وجدت دراسة جديدة، أن النساء اللواتي يتعرضن للقليل من أشعة الشمس، ينتجن كميات أقل من فيتامين "د" ما قد يزيد خطر إصابة مواليدهن بمرض التصلب اللويحي المتعدد العصبي، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي .، لاحقاً في حياتهم، وبالتالي فإن شهر الولادة قد يؤثر في هذا الخطر . وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي أن الباحثين بجامعة "كوين ماري أوف لندن" وجدوا أن المستويات المنخفضة من الفيتامين "د"، المعروف باسم "فيتامين الشمس"، قد تجعل الأطفال الذين يولدون في إبريل/نيسان الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد لاحقاً في حياتهم، في حين أن المولودين في أكتوبر/تشرين الأول هم الأقل عرضة . تبيّن أن النساء اللواتي يعشن في بلدان تنخفض فيها أشعة الشمس بين أكتوبر/تشرين الأول ومارس/آذار ينبغي أن يتناولن متممات الفيتامين "د" من أجل حماية مواليدهن من التصلب اللويحي المتعدد . وحلل الباحثون بيانات تعود لقرابة 152 ألف شخص مصابين بالتصلب اللويحي المتعدد في الدول الشمالية، ووجدوا أن الذين يولدون في إبريل/نيسان زاد لديهم خطر الإصابة بالمرض بنسبة 5%، في حين أن الذين ولدوا في أشهر أدفأ وتزيد فيها أشعة الشمس، أي بين أكتوبر/تشرين الأول وأكتوبر/تشرين الثاني، انخفض لديهم الخطر بنسبة بين 5% إلى 7% . وكان باحثون بريطانيون وكنديون قد وجدوا أن متغيّراً جينياً نادراً يتسبب بخفض معدلات الفيتامين "د" يرتبط بشكل مباشر بالإصابة بمرض التصلب اللويحي المتعدد، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي . وقد تمكن الباحثون بجامعة "أوكسفورد" وزملاؤهم بجامعات كندية من تحديد الجين المتغيّر لدى أهل 35 طفلاً مصاباً بالمرض المذكور، وفي كل حالة تبيّن أن الطفل قد ورث هذا الجين عن والديه . وقال الباحثون إنه بالرغم من عدم اكتشاف السبب المحدّد لمرض التصلب اللويحي بعد، إلا أن العوامل البيئية والجينية تلعب دوراً في الإصابة به . وتبيّن أنه يكفي بأن يرث الطفل نسخة واحدة فقط من هذا الجين المصاب بطفرة من احد الوالدين، ليتأثر انزيماً معيناً لديه ما يتسبب بانخفاض في معدلات الفيتامين "د" . وقال أحد الباحثين إن "الرأي الراهن يقول إن مزيجاً من الاستعداد الوراثي، مع عوامل بيئية مثل التعرض للشمس أو التعرّض لعدوى ما، يتفاعل بطريقة ما لتبدأ الإصابة بمرض التصلب اللويحي" . وفي السياق نفسه كشفت دراسة ان جينات المرأة تلعب دوراً في تعرضها أكثر من الرجال لمرض تصلب الشرايين المتعدد الذي يعرف أيضاً باسم "التصلب اللويحي" . وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ان علماء بريطانيين أجروا دراسة على أكثر من 7 آلاف شخص، ووجدوا أن المرأة معرضة أكثر من الرجل لحمل جين مرتبط بمرض تصلب الشرايين المتعدد، وأكثر ميلاً أيضاً لنقل الجين إلى قريباتها . واعتبر الباحثون أن هذه النتيجة تفسر سبب عدد إصابات تصلب الشرايين المتعدد وهي مرتين أكثر عند النساء منها عند الرجال الآن . وأظهرت الدراسة، التي مولتها "جمعية مرض تصلب الشرايين المتعدد"، أن عدد النساء والرجال الذي أصيبوا بهذا المرض كان هو نفسه في خمسينات القرن الماضي، لكن النسبة ارتفعت وبات مقابل كل امرأتين مصابتين ثمة رجل واحد مصاب . وقال الباحثون، برئاسة البروفيسور جورج إيبرس من جامعة أوكسفورد، إن ارتفاع عدد إصابات النساء خلال فترة زمنية قصيرة يعني أن للأمر علاقة بعوامل جينية . وأوضح ان عائلة الجين المرتبط بالمرض تعطي معلومات لتشكيل مجموعات بروتين تساعد نظام المناعة على التمييز بين البروتين الذي ينتجه الجسم والبروتين الناجم عن أجسام غريبة مثل الفيروسات والبكتيريا . يشار إلى أنه في حالة التصلب الجيني المتعدد لا يحصل هذا التمييز ويهاجم نظام المناعة النظام العصبي المركزي . ويذكر أن مرض تصلب الشرايين المتعدد هو مرض مزمن يؤثر في النظام العصبي المركزي، ويمكن أن يتسبب بالعديد من الأعراض، من ضمنها تغيّر في الإحساس ومشكلات بصرية وضعف العضلات والكآبة وارتفاع درجة الحرارة والضعف في القدرة على الحركة . كما وجدت دراسة جديدة أن الحمل قد يقلل من خطر إصابة النساء بالتصلب اللويحي المتعدد . وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي أن الباحثين بمعهد "موردوخ" للأطفال في أستراليا وجدوا أن الحمل يقلل من إصابة النساء بالتصلب اللويحي المتعدد . وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة آن لويس بونسونبي إن "الحمل ولو مرّة واحدة يرتبط بتقليص خطر الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد إلى النصف" . ووجد العلماء أن النساء اللواتي يحملن مرتين أو أكثر يتقلص الخطر لديهن إلى الربع مقارنة بمن لم يحملن أبداً . وكان بحث سابق أظهر أن حمل المصابات بالتصلب اللويحي المتعدد يرتبط بمعدلات أقل من الانتكاسات . ووجدت الدراسة الجديدة رابطاً بين الحمل وتقلص خطر أعراض المرض، وقالوا إن هذا الرابط قد يساعد على تفسير سبب زيادة إصابة النساء به خلال العقود القليلة الأخيرة، مع زيادة تأخير النساء للحمل وقلة إنجاب الأطفال . وشمل البحث 282 رجلاً وامرأة أستراليين بين 18 و59 من العمر يعانون أعراض التصلب اللويحي المتعدد، لكن لم يتم تشخيص المرض لديهم . ونظر الباحثون في عدد الولادات الحيّة وحالات الحمل عند النساء، وعدد الأطفال المولودين للرجال وقارنوا هذه الإحصاءات ببيانات سجلت عن 542 امرأة ورجلاً لا يعانون أعراض المرض . ولم يتبيّن أي رابط بين عدد أطفال الرجال وخطر إصابتهم بأعراض المرض، في حين برز رابط عند النساء بين تراجع خطر الإصابة بالأعراض وزيادة عدد حالات الحمل . ولم يتمكن العلماء من تحديد السبب الأساسي الكامن وراء هذا الرابط، إلا أنهم اشتبهوا أن زيادة هرمون الإستروجين النسائي خلال الحمل لها علاقة بالموضوع .
