فككت الأجهزة الأمنية عبوة ناسفة هي التاسعة من نوعها في العاصمة صنعاء الاثنين الماضي بعد العثور عليها ملفوفة داخل كيس بلاستيكي ومزروعة في تقاطع شارعي هائل سعيد والرقاص أحد أكثر الأماكن ازدحاماً بالمتسوقين. ونقل موقع الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية عن شرطة المنطقة الغربية التي عثرت على العبوة القول إن العبوة المحشوة داخل غلاف حديدي مربع تزن ثلاثة كيلو جرامات وكانت موصولة بهاتف نقال وبطارية صغيرة ولها إطار مغناطيسي. وتسبب تفجير عبوة استهدف دورية أمنية في منطقة الحصبة قبل أقل من أسبوعين في مقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين آخرين وهي العبوة الوحيدة التي انفجرت من بين تسع عُثر عليها في العاصمة صنعاء من بينها سبع في غضون شهرين. ولم تقدم السلطات الأمنية إلى الآن أي إيضاحات بشأن هذه العبوات والجهة التي تقف وراء زرعها. في يونيو الماضي، كان خبراء في الأدلة الجنائية فككوا عبوة تزن سبعة كيلوجرامات من المواد المتفجرة بعد العثور عليها مزروعة جوار مركز طبي للأمومة والطفولة في منطقة صنعاء القديمة. وجاء تفكيك هذه العبوة بعد يوم واحد من تفكيك عبوة مماثلة كانت مزروعة بالقرب من سوق عنقاد الشعبية في منطقة صنعاء القديمة. وسبق لأجهزة الأمن أن فككت عبوة زرعت أمام منزل قائد لواء عسكري في صنعاء وعبوتين أخريين في منطقة نقم شرق العاصمة في وقت سابق من يونيو الماضي. وبدأت ظاهرة العبوات الناسفة في صنعاء في مايو الماضي حين زرع مجهولون عبوة في نفق مشاه يعلوه شارع الستين المار بدار الرئاسة وذلك قبل وقت قصير من مرور موكب رئيس الجمهورية، إلا أن الحرس الرئاسي اكتشف العبوة وأبطل مفعولها. ويثير ارتفاع عدد العبوات التي اكتشفت خلال وقت غير طويل مخاوف من أن يكون تنظيم القاعدة الذي ينشط في تصنيع هذا النوع من العبوات المحلية قد أخذ ينشط على هذا النحو من الجدية في العاصمة صنعاء التي غالباً ما اتخذ فيها مقرات لخلاياه المكلفة بالتخطيط والتصنيع دون أن يواجه السلطات الحكومية فيها، باستثناء عدد محدود من العمليات. وليس مستبعداً أن "القاعدة" بهذه العبوات التي لم ينفجر معظمها تبعث رسائل تحذيرية إلى السلطات لمساومتها على وقف المطاردات ضد نشطائها، إذ أن قوات مكافحة الإرهاب اشتركت مع جهاز المخابرات في مداهمات متعاقبة لمنازل يعتقد أن نشطاء من القاعدة يستأجرونها، وسقط قتيلان خلال تلك المداهمات وألقي القبض على آخرين. في سياق متصل، شهد الأسبوع الأول من رمضان تدهوراً لافتاً في الحالة الأمنية وسقط عشرات الضحايا في حوادث جنائية ووقائع متنوعة في محافظات مختلفة من البلاد. وسقط معظم الضحايا في حادثة واحدة في منطقة ملحان بمحافظة المحويت يوم السبت الماضي حين لقي 13 شخصاً حتفهم، معظمهم نساء في انفجار مولد كهرباء إثر اشتعال حريق من صفيحة بنزين كانت بالقرب منه. وقتل متشددون بالرصاص شاباً في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج ليلة الثلاثاء، بذريعة أنه شاذ جنسياً في حادثة تعيد إلى الأذهان وقائع قتل وعقوبات جسدية ألحقها متشددون من تنظيم القاعدة بشبان في محافظة أبين بدعوى تطبيق أحكام الشريعة. والسبت الماضي، سقط أربعة قتلى في تجدد للاشتباكات المسلحة بين قبيلتي آل أبوطهيف من مارب وآل بلحارث من شبوة بعد أسابيع من سقوط ستة قتلى في الاقتتال الدائر بينهما إثر نزاع على منطقة تتوسط مناطق إقامتهما. كما قتل في مارب جندي وأصيب آخرون في كمين مسلح لرجال قبائل أطلقوا النار على سيارة إسعاف عسكرية، والاثنين الماضي، لقي ضابط برتبة عقيد يدعى عبدالرحمن أحمد وينتمي للواء 180 دفاع جوي مصرعه برصاص ابن أخ قائد اللواء إثر خلاف لم تتبين طبيعته. كما قٌتل جندي من اللواء الثاني مشاة جبلي الذي يتمركز في مديرية لودر بمحافظة أبين بعد أن أطلق مسلح قبلي النار عليه، بدعوى أن الجندي الضحية كان يقود مركبة عسكرية وصدم سيارته. وفي مدينة تعز، لقي ثلاثة أشخاص حتفهم برصاص مسلحين مطلع هذا الأسبوع نتيجة خلافات شخصية. وكان مسلح مجهول على متن دراجة نارية قد قتل القيادي في الحراك الجنوبي محمد فضل جباري نهاية الأسبوع الماضي في مدينة الضالع.