الخميس 18 يوليو 2013 09:31 مساءً "الامناء نت"/متابعات: على الرغم من أن تناول لحم الماعز لم يصبح أمرًا شائعًا بعد بالنسبة لمعظم الأميركيين، إلا أن تربية الماعز من أجل لحومها صارت بالتأكيد مجالا مألوفًا لدى المزارعين الأميركيين. يُعزى سبب ذلك إلى أن المزارعين الأميركيين يدركون أن هناك سوقًا متنامية بين السكان المهاجرين من البلدان المسلمة الذين تتزايد أعدادهم، حيث يحظى لحم الماعز بينهم بشعبية كبيرة. ويقدر عدد المسلمين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة ب 2.75 مليون في عام 2011، وفقًا لإحصائيات مركز بيو للأبحاث، وهو مؤسسة بحثية أميركية. ولكن أعداد المهاجرين المسلمين آخذة في الارتفاع من حيث الأرقام المطلقة ومن حيث نسبتها بين جميع المهاجرين المتمتعين بحق الإقامة في الولاياتالمتحدة، حسبما ذكرت الدراسة التي أجراها مركز بيو. وتضيف الدراسة التي تحمل عنوان ''سكان العالم المسلمون: التوقعات خلال الفترة الممتدة من 2010 إلى 2030‘‘ أنه "بحلول عام 2020، من المتوقع أن يشكّل المسلمون نسبة 10.5 في المئة من مجموع السكان الجدد الحاصلين على إقامة دائمة في الولاياتالمتحدة كل عام والذي يتجاوز عددهم مليون مقيم، أو ما يعادل حوالي 109 ألف شخص مسلم سنويًا. وقد وجد مركز أبحاث بيو أن معظم المهاجرين المسلمين يندمجون بسلاسة في النمط السائد للحياة الأميركية. ولكنهم، شأنهم شأن كل المهاجرين، غالبًا ما يشتهون ويتوقون إلى الأطعمة المألوفة لديهم والتي عرفوها في أوطانهم، والمزارعون الأميركيون، من جانبهم، سعداء بتلبية هذه الرغبات وإشباع ذلك التوق. ووفقًا لأحدث الأرقام المتاحة من دائرة الإحصاءات الزراعية الوطنية بوزارة الزراعة الأميركية، فإن هناك ما يقدر ب 128 ألف مركز إنتاج للحوم الماعز في الولاياتالمتحدة. ويشكّل الماعز الذي تربى من أجل اللحم نسبة 82 في المئة من جميع الماعز في الولاياتالمتحدة، وبين عامي 2005 و 2008 ازدادت أعداد الماعز بنسبة من 3 إلى 5 في المئة سنويا، حسبما أفادت دائرة الإحصاءات الزراعية. وينص القانون الفدرالي للولايات المتحدة، على أن يجري ذبح حيوان الماعز وفقًا للإرشادات والقواعد التنظيمية الفدرالية أو الولائية، كما يجب أن يتم فحص كل الذبائح المذبوحة بغرض البيع. وتُظهر الأرقام المعلنة لعمليات الفحص والتفتيش تزايد شعبية لحوم الماعز. فوفقًا لوزارة الزراعة الأميركية، فقد تم فحص 779 ألف ذبيحة من الماعز في عام 2010 مقارنة ب 107299 فقط في عام 1984. وأفاد تقرير صدر عن دائرة الإحصاءات الزراعية الوطنية بوزارة الزراعة الأميركية في عام 2011 بأن التوسع في قطاع إنتاج لحوم الماعز يعود جزئيًا إلى برامج الاستحواذ التي عرضتها الحكومة على مزارعي التبغ، مما شجعهم على الانتقال إلى مجالات أخرى من الإنتاج الزراعي. وقد شهدت منطقة جنوب شرق الولاياتالمتحدة، حيث يُزرع أغلب محصول التبغ، أكبر نمو في أعداد قطعان الماعز. لكن المهاجرين هم السبب الرئيسي في زيادة إنتاج لحوم الماعز في الولاياتالمتحدة، كما أفادت دائرة الإحصاءات الزراعية، التي قالت "مع اعتبار أن سكان الولاياتالمتحدة يصبحون في كل عام أكثر تنوعًا، فإن التوقعات بالنسبة للنمو المستمر في مجال إنتاج لحوم الماعز إيجابية للغاية، وسوف تكون هناك حاجة لهذا النمو من أجل تلبية الطلب المحلي." وفي أوساط الأميركيين المسلمين، يشتد الطلب على لحوم الماعز خصوصًا في الأعياد الإسلامية. وبالنسبة للمسلمين الملتزمين بشعائر الدين الإسلامي، لا بد أن يكون لحم الماعز حلالا. وكلمة "حلال" هي مصطلح عربي معناه "مشروع" أو "مباح". ووفقًا لوكالة الخدمات الإسلامية لأميركا، وهي أقدم وكالة للتصديق على المنتجات الحلال في الولاياتالمتحدة، فإن الحلال، كما ينطبق على الحيوانات المذبوحة للاستهلاك الآدمي، يعني أنه يجب أن تتم تغذية الحيوانات بشكل صحيح ومعاملتها معاملة إنسانية. ويتعين أن يكون ذبح الحيوان سريعًا وبطريقة رحيمة. كما يجب أن يقوم بعملية الذبح مسلم ملتزم، ويتلو عبارة ''بسم الله، والله أكبر‘‘. وعلى الرغم من أن بعض المسلمين الملتزمين يفضلون ذبح الماعز بأنفسهم، إلا أن هناك العديد من المراكز التجارية المتاحة لإجراء عمليات الذبح. فعلى سبيل المثال، فإن شركة مزارع الحلال الأميركية (حلال فارمز يو إس إيه)، الموجودة في شانون، بولاية إلينوي، تخدم تجمعات المسلمين في ولايات إيلينوي، وويسكونسن، وإنديانا، وآيوا، ومينيسوتا. فالشركة تشتري الماعز من المزارعين المستقلين وتذبح الحيوانات بالطريقة التي أقرها الإسلام. ووفقًا لموقعها على شبكة الإنترنت، فإن شركة مزارع الحلال الأميركية (حلال فارمز يو إس إيه) قد اشترت أكثر من 50 ألف رأس في عام 2011، وتسعى لشراء 100 ألف رأس أكثر لعام 2012، يشكل الماعز 80 في المئة منها. واللافت للنظر أن بعض المهاجرين يقررون التخلي عن حياة المدينة لإقامة مزارع للماعز خاصة بهم. مُقيت حسين، الذي هاجر من بنغلاديش إلى الولاياتالمتحدة في السبعينيات، أسس حياة مهنية ناجحة كمدير تنفيذي في مجال الاتصالات. ولكنه رأى أن النجاح المالي والحياة في المدينة قد صبغا ابنتيه الصغيرتين بنزعة مادية على نحو ينذر بالخطر. فغادر واشنطن في عام 2008، وانتقل مع عائلته إلى مزرعة تبلغ مساحتها 6 هكتارات في ولاية فرجينيا، حيث يقوم الآن بتربية عدة مئات من الماعز لبيعها لسوق الحلال. وبوجود 300 ألف مسلم أميركي يعيشون في شمال ولاية فرجينيا وحدها، توجد طلبات كثيرة أكثر مما يستطيع مواكبتها الآن. وقال حسين في مقابلة له أجرتها معه إذاعة صوت أميركا: "مشكلتي الرئيسية ليست العثور على الزبائن، بل هي تعزيز طاقة إنتاجي وتوسيع قدرة استيعابي." جين مورس - واشنطن