أعلن رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في ظروف وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي، أمس، أنه سيتم فتح ضريح الزعيم الراحل بعد غد، لأخذ عينات من رفاته مؤكداً وجود «قرائن على تورط اسرائيل في اغتياله»، فيما أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس»، إسلام شهوان، ان قوات الأمن الحدودية انتشرت في مواقعها قرب الحدود مع اسرائيل بهدف حماية تثبيت اتفاق التهدئة. وتفصيلاً، قال الطيراوي في مؤتمر صحافي في رام الله، شمال الضفة الغربية، «سيتم فتح ضريح عرفات يوم 27 من هذا الشهر لأخذ عينات من جسده»، مضيفاً «سيكون يوم الضرورة المؤلمة من اجل ان نصل الى الحقيقة في سبب وفاته». وأكد أن «لجنة التحقيق الفلسطينية التي تعمل ليل نهار منذ سنتين، لديها من القرائن والبينات ما يثبت أن عرفات اغتيل من قبل اسرائيل». وتابع «وعلى الرغم من اننا كلجنة تحقيق فلسطينية مقتنعون تماماً، ومعنا الشعب الفلسطيني، بأن إسرائيل اغتالته، الا اننا ايضا لدينا كلجنة تحقيق البينات والقرائن التي تثبت ان الرئيس عرفات اغتيل من قبل اسرائيل». مسافة الصيد في بحر غزة إلى 6 أميال قال مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، في بيان، إن «رئيس الوزراء (المقال) تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس المخابرات المصرية، اللواء رأفت شحادة، الذي أبلغه بأنه في إطار متابعة اتفاق التهدئة، سمح للصيادين بالدخول ستة أميال بدلاً من ثلاثة أميال». وكان الصيادون الفلسطينيون يتعرضون لإطلاق نار متكرر من قوات البحرية الإسرائيلية اذا تجاوزت قوارب صيدهم ثلاثة اميال في عمق بحر قطاع غزة، وفقاً لحكومة هنية. وأوضح «لم أقلها أنا، ولم تقلها القيادة الفلسطينية فقط، بل هم، قادة اسرائيل الأمنيون والعسكريون والسياسيون، من قالوا انه يجب التخلص من ياسر عرفات». وتابع «بناء على هذه التصريحات بدأنا كلجنة تحقيق منذ اكثر من سنتين، عملنا بجهد كبير وسرية تامة ومهنية عالية، للوصول الى هذا الهدف» مشيراً الى ان «التعاون كان كاملاً من كل المستويات السياسية والأمنية الفلسطينية مع لجنة التحقيق»، وأوضح أن «الجانب الفرنسي استمع لعدد من الذين أدلوا بشهاداتهم وسجلوا ما استمعوا له». وأضاف أن «فريق التحقيق الفرنسي وصل (الخميس الماضي) الى رام الله، وعمل وأنهى عمله من ناحية اخذ الشهادات، وهو مكون من ثلاثة محققين فرنسيين». ورداً على سؤال عن القرائن والبينات التي توصلت إليها اللجنة، رفض الطيراوي تحديد هذه القرائن، وقال «لا يمكن ان أشرح للإعلام وأعلن المعلومات التي توصلت اليها لجنة التحقيق الفلسطينية لأن مجرى التحقيق سري». وأشار إلى أنه تم التوصل الى اتفاق فلسطيني فرنسي على ان يقوم «محققون وخبراء فحوص فرنسيون بأخذ عينات من جسد عرفات»، مضيفاً أن «الأمور لم تكن سهلة على الإطلاق فقد استمرت الاتصالات مع الفرنسيين شهرين حتى تم الاتفاق على تفاصيل العمل»، وأوضح ان «المختبر السويسري طلب عدم الاستخدام السياسي لنتائج الفحوص»، مشيراً إلى أن «الفرنسيين رفضوا وجود مختبر آخر وتم الاتفاق على ان يتم الفحص بإشراف طبي وقانوني فلسطيني». وأكد أنه «لن يسمح لوسائل الإعلام بتصوير حدث فتح الضريح وأخذ العينات لقدسية الموضوع، ورمزية شخص ياسر عرفات»، موضحاً انه «ستتم إعادة الجثمان بمراسم عسكرية تليق برمز الرئيس الراحل». من ناحية أخرى، قال اسلام شهوان لوكالة «فرانس برس» إن «وزير الداخلية (في الحكومة المقالة، فتحي حماد) أعطى لكل الأجهزة الأمنية والشرطية أمراً بالعودة الى العمل الطبيعي، والعودة الى مقارهم ومراكزهم في المدن والمناطق الحدودية السابقة التي كانوا فيها قبل الحرب»، وأوضح أن عناصر قوات الأمن الحدودية «انتشروا (أمس) في مواقعهم على طول الحدود لقطاع غزة من اجل حماية تثبيت اتفاق التهدئة» مع اسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء الماضي. وأكد شهوان أن «17 مقراً ومركزاً أمنياً وشرطياً دمرت كلياً، كما أُلحقت أضرار تدميرية في 11 مقر أخرى في القطاع نتيجة للحرب الإسرائيلية». وهي المرة الأولى التي يتمكن فيها عناصر شرطة «حماس» من الاقتراب كثيراً بشكل علني من السياج الحدودي مع اسرائيل، من دون تعرضهم لإطلاق نار من القوات الإسرائيلية الموجودة باستمرار على طول الحدود مع القطاع. ودعا القيادي البارز في حماس، محمود الزهار، الدول العربية الى دعم الفصائل الفلسطينية بالسلاح، موضحاً أن إيران تدعم حركته «بالمال والسلاح، ومن دون شروط، نحن لسنا مشروع أحد في غزة، وليس عيباً ان نعترف بالجميل، ومن لا يعجبه تعاملنا مع ايران فليتنافسوا معها على تزويد المقاومة بالدعم والسلاح». وأضاف «علينا أن نجمع السلاح بكل الوسائل، وعلى الأمة العربية أن تسلحنا».