبر الجري بالنسبة للفئران نشاطا عاديا وضروريا، حيث بإمكانها قطع مسافة 4 كلم في ليلة واحدة. وقد وضعت الفئران بعد ستة اسابيع في ماء بارد لفترة قصيرة، وذلك اجهاد حقيقي لهذه القوارض. لقد بين المسح الضوئي لنشاط دماغها اختلاف ردود فعل الدماغ على الاجهاد. فقد ازدادت لدى فئران المجموعة الثانية، كمية ما يسمى "الجينات الفورية المبكرة" التي تفاعلت مع الاثارة فورا. أما لدى فئران المجموعة الأولى فقد كانت هذه الجينات قليلة جدا، وهذا يشير الى أن خلايا دماغها كانت هادئة نسبيا. وأكثر من ذلك فإن دماغ فئران المجموعة الاولى، اظهر علامات السيطرة على ردود الفعل، حيث سجل ارتفاع نشاط ما يسمى بالخلايا العصبية المثبطة المسؤولة عن السيطرة على الخلايا سهلة التحفيز، كما أن الخلايا العصبية لهذه الفئران افرزت كمية كبيرة من حمض الغاما غاما "GABA" الذي يخفض من درجة اثارة الخلايا العصبية . ولم يدرس نشاط الجزء الامامي للدماغ "الحصين" لغاية الآن بصورة عميقة ومفصلة، وحسب قول العلماء، فإن الدراسات التي اجروها ستساعد الاطباء في فهم طبيعة النشاط الدماغي على مستوى الخلايا بصورة أفضل، وكذلك في علاج القلق والاضطرابات النفسية. إضافة لذلك، أن النتائج التي حصل عليها العلماء تشير الى ضرورة وفائدة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، في ظروف الحياة الحالية، التي أصبح الإجهاد جزءا لا يتجزأ منها.