يافع نيوز – متابعات نفت منظمة سياج لحماية الطفولة أن تكون ندى الاهدل (11 عاماّ ) قد تعرضت لمحاولة تزويج حقيقية. وقالت في بلاغ صحفي صادر عنها "إن ما حدث كان عبارة عن طلب خطوبة أو ما يسمى ب "الحجز المبكر" الذي قوبل برفض من قبل والديها لتنتهي المسألة عند هذا الحد". وظهرت الطفلة ندى في شريط فيديو، نشر على اليوتيوب، تعلن فيه إنها هربت من بيتها لأن والديها يريدان تزويجها قسراً وهي في هذه السن. وكان عم الطفلة ندى ويدعى عبد السلام الأهدل قد قدم إلى منظمة سياج قبل أسبوعين تقريبا وبرفقته الطفلة ندى، وقدم بلاغا للمنظمة بأن والديها يريدان تزويجها وهي في هذه السن. ويقول عبدالسلام للقسم العربي بإذاعة هولندا العالمية (هنا أمستردام) إن المنظمة لم تتفاعل مع قضية ندى، ولم تعطها الاهتمام اللازم، مما دفعه إلى اللجوء إلى وزارة الداخلية التي قررت، بعد التحقيق في الأمر، تسليم ندى إليه بناء على اتفاق موقع بينه وبين والد الطفلة إسماعيل الأهدل. وأُلزِم الاتفاق عبدالسلام بتسكين الطفلة مع والدته وأن يتكفل بكامل مصاريفها ونفقات تعليمها مقابل أن تظل عنده كوديعة وأمانة لديه. وحسب المنظمة ذكر العم أن ندى ظلت معه بعد ذلك لمدة أسبوع لكن وبعد ضغوطات وتهديدات من قبل منظمة سياج قام بتسليمها إلى اتحاد نساء اليمن، وأوضح أن تلك الضغوطات ناتجة عن أن المنظمة تعتبر أن قصة تزويج ندى كاذبة ومختلقة من عنده، وانها ترفض بقاء الطفلة معه. وطالبت منظمة سياج النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل حول "تعريض حياة وسلامة وسمعة الطفلة ندى للخطر والسعي لاستغلالها من خلال إقناعها بأن والديها سيقومان بتزويجها مبكراً وكذا التحقيق في هروب الطفلة من الحديدة إلى صنعاء مسافة 226 كم في ظروف خطرة". وذكرت المنظمة، التي تابعت هذه القضية منذ بدايتها، أنها توصلت إلى أن ثمة محاولة لاستغلال الطفلة ندى بتقديمها للرأي العام كضحية زواج مبكر من أجل الحصول على مكاسب مالية، والسفر للخارج، أسوة بما حصلت عليه الطفلة نجود الأهدل قبل سنوات، مشيرة إلى أن عمها عبدالسلام لا يخفي نيته السفر بها إلى الخارج للمشاركة في فعاليات حقوقية ستقام في الهندوهولندا ولبنان والنرويج. وقال البلاغ إن خوف الطفلة من أمها وأبيها غير حقيقي، فضلاً عن كون البيئة التي تعيش فيها ندى مع عمها "الذي لم يتزوج إلى الآن ويسكن شقة مشتركة مع بعض زملاءه في العمل، غير ملائمة لطفلة في سنها". كما تحدث البلاغ عن حرمان ندى من سنة دراسية العام الماضي حينما بسبب عدم قيام عمها بتسجيلها في المدرسة، لافتاً إلى أنه وبالرغم من قيام السلطات المعنية في وزارة الداخلية بإيداع الطفلة إحدى دور الرعاية التابع لاتحاد نساء اليمن مطلع الأسبوع الحالي إلا أن صفحتها على الفيس بوك لا زالت نشطة حتى اللحظة وهو ما يؤكد -حسب البلاغ- أن شخصاً آخر يدير الصفحة الخاصة بها باللغتين العربية والإنجليزية وهذا فوق مستوى الطفلة التعليمي وقدراتها. وبحسب بلاغ "سياج" فإن هناك عوامل عدة ساعدت في إخراج القصة بهذا الشكل منها: ذكاء الطفلة وقدرتها على التعبير وتقمص دور الضحية بشكل جيد، وضعف والدي الطفلة وفقرهم وخوفهم من التعرض لمشكلات أمنية أو تشويه السمعة إن هم واجهوا المشكلة أو حاولوا التصدي لها في بداية الأمر. وأوصت منظمة سياج بتسليم الطفلة لأسرتها والعمل على إدماجها بشكل تدريجي، وأخذ تعهدات من والديها بالإحسان إليها وعدم المساس بها على خلفية ما حدث منها ومن عمها.