كشفت تصريحات مختلفة للقادة الإيرانيين عن درجة الاختلافات داخل المطبخ السياسي الإيراني حيال التعامل مع أمريكا والدول الغربية والمنطقة في ظل الحكومة الجديدة برئاسة الشيخ حسن روحاني التي تعتمد علي منهج الاعتدال في تعاطيها مع القضايا السياسية والاقتصادية، وقال الشيخ هاشمي رفسنجاني (المرجع السياسي) لحكومة روحاني المقبلة: إن إيران وفي ظل حكومة حسن روحاني لا يمكنها إدامة السياسات السابقة في النزاع والعداء مع أمريكا والعالم، لأن هذه السياسة تمثل المنهج المتطرف الذي تسبب في الأزمات طيلة مراحل الثورة، وأشار رفسنجاني أثناء لقائه مع أساتذة الجامعات في البلاد إلى أن وظيفتنا في المرحلة الراهنة أن نقدم الدعم للحكومة الجديدة للحيلولة دون انتشار ظاهرة اليأس في نفوس الشعب، وحذر رفسنجاني من استمرار حالة الاتهامات والإساءات للخصوم السياسيين وقال: إن تطبيق سياسة الاعتدال في إيران هو البرنامج الكفيل بضمانة كل طبقات الشعب وسوف لن يلحق أي ضرر بأي طائفة من هذا المجتمع، وتأتي تصريحات رفسنجاني في وقت قطع فيه المرشد علي خامنئي أي أمل للحوار مع أمريكا، مؤكدًا أمام جمع كبير من القادة السياسيين بحضور الرئيس روحاني لأول مرة وغياب رفسنجاني، أن الولاياتالمتحدة الأمريكي «ليست أهلاً للثقة» لإجراء مفاوضات مباشرة، وأضاف في تصريحات أدلى بها خلال مأدبة الإفطار بحضور كبار مسؤولي البلاد وفي مقدمتهم الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد وحسن روحاني رئيس الجمهورية المنتخب، أن «الأمريكيين غير منطقيين، وليسوا صادقين في علاقاتهم وتعاملهم، ومن ثم فأنهم ليسوا أهلاً للثقة، وأن مواقف المسؤولين الأمريكيين على مدى الأشهر الأخيرة لا تدعو إلى التفاؤل»، وأضاف، لقد أشرت في بداية هذا العام ( العام الإيراني يبدأ في ۲۱ آذار) إلي موضوع الحوار مع أمريكا، وقلت إنني لست متفائلاً بالحوار معهم، بالرغم من أنني لم أمنع الحوار معها خلال السنوات الماضية بشأن موضوعات خاصة كالعراق مثلا. ولفت إلى أنه لا يمكن تجاهل ممارسات الأعداء ولو كان ينظر إلى حسابات ومصالح معينة. في السياق ذاته دعا مسؤول برلماني بارز أمريكا إلى تلبية الشروط الإيرانية المتمثلة بإلغاء الحظر وإعادة أموال إيران المحتجزة منذ 35 عامًا وسحب الملف النووي الإيراني من مجلس الأمن، كمقدمة لبدء الحوار مع واشنطن، وقال إسماعيل كوثري النائب في البرلمان: إن أمريكا لا تتعاطى مع استراتيجية واحدة إذ أن هناك أيضًا من يطالب بتشديد الحظر على إيران، وأضاف: كل هذا لا يتعدى أن يكون كلامًا ليس أكثر؛ وإننا سوف نقر بالتغيير في سلوكيات أمريكا حين نرى أثرًا عمليًا لذلك. على صعيد متصل، أعلن مسؤول برلماني أمس، أن البرلمان لن يوجه الدعوة للرئيس الإصلاحي محمد خاتمي لحضور مراسيم أداء القسم للرئيس حسن روحاني في البرلمان يوم 3 أغسطس بحضور جمع كبير من المسؤولين، وقال سبحاني نيا عضو هيئة الرئاسة البرلمانية: إنه لا توجد دعوة للرؤساء السابقين باستثناء رفسنجاني لأنه يشغل حاليا منصبًا في النظام وأكدت المصادر بأن الأصوليين يتهمون خاتمي بدعم زعماء المعارضة المعتقلين مير حسين موسوي ومهدي كروبي وإن ذلك هو السبب في رفضه.