بقلم - مصطفى حمد كنت قد أشرت قبل ذلك أن القصة القصيرة فن جميل يجذب قارئه إلى أن يتأمله ويدرك تلك اللحظة الآسرة التي وقع عليها الكاتب .. ولذلك فيما يأتي سأقدم مجموعة من القراءات لقصص قصيرة بعد ثورة 25 يناير لمجموعة من الشباب المبدع الواعد .. الأدب .. قراءة للحياة الأدب من وجهة نظري قراءة للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية يقدمها الكاتب أو الأديب إلى القارئ بأسلوب جميل .. والنقد قراءة ثانية للحياة فهو يشرح ويحلل ثم يأتي بعد ذلك الحكم العام عليه ويقدم القراءات المتعددة للقارئ ليجعله يعيش بداحل هذا النص ، ولذلك عمل الناقد فائدة كبيرة للقارئ والمبدع والأثر الأدبي . والنقد ضرورة من ضرورات الأدب لأنه يسعى للترقي وللأفضل له ويهدي الكتاب والأدباء إلى أهدى السبل وأسمى الغايات .. وهو قبل أن يكون علم فهو موهبة يهبها الله لمن يشاء وهو ما يؤكده ابن سلام الجمحي عندما قال "للشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات " وهنا هو يفرد للناقد دور خاص واستقلالية للنقد الأدبي والصناعة تأتي بالتعلم ولكن أري من وجهة نظري أن الثقافة هي الملكة التي وهبها الله للناقد . وقد كتبت قصص قصيرة عديدة لشباب متخصص في هذا المجال أو لشعراء قدموا بعض التجارب في القصة القصيرة وكانت تنم عن المعاناة وعن الواقع الأليم الذي نعيشه .. فالقصة القصيرة إبداع مكثف يستطيع أن يصل إلى قلب القارئ وأن يفهم ما يرد أن يوصله الكاتب له بطريقة رمزية بسهولة ويسر فمثلًا نجد ماسأة بطل أو بطلة تتعرض مثلًا لفشل في علاقة حب أو حالة عبثية لبطل تنتهي بخيبة أمل أو ابن يفقد أمه . وعمومًا فإنه في ظل حركة التطور التي شهدناها عقب ثورة 25 يناير ارتبطت القصة بمتغيرات المجتمع وتحولاته واستطاعت أن تعكس ذلك تماما ولهذا أرى أن القصة لها دور كبير ومتواصل وناجح في توصيف المرحلة السياسية التي تعيشها أي بلد .. ومع الاختلاف والتفاوت الملحوظ لدى الكتاب في العمل القصصي وفي النظر إلى الأمور بنظرة (واقعية أو رومانسية ) فأنهم جميعًا بطريقة أو باخرى يشكلون صورة أقرب إلى خارطة للقصة القصيرة في تنوعها وتواصلها في واقع يتسم منه بالتحول والتحديث