300 طن من المازوت تلوث شواطئ اليمن وتضرّ 120 الف من أسر الصيادين المصيرأون لاين/هندالأرياني/NOW أثارت قضية تسرّب مادة "المازوت" من ناقلة النفط "شامبيون 1" المملوكة لرجل الأعمال اليمني أحمد العيسي، القادمة من ميناء عدن، جدلاً كبيراً، إذ إن الباخرة تعرّضت للجنوح إلى شاطئ المدينة في صباح يوم الأربعاء 10/7/ 2013م وهي محمله بكمية 4770 طناً من المازوت المراد تفريغه في ميناء المكلا. وأثناء محاولة سحب الناقلة يوم الأربعاء 17/7/2013م حدث خلل فني في الباخرة أدّى إلى تسرب المازوت على طول شريط الساحل الغربي لمدينة المكلا، الذي يبعد عنها بنحو 15-20 كيلو متراً. وكخطوة فردية من قبل أهالي حضرموت، شكلت لجنة شعبية لحل المشكلة بإسم "لجنة الطوارئ الشعبية لمواجهة كارثة شامبيون". ويقول رئيس اللجنة والأستاذ بجامعة حضرموت، محمد العوادي، في حديث ل"NOW" إن "دور السلطة المركزية في العاصمة صنعاء ضعيف جداً. هنالك محاولة لتمييع الحدث، وللأسف يتم استخدام أدوات بدائية لحل مشكلة الكارثة البيئية، حيث يتم رشّ المازوت المسرّب بمواد تشتيت، وهذا تصرف خاطئ لأنه يؤدي الى كارثة بيئية عند نزول المازوت الى قاع البحر وقتل الشِعَب المرجانية". يتابع العوادي: "هناك 26 بلاغاً ضد هذه الباخرة، وهي ممنوعة من قبل الهيئة الإدارية من دخول حضرموت. السلطة المركزية هي المسؤول الأساسي عن هذه الجريمة، وقد سلّمتنا السلطة المحلية القرارات المتعلقة بمنع دخول السفينة، ولكن القبطان تجاهل الأمر". وعن الأضرار البيئية التي تسببت بها هذه الحادثة يقول الدكتور محمد باوادي، الاستاذ الجامعي المتخصص في العلوم البيئية والحياة البحرية في جامعة حضرموت: "الأضرار البيئية كبيرة جداً، فقد تسربت كميات هائلة من المازوت الى البحر تقدر ب 300 الى 400 طن، حيث تضررت الصخور والشعب المرجانية التي غطتها كميات كبيرة من الزيوت، وذلك سيؤثر على الحياة البحرية، ومن الممكن أن تتحول الى صحراء بحرية خالية من الحياة". يتابع باوادي: "إن الباخرة قد جنحت قرب كورنيش لا يبعد عن البيوت السكنية إلا 50 الى 60 متراً وتسبب برائحة قوية أدّت الى اختناقات وبعض التحسسات الجلديه للمواطنين، كما يوجد في المكان نفسه مستشفى الأمومة والطفولة وهذا يؤثر على المرضى هناك". وفي هذا الإطار صرّح رئيس جمعية الصيادين بالمكلا، في مؤتمر صحافي للجنة الشعبية، بأن "الضرر قد لحق بما لا يقل عن 120 ألفاً من أُسر الصيادين، وأن الكارثة ستؤدي الى انخفاض كبير في الانتاج السمكي يتجاوز ال 10%". ومن الجانب الحكومي، اتصل NOW بأمين عام المجلس المحلي لمحافظة حضرموت، صالح عبود ، الذي قال إن "السلطة المحلية اتفقت مع شركة أجنبية لتقوم بحل هذه المشكلة. وتم رفع قضية من قبل السلطة المحلية وسيكون هناك التزام بما يقوله القضاء حسب القانون البحري". ويلوم عبود السلطة المركزية التي تأخرت في التجاوب لأن الكارثة تفوق قدرة السلطة المحلية، خصوصاً أن هذه الفترة هي فترة سياحة علاجية، حيث يقصد أبناء المحافظات والأرياف بحر المكلا بسبب فوائده الصحية، ولكن للأسف، يتابع عبود، أن أغلب السواحل إن لم تكن كلها، تعرضت للتلوث البيئي. يصف زكريا بامحيمود أحد المواطنين الساكنين في المكلا - الوضع البيئي في الساحل، بالكارثي، ويحمّل مالك السفينة المسؤولية الكاملة، لأن كل التقارير تثبت أن السفينة غير مصرَّح لها بممارسة أي نشاط بحري كونها تعاني من الصدأ وغير صالحة للعمل، ويطالب بتعويض كل المواطنين الذين يسكنون على شريط الساحل لما عانوه من مشاكل صحية بسبب ما حصل. إشترك الأن في قائمتنا البريدية المزيد من : قضايا أجتماعية