ليس هناك أدنى شك في وجود كثير من بنات حواء يطعن بإخلاص معشر الرجال؛ فكم من امرأة انبثقت دموعها فأضحت سجادتها، كأنها أصابها وابل أو طل من خشوعها وتذللها؛ فالله يحفظها ويرعاها كما حفظته.. وحفظت وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما أخبر أنهن أكثر أهل النار؛ ونصح بأن يكثرن من التزود بالطاعات.. بيد أنه في زاوية أخرى هناك فريق آخر استفحلت فيه الرذيلة، واستشعبت فيه الفاحشة، حتى انخنع الحياء، وارتفع تاج الأنوثة الذي صبغه الحياء كالعذراء في خدرها.. وتلقف محبو الفتنة تلك الومضة الشيطانية؛ ليستحلبوا منها قناطير الدرهم والدينار؛ فبنوا على الخزي والعار مستقبلهم البائس، الذي استهدف قتل مضامين الجوف التي يحيا بها الضمير، وهي الأساس المتين لقيام هذا الدين.. للأسف أن شهر رمضان أضحى مواسم خصبة لتظهر فيه تلك الأوراق الدرامية الرخيصة بعد أن كانت تلك الأوقات في غاية القداسة.. للأسف أن بعضاً من حواء الطاهرة قد سلكت منحنى خطيراً وطريقاً معوجاً، لن تكون ثماره يانعة، بل غفلت عن تلك الساعة التي تضيق فيها الآمال، ويظهر فيها ما قدمت، في شريط للذكريات، حينما تقبل السكرة، وتنازع النزعة.. حينما يقبل الناس في يومهم أثناء الشهر الكريم لا ترى إلا هؤلاء العباد الذين يحافظون على صيامهم من خدشه بنظرة أو كلمة أو زلة أو هفوة، ثم إذا أقبل الليل بما فيه من الخير الوفير للركوع السجود، يصبح الكل مستائين من تلك المشاهد المزدحمة وتلك السوق السوداء التي تمتلئ بكثير من حواء.. التي تسوق بجسدها بضائع الفكر أو المنتجات.. فأين ستغدو من دعاء الصالحين وهتاف الصائمين الذين يستاؤون من تلك المشاهد؟!.. أيها العقلاء.. إن الله قد خلق الجنة وحفها بالمكاره، حتى قال جبريل عليه السلام "أخشى أن لا يدخلها أحد"!! وخلق النار وحفها بالشهوات والمغريات، حتى قال جبريل عليه السلام "أخشى أن لا يسلم منها أحد".. فهكذا هي الطريقة التي سنها الله عز وجل.. فلنبتعد عن الحرام والشبهات، ونصدق الله قولاً وفعلاً.. الله الله لا تُلهِنا المسلسلات أو الأفلام عن طاعة رب الأرض والسماوات.. ونصيحة إلى كل فاتنة اليوم أن تعلم أنها غداً ستفتن حينما تُرفع أصابع المسبحين عند الفراق، ويُحال بينها وبين ما تشتهي.. نسأل الله حسن الخاتمة.