حذر مسؤول إيراني بارز مقرب من الرئيس المنتخب حسن روحاني، بلاده من مغبة اندلاع حرب إيرانية - أمريكية - إسرائيلية، وأن نتائج الحرب ستحوّل إيران إلى بلد أشباح. فيما، انتقد الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وقال «إن الرئيس روحاني سيواجه تركة ثقيلة من المشكلات والأزمات، ولذلك لا ينبغي على الإيرانين التصوّر بأن روحاني سيقضي على هذه المشكلات بفترة زمنية قصيرة، وذلك لأنه لا يمتلك عصا سحرية، أو معجزة ربانية». وأضاف «مشكلات إيران بحاجة لسنوات طويلة لتسويتها». وانتقد الوزير الأسبق عيسي كلانتري كبير المستشارين للرئيس المنتخب روحاني، الأوضاع الاقتصادية والسياسية لحكومة نجاد طيلة ال8 سنوات، وقال كلانتري أمس الثلاثاء، إن «الرئيس روحاني سيستلم خزينة مالية خالية، وموانئ خالية، ومخازن خالية». وأضاف «نحن قلقون إزاء ارتفاع الأسعار في إيران، خاصة وأنها سترتفع بشكل متزامن مع يوم استلام الرئيس روحاني لمقاليد السلطة من نجاد»، وشدد كبير المستشارين والمرشح لوزارة الزراعة في الحكومة المقبلة، على أن «الرئيس روحاني يسعي لحرق ال8 سنوات من حكومة نجاد، والارتباط بفترة حكومة خاتمي عام 2005 موعد تسليم نجاد حكومته من الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، وهذا الأمر يحتاج إلى عامين من الصبر والمثابرة». واتهم كلانتري حكومة نجاد بطرح الأرقام الكاذبة عن إنجازاتها، وقال «الرئيس نجاد صرح قبل أيام للتلفزيون الإيراني بأن إنتاجات البلد من القطاع الزراعي بلغت 118 مليون طن، وبالطبع فالأرقام غير صحيحة؛ لأن معدل الإنتاج بلغ 68 مليونًا فقط»، وانتقد عيسى درجات النمو والبطالة والتضخم في بلاده، قائلاً «إيران اليوم لا يمكن مقارنتها بالدول المتطورة، بل إنها وبظل الرئيس نجاد تعيش في أسوأ الدرجات». وحذر الوزير الإيراني الأسبق بأن بلاده «ستتحول إلى بلد للأشباح، وستغزو ظاهرة التصحر بلادنا وتحيلها لبلد جرداء بعد 30 عامًا إذا لم ينتبه المسؤولون لهذه الحقيقة». ويسعى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، إلى فتح قناة جديدة للحوار مع أمريكا ودول 5+1 لتسوية المشكلة النووية، وإلغاء العقوبات كمرحلة أولى، فيما يرفض متشددون أي وصل وتفاهم مع أمريكا وعواصم أوروبية على حساب المصالح النووية، بينما وضع البرلمان الإيراني (ذات الأغلبية الأصولية المتشددة) شروطًا جديدة أمام روحاني لانتخاب الوزراء، في محاولة لوضع العراقيل أمام انتخاب شخصيات إصلاحية. وتزامنًا دعا اثنان من نواب مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس أوباما إلى ضرورة فتح قناة للحوار مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، ومنح الفرص لأجل تسوية الملف النووي الإيراني دبلوماسيًّا، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي بأن دعوات الأمريكيين للحوار مع إيران غير كافية إذا لم يلحق ذلك تغييرًا في سلوك الأمريكيين عليى الأرض حيال إيران. وقال عراقجي في تصريحات له أمس «الأمريكيين يصرحون بتصريحات كثيرة، لكن ذلك يبقى في إطار الإعلام، أمّا على الأرض فلا تغيير للسلوك الأمريكي المعادي لإيران». وشدد عراقجي على أنه لم يتخذ حتى الآن أي قرار حاسم أو اتفاق لإجراء المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية». وقال عراقجي ردًّا على سؤال حول المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1»، لطالما لم يتول الرئيس المنتخب مهامه، ولم يتم تحديد أعضاء الحكومة فإنه ليس بالإمكان إجراء أي مفاوضات رسمية بين الجانبين، لذا فالمفاوضات ستجرى في وقتها اللازم». من جهته، وجّه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، النصيحة للأمريكيين لأخذ العبرة من التاريخ والتعاطي مع الشعب الإيراني، وذلك تعليقًا على إجراءات الحظر الأمريكية الجديدة ضد طهران. وقال صالحي في الإشارة إلى بدء مرحلة جديدة من إجراءات الحظر أحادية الجانب من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، «هذا الإجراء الأمريكي غير المعقول هو استمرار لنهجهم السابق، ووضع مثل إجراءات الحظر هذه استمرار لنهج التهديد السابق، وهذا الأسلوب مستمر بطبيعة الحال منذ 34 عامًا، ولم يحقق لهم أي نتيجة لغاية الآن».